الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جنرال موتورز وستيلانتس وغيرهم في أزمة..  زيادة جنونية لأسعار المواد الخام

شركات السيارات في
شركات السيارات في أزمة بسبب المواد الخام

من المتوقع أن تشهد أسعار السيارات زيادات في الأسعار حيث ارتفعت تكلفة المواد الخام بشكل مبالغ فيه نتيجة للحرب الروسية على أوكرانيا وما صاحبها من نقص إمدادات المواد المصنعة لأشباه الموصلات مثل الكوبالت والنيكل.

 

مشكلة "ريفيان" كشفت الأزمة

وفقا لموقع أوتو كار المتخصص في السيارات والنقل، كشفت الزيادات السعرية التي أبلغتها شركة Rivian الأمريكية الناشئة المتخصصة في المركبات الكهربائية عن المشكلة التي تعاني منها كل شركات تصنيع السيارات بلا استثناء، الإعلان عن ارتفاع أسعار شاحنات البيك آب وسيارات الـ SUV من ريفيان بحوالي 12000 دولار أغضبت العملاء الذين كانوا ينتظرون تسليم مركباتهم، حالة الغضب العارمة والتهديد بإلغاء الطلب أجبر شركة ريفيان على التراجع لتعود المركبات إلى سعرها الأصلي لمن قدموا بالفعل طلبات مسبقة للشراء وذلك بعد وابل من الشكاوى.

بالرغم من حالة التراجع إلا أن ريفيان تمسك بالزيادات السعرية للعملاء الجدد، وبرر الرئيس التنفيذي "جيه آر سكارينج" RJ Scaringe في رسالة بريد إلكتروني إلى العملاء بأن الزيادة سببها ارتفاع أسعار المواد الخام وبالتالي التكاليف الإجمالية للتصنيع.

 

زيادة الأسعار يعرض "داسيا" لانتقادات لاذعة

لم تسلم شركة "داسيا" ايضا من الانتقادات اللاذعة من وسائل الإعلام الفرنسية بعد أن زودت أسعار مركباتها خلال شهر مارس الحالي، حيث رفعت سعر داسيا سانديرو فئة التجهيز الأساسية من 10 آلاف يورو، إلى 10590 يورو. أما في المملكة المتحدة فتباع Sandero حاليا بسعر 11245 جنيهًا إسترلينيًا، بعد أن كانت بثمن 9845 جنيهًا إسترلينيًا في نوفمبر الماضي.

 

ستيلانتس ترفع أسعار كل سياراتها

أشارت "ستيلانتس" متعددة الجنسيات أيضًا إلى أنها ستفرض رسومًا أكبر على كل سياراتها في كل العلامات التجارية الـ 1 التي تمتلكها وتعمل تحت مظلتها، قال الرئيس التنفيذي كارلوس تافاريس للصحفيين في حدث أقيم في وقت سابق في مارس الحالي "نعم ، نحن نرفع الأسعار لتغطية تضخم أسعار المواد الخام، إذا لم نرفع الأسعار، فإننا سنكون في وضع خطر".

 

سلاسل التوريد الهاجس الأكبر للمدراء التنفيذيين

حتى قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، كانت أسعار المواد الخام خاصة الفولاذ والألمنيوم والبلاستيك في ارتفاع مستمر. في العام الماضي، وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة KPMG أجريت على أكثر من ألف مدير تنفيذي لشركات سيارات أن سلسلة التوريد تشكل منطقة القلق والخطر الأكبر على الصناعة وأن حوالي 500 مدير تنفيذي أعرب عن قلقه الشديد بشأن تقلب الأسعار الشديد.

 

ندرة وارتفاع غير مسبوق في المعادن

الآن الخطر أصبح وضوحا وتهديدا بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث تعد روسيا موردًا رئيسيًا للمعادن الأساسية اللازمة لتصنيع المحولات الحفازة مثل البلاديوم والبلاتين، كما شهد السوق نقصا كبيرا في توافر معادن الألومنيوم والنحاس والنيكل.

يعد النيكل عنصر رئيسي في تصنيع البطاريات الكهربائية وهو الأكثر تكلفة وضروري خاصة بالنسبة لبطاريات  NMC 811 (يعني ثمانية أجزاء من النيكل وجزء واحد منجنيز وجزء واحد من الكوبالت). وهو المعدن الذي شهد زيادات في الأسعار غير مسبوقة ليتجاوز سعره 100 ألف دولار للطن في 7 مارس ، مرتفعا من 29130 دولارًا في الجمعة السابقة عليه، مما دفع بورصة لندن للمعادن إلى وقف التداول.

الليثيوم أيضا شهد ارتفاعات سعرية وهو عنصر أساسي آخر لتصنيع البطاريات الخاصة بالمركبات الكهربائية وأصبح الطلب يفوق العرض. كتب "جو لوري"، رئيس شركة الاستشارات المتخصصة Global Lithium ، على موقع التدوينات القصيرة تويتر يوم 7 مارس: "لا تزال شركات جنرال موتورز و فورد و  بي إم دبليو  و  مرسيدس-بنز  غير قادرة على تأمين الكميات اللازمة من الليثيوم لتنفيذ خططها الطموحة".

 

البحث عن حلول أرخص

تبحث شركات السيارات عن مواد خام أرخص. في تصنيع البطاريات وهي من أغلى مكونات المركبات الكهربائية، يلجا البعض لطريقة شركة  تسلا  لتقليل التكاليف من خلال اعتماد بطاريات LFP الخالية من النيكل (بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم). أما فيما يتعلق بالمحرك الكهربائي، تبحث الشركات عن بدائل لمحركات المغناطيس الدائم، والتي تعتبر جيدة من حيث قوة الطاقة وكثافتها ولكنها تحتاج إلى الكثير من المواد الخام المستخرجة من الأرض النادرة وباهظة الثمن مثل النيوديميوم ، الذي ارتفع سعره بأكثر من 200٪ بين عامي 2019 و يناير 2022 ، وفقًا لشركة المحلل IDTechX.

 

سبب تضخم أسعار المواد الخام

يحاول صانعو السيارات الكهربائية بذل أقصى جهد لتقليل تكاليف الإنتاج وبالتالي عدم التأثير على المستهلكين بزيادة الأسعار، ولكن السبب وراء ارتفاع المواد الخام بهذه الطريقة المبالغ فيها هو الانتقال من السيارات التقليدية إلى الكهربائية بكثافة، كل الشركات حاليا تنتج كميات مهولة من المركبات المكهربة وبالتالي زيادة الطلب على هذه المعادن النفيسة أن يؤدي إلى تضخم الأسعار.