الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النفط الإيراني والحرب بأوكرانيا|هل يتنازل الغرب عن عقوباته ضد طهران لمكايدة روسيا؟

أرشيفية
أرشيفية

تتزايد الضغوط الغربية على روسيا يوما بعد يوم لإجبارها على وقف الحرب الدائرة داخل أوكرانيا منذ 14 يوما، حيث قرار الرئيس فلاديمير بوتين إجراء عملية عسكرية محدودة داخل الأراضي الأوكرانية.

الرئيس جو بايدن
الرئيس جو بايدن

عقوبات أمريكية جديدة ضد روسيا

وواصلت الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها الاقتصادية ضد موسكو والتي تتزايد منذ إعلان الهجوم على الأراضي الأوكرانية ومنها القرار الأخير للرئيس الأمريكي جو بايدن بحظر واردات النفط الروسي ومشتقات الطاقة والذي يأتي في إطار الضغوطات التي يمارسها الغرب وخاصة واشنطن على روسيا.

وبحسب محللين فإن القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الدول الغربية والولايات المتحدة لم تكن رادعة لروسيا التي تستمر في توجيه الضربات للمدن الأوكرانية يوما بعد يوم مما تسبب في نزوح أكثر من مليون شخص وتدمير عدد من المنشآت والبلدات الأوكرانية.

ولاقى قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بحظر واردات النفط الروسي ردود فعل كبيرة لما قد يترتب على هذا القرار من تبعات اقتصادية عالمية، وبحسب تصريحات الرئيس بايدن فإن الأمريكيين مطالبون بالاستعداد لموجة عاتية من الغلاء خلال الفترة القادمة خاصة أسعار البنزين.

وانخفضت واردات أمريكا من النفط الروسي في الشهور الأخيرة لتصل الى 90 ألف برميل يوميًا فقط في ديسمبر الماضي، وحول البدائل التي تم طرحها عقب القرار الرئيس الأمريكي ومنها النفط الإيراني، الذي فرضت عليه عقوبات قبل سنوات بسبب البرنامج النووي، قال المتخصص في الشؤون الإيرانية، مؤسس ورئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية ـ أفايب الدكتور محمد محسن أبو النور، إن إيران شأنها شأن سائر بلاد العالم تتابع وضع جارتها وحليفتها روسيا عن كثب.

وأضاف أبو النور - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن إيران اتخذت موقفا ضمنيا مساندا لروسيا من خلال تصريحات رسمية في هذا الصدد، حتى بعد أن دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فصل إقليمين مهمين عن أوكرانيا واعترف باستقلالهما وشن حرب شاملة لإسقاط النظام الأوكراني.

ولفت أبو النور، إلى أنه في صباح الثلاثاء 22 فبراير أي صبيحة اليوم التالي لاعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال مقاطعتي دونيتسك و لوجانسك عن أوكرانيا، قال سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن "إيران تدعو جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس، وتعتقد أنه ينبغي تجنب أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوترات".

الرئيس بوتين
الرئيس بوتين

طهران تدعم قرار الرئيس بوتين

وتابع: "وقد فهم من تلك التصريحات الرسمية أن طهران تدعم قرار الرئيس بوتين وتستهدف تثبيت الموقف الراهن الذي خرجت منه روسيا منتصرة على أوكرانيا ومن ورائها حلف شمال الأطلسي الناتو من دون الدخول في الحرب".

وأوضح أبو النور، أنه للبرهنة على ذلك يمكن ذكر التصريح الدال للخارجية الإيرانية الذي قالت فيه: "إن تدخلات الناتو واستفزازاته، بقيادة الولايات المتحدة، أدت إلى تعقيد الوضع في المنطقة"، ما يعني أمرين وهما أن إيران ألقت رسميا باللائمة على الغرب، وأنها ألقت بثقلها كاملا خلف الموقف الروسي الذي دانته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي.

وقال أبو النور، إن الصحافة الإيرانية اهتمت كثيرا بتلك الأزمة وتناول المحللون الإيرانيون الموضوع بالشرح والرصد والوصف والتحليل، ويمكن مطالعة ما نشرته مريم جعفري في صحيفة "شرق" وقد ذكرت أن هناك أملا في حل النزاع، وفي تحليل آخر نشر في وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية، وهو غير موقع من أحد كتابها، ذكرت الوكالة، أنه "لا يحق لأمريكا فرض أية عقوبات على روسيا، وبناءً على هذا يجب أن تقام مفاوضات لتناول الأزمة وحلها بشكل سلمي"، ما فهم منه أن المجتمع البحثي في إيران مال نحو الموقف الروسي ميلا كاملا، وهو ما يعبر كذلك عن وجهة النظر الدولة في المقام الأول.

وأشار أبو النور - إلى أن الأحداث الراهنة تسببت في أزمة بالطاقة بسبب توقف إصدار روسيا للغاز، وقد تنبأت مقالة نشرها موقع "راديو فردا" بوصول سعر البرميل إلى ما يزيد عن 120 دولارا.

ولفت إلى أنه تزامناً مع اقتراب نهاية مباحثات فيينا النووية الإيرانية، يرى المحلل الإيراني فريد صفري، أنه في حالة رفع العقوبات عن إيران ستزيد صادرات النفط الإيراني إلى 2,5 مليون برميل يومياً، وفي حالة تمكنت أمريكا من فرض عقوبات على روسيا فستتمكن إيران من احتكار سوق إمدادات الطاقة بدلاً من روسيا، وإن حدث هذا ستتمكن إيران من تعويض آثار عقوبات الاتفاق النووي؛ ما سينعش اقتصادها.

وقال أبو النور إنه على سبيل المثال: ذهب المحلل الإيراني الدكتور هادي آجيلي، في مقالة له بصحيفة "جام جم" إلى أن رغبة "بوتين" في ضمان عدم انضمام أوكرانيا للناتو ليس بدون سبب، وأن نتيجة هذا النزاع لن تعود بالخير على أوكرانيا، وأنها أصبحت ساحة لعب خطيرة في النظام الدولي.

وزير خارجية إيران
وزير خارجية إيران

إيران تراقب تطور أحداث الصراع 

وأوضح أبو النور، أنه مما سبق يتضح أن إيران تراقب تطور أحداث الصراع الروسي ــ الأوكراني عن كثب، وهي في أولى خطواتها لمحاولة التدخل في الأزمة الأوكرانية بشكل سلمي أماطت اللثام عن انحيازها المطلق للجانب الروسي وانتقادها الشديد للغرب، بالرغم من أن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني، قال له فيها إن "إيران مستعدة لاتخاذ أي مساعدة وإجراءات ضرورية لحل الأزمة سلميا"، وهو ما يعني لكل ذي عينين أنه في حالة حدوث صدام عسكري ستتدخل طهران وتدعم حليفتها موسكو في مواجهة كييف.

يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن في خطاب في البيت الأبيض، الثلاثاء "حظر جميع واردات النفط والغاز الروسية" بسبب هجوم روسيا على أوكرانيا.

وأوضح الرئيس الأمريكي، أن هذا يعني أنه لن يتم قبول النفط الروسي بعد الآن في الموانئ الأمريكية وسيواجه الشعب الأمريكي ضربة قوية أخرى لآلة حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بايدن قوله "الولايات المتحدة تستهدف الشريان الرئيسي للاقتصاد الروسي، لن نشارك في دعم حرب بوتين"، وذكر بايدن، أن "الحرب في أوكرانيا ستسبب ارتفاعا إضافيا في  أسعار البنزين، لكنه حذر صناعة النفط والغاز من زيادات مفرطة وتفوق الحد في الأسعار".

وقال الرئيس الأمريكي، إن بوتين لا يمكن أبدا أن يخرج منتصرا من الحرب في أوكرانيا وفقا لأي سيناريو، متابعا: "أوكرانيا لن تكون انتصارا لبوتين أبدا، ربما أمكنه الاستيلاء على مدينة لكنه لن يكون قادرا أبدا على الاحتفاظ بالبلاد".

يشار إلى أن الولايات المتحدة وقعت مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد إيران منذ الانسحاب من الاتفاق النووي منتصف عام 2018، ومنها قرار حظر النفط الإيراني.

النفط الروسي أرشيفي
النفط الروسي أرشيفي