الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حدث تاريخي لأول مرة.. ما أهداف زيارة وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط؟

أنتوني بلينكن
أنتوني بلينكن

انطلقت جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي، تتضمن فلسطين ودولة الاحتلال الإسرائيلي والمغرب والجزائر، صباح اليوم الأحد، وتمتد الزيارة لـ 5 أيام.

واستهل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولته بالشرق الأوسط، اليوم الأحد، بزيارة إسرائيل، حيث سيشارك في قمة عربية-إسرائيلية نادرة ويعقد محادثات مع الشركاء في المنطقة بشأن المحادثات النووية المتعثرة مع إيران والغزو الروسي لأوكرانيا.

بلينكن يستهدف جولة محورية 

ويجتمع أنتوني بلينكن بشكل منفصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في مستهل الجولة، فيما يلتقي خلال زيارته للمغرب ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن بلاده ليس لديها استراتيجية لتغيير النظام في روسيا أو في أي مكان آخر، مشيرا إلى أن الأمر يرجع إلى الشعب الروسي.

وأوضح بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي اليوم الأحد، أن غالبية دول الجمعية العامة للأمم المتحدة نددت بالغزو الروسي على أوكرانيا، مشيرًا إلى أن جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأوروبية أظهرت للعالم كله قوة تحالف الناتو مع كييف.

وأشار إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الأطفال بين اللاجئين الذين فروا من أوكرانيا، مستطردًا أن أكثر من نصف هؤلاء الأطفال شردتهم الحرب الروسية، وأوضح أن بلاده لديها استراتيجية لوضع ضغوط غير مسبوقة على روسيا، معربا عن اتفاقه على زيادة العقوبات على موسكو بسبب الاعتداء على كييف.

وتشهد جولة أنتوني بلينكن بمنطقة الشرق الأوسط عقد قمة دبلوماسية عربية إسرائيلية في القدس اليوم، تضم كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد ووزير الخارجية الإماراتي ووزير الخارجية البحريني والمغربي، حيث قد يواجه اعتراضات على اتفاق نووي وشيك مع إيران، وأسئلة حول الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا. 

وستشمل المحادثات "الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والاتفاق الإبراهيمي واتفاقيات التطبيع مع إسرائيل والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والإبقاء على احتمال تسوية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني والقائم على حل الدولتين"، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس.

ويذكر أن بلينكن سيسعى إلى إبراز اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، من خلال هذه الجولة، على الرغم من أن المنطقة لم تعد على رأس أولويات واشنطن التي باتت تركز اهتمامها على الصين وروسيا، وفق “فرانس برس”.

كما تركز الزيارة بشكل عام على محاولة ضمان الاستقرار الاقتصادي في المنطقة، وإيجاد حلول لنقص الغذاء المتوقع جراء الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة أن الشرق الأوسط يعتمد بشكل كبير على القمح الأوكراني.

كما ترمي الجولة إلى حشد الدعم الإقليمي لكييف مع استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا، كما أنها تأتي في ظل تقدم في المفاوضات بشأن النووي الإيراني.

رسالة بوجود تحرك عربي

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن القمة الرباعية كان مرتبا لها منذ عدة أسابيع، في إطار التحالف المصري العراقي الأردني، وضمت مؤخرا الإمارات، لأن هذا التحالف الثلاثي في الأصل مرشح لانضمام أطراف أخرى، وبالتالي من المحتمل دخول أطراف أخرى كالمرشح، ومن الدول المرشحة أيضا لبنان وسوريا بعد أن تسترد سوريا موقعها في القمة الرباعية.

وأضاف "فهمي"، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن القمة الرباعية تأتي في هذا السياق، التحالف الثلاثي، إضافة إلى انضمام الإمارات، خاصة بعد لقاء الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وبالتالي هذه التحركات الرباعية تأتي في هذا التوقيت مع وضع الاستحقاقات العربية المؤجلة التنفيذ، ونقل رسالة مهمة بوجود تحرك عربي متعدد الأطراف في هذا التوقيت بمواجهة التغييرات الإقليمية والدولية.

وتابع "فهمي"، أن هناك علاقات أردنية إسرائيلية إماراتية جيدة في هذا السياق، وبالتالي هذه التحركات هدفها إعادة ترتيب الأولويات والمهام إقليميا ودوليا، لكن من المبكر أن نقول إن هذا اللقاء تحالف أمني استراتيجي، كما ذكرت المصادر الإسرائيلية.

وأشار "فهمي" إلى أنه من المبكر أن نقول بوجود تحالف، لأن هناك ما يهدد أمن الإقليم بأكمله، ويهدد الأمن القومي العربي، والأولوية الآن مواجهة الأمن العربي لمواجهة التحديات والمخاطر الذي يطرحها الملف الإيراني، خاصة أن هناك ما يجمع إسرائيل والدول العربية وملف إيران.

وأردف: "إذا وقع الاتفاق النووي ستكون هناك مخاطر على الإقليم بأكمله، وليس إسرائيل وحدها، لكن لن يكون هناك تكتل أمني استراتيجي يجري ترتيبه، وهذا هو المطموح إسرائيليا، لكن هناك مهام أخرى لدى الدول العربية في إطار الحرص على الأمن القومي العربي، ومنع أى أهداف أخرى قد تهدد الأمن الإقليمي".

ليس للزيارة أهداف سياسية 

واختتم: "زيارة بلينكن تتعلق بالغاز، وليس لها أى علاقة بالترتيبات الأمنية أو الاستراتيجية، والجانب الأمريكي يبحث حول النفط والغاز، وليس للزيارة أهداف سياسية أو إقامة تحالفات جديدة في المنطقة، والغاز هو الفكر الذي يسيطر على الجانب الأمريكي، حيث إن أمريكا تبحث عن مصادر بديلة للغاز، وتحدثوا إلى نيجريا وقطر والنرويج والجزائر ودول أخرى فيما يتعلق بالغاز".