الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأزمة الأوكرانية أم كورونا؟ خبراء يوضحون أسباب زيادة أسعار السيارات في مصر

صناعة السيارات
صناعة السيارات

يعتبر سوق السيارات المصرى ، واحدا من أهم الأسواق التجارية الخاصة بالسيارات فى منطقة الوطن العربي وشرق افريقيا ، والذى يضم العديد من الماركات العالمية من مختلف بلدان التصنيع ، وهو من ضمن أهم 5 أسواق على مستوى المنطقة العربية بأكملها ، لعدة أسباب ، أهمها الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الدولة فى الفترة الأخيرة، مما ساعد فى نمو الاقتصاد الخاص بحركة البيع والشراء والاستيراد والتصدير فى عالم السيارات.

ولكن السوق المصرى للسيارات يرتبط كأي سوق عالمى بالأسواق الأخرى ، ويتأثر بالأزامات العالمية، ومنذ فترة ، وهناك ارتفاع مستمر وملحوظ فى أسعار السيارات سواء الجديدة " الزيرو" أو المستعملة داخل سوق السيارات، وهذا لعدة أسباب سنتعرف عليها من خلال خبراء فى صناعة السيارات.

وفى بداية الأمر قال اللواء حسين مصطفى خبير صناعة السيارات والمدير التنفيذي لرابطة مصنعي السيارات سابقا ، إن هناك العديد من الأسباب التى أدت إلى زيادة الأسعار فى مصر أولها عام 2020 وقت ضرب جائحة كورونا العالم أجمع ، وأغلقت أغلب مصانع العالم ، وحدثت ندرة فى الإنتاج ونقص كبيرة، فتشكل للعالم طلب كبير على السيارات مع قلة المعروض.

وأضاف مصطفي فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد" ثم فى العالم التالى بعد الفتح الجزئي للمصانع ظهرت مشكلة الرقائق الإلكترونية وقلتها ، بسبب أنها ذهبت الى صناعات الكترونية اخرى ولم تلب احتياجات شركات السيارات ، مما أدى الى قلة الإنتاج وأيضا المعروض عالميا مما زاد من الاسعار.

والسبب الثاني زيادة أسعار الشحن بدرجة كبيرة تضاعفت حتى وصلت الى 5 اضعاف من قيمتها الأصلية، مما ادى الى زيادة تكلفة الاستيراد وتدبير السيارات وبالتالى زيادة الأسعار فى السوق المصرى المحلى.

وهناك سبب آخر ظهر أن قلة المعروض مقابل الطلب المتزايد، أوجد ظاهرة الأوفر برايس التى تتزايد حاليا ولم تتوقف ، حيث تظهر ظاهرة الأوفر برايس عندما يكون المعروض أقل من المطلوب عند التاجر النهائى ، فزادت تكلفة السيارة عند وكيلها ثم زادت مرة أخرى عن التاجر لتعويض المصاريف الثابتة لدى المعارض فى مبيعات أقل بكثير مما كانت عليه من قبل.

وهناك زيادة ننتظرها فى الفترة القادمة نتيجة الازمة الروسية الاوكرانية والتى تحولت إلى أزمة عالمية ، حيث إن أزمة الطاقة بحظر النفط وربما بعد فترة الغاز الطبيعى الروسى ، سيسبب أزمة طاقة عالمية ، والتى سترفع أسعار كافة السلع وكذلك ترفع تكلفة انتاج كافة السلع سواء السلع الصناعة او الزراعية وتسبب تضخما عالميًا؛ وستعود بالتالى على زيادة اسعار السيارات لقلة الإنتاج وسوف تؤثر تلك الأزمة ايضا على خطوط الشحن العالمية ودرجة الأمان فى خطوط الشحن والمحيطات مما سيرفع اسعار الشحن فى الفترة القادمة الى حدود غير مسبوقة وكلها ستعود على ارتفاع أسعار كافة السلع .

ومن ضمن الأسباب ارتفاع أسعار المعادن بشكل رهيب ، مثل معدن النيكل والألومنيوم التى تغذى صناعة السيارات وبطاريات الشحن الخاصة بها، اضافة الى ان هناك بعض الدول التى طالتها الحرب تنتج مكونات للسيارات تذهب الى دول اخرى لاكمال عملية التصنيع مثل مصانع المكونات فى اوكرانيا التى تمد كبرى شركات صناعت السيارات فى المانيا والتى من الممكن ان تتسبب فى اغلاق تلك هذه المصانع .

واضاف محمود حماد، رئيس قطاع المستعمل والهايبرد بـ رابطة تجار السيارات، ورئيس إحدى الشركات المتخصصة في بيع المركبات الجديدة والمستعملة ، ان سوق السيارات المصرى ، مرتبط بالأسواق العالمية ، ارتباط وثيق فعندما يتعرض السوق العالمى لاي ازمة ، على الفور يتأثر السوق المصرى .

واضاف حماد ان الاسواق العالمية ، منذ عام 2020 تأثرت بجائحة كورونا ، والتى ادت الى اغلاق دام لشهور ، لذلك اغلقت العديد من المصانع ابوابها امام الانتاج وبالتالى انخفضت الاعداد التى تشحن لكل الدول ، بالاضافة الى قلة الرقائق الالكترونية المغذية لصناعة السيارات بشكل كبير .

وبالتالى تأثر السوق المصرى فى حصته التى يحصل عليها من السيارات ، واصبح هناك عجز لدى جميع الوكلاء والموزعين والتجار ، واصبح هناك عرض اقل من الطلب وبالتالى الأسعار ارتفعت .

واكد حماد ان موجة ارتفاع الاسعار ستستمر فى السوق المصرى والاسواق الاخرى ، حتى ننتهى من تداعيات الوباء العالمى كورونا ، وتعيد مصانع السيارات انتاجها الى حالته الطبيعية ، وتحصل الأسواق على حصتها الرسمية ، وسد الفجوة فى العرض والطلب.

اما عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية المهندس علاء السبع ، اكد بانه من من المتوقع أن نشهد زيادة في أسعار السيارات بدءا من شهر إبريل وحتى شهر يونيو من العام الجاري".

واوضح ان سبب زيادة الأسعار تأتي  نتيجة قلة المعروضات في سوق السيارات بسبب جائحة كورونا العالمية وأزمة الرقائق الإلكترونية مقابل زيادة الطلب على المتوفر من السيارات والتي لا تكفى لتوفير احتياجات المستهلكين عبر العالم".

واكد أن شركات السيارات الأم قامت بتطبيق زيادة على أسعار سياراتها منذ 3 شهور نتيجة نقص الإنتاج وارتفاع أسعار مكونات السيارات خاصة أسعار الرقائق الإلكترونية بجانب زيادة تكاليف الشحن وسلاسل الإمداد والتى تضرب صناعة السيارات العالمية منذ نحو عام.

وتابع بان الشركات العالمية للسيارات تراعى ظروف السوق المصرية من حيث متوسط الدخل والوضع الاقتصادي العام فضلًا عن أوضاع المنافسة داخل السوق"، متابعا: "نتحدث عن نسب من 3 إلى 6% زيادة في سعر السيارات قد يشهدها السوق خلال الفترة المقبلة".