الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السبع الموبقات .. لماذا حذرنا النبي منها وهل يدخل صاحبها النار؟

صدى البلد

السبع الموبقات .. حذّرنا النبي صلى الله عليه وسلّم من المهلكات التي توصل العبد إلى نار جهنم وتُخلّده فيها، فعن أبي هريرةٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم" (اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ : وما هنَّ ؟ قال : الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ، والرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذفُ المحصَناتِ الغافلاتِ المؤمنات) [صحيح البخاري].  

 

السبع الموبقات 

 سبع كبائر حرم علينا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ارتكابها، وهم الشرك بالله، السحر، قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات، كما أن المقصود بالموبقات أنها عبارة عن المهلكات التي تتسبب في هلاك الشخص إذا قام بارتكابها،

 ووضح رسول الله صلى الله عليه وسلم السبع الموبقات في الحديث الصحيح، رواه الشيخان: البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اجتنبوا السبع الموبقات قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات”،

وفي رواية النسائي وغيره: “ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجن ة فقيل له ادخل بسلام”، تفصيل السبع الموبقات وهي كما يأتي:

السبع الموبقات 

1.الشرك بالله

 أعظم الموبقات التي تُهلك العبد هي إشراك أيِّ شيءٍ مع الله تعالى في العبادة، سواء كان كائناً حيّاً أم جماداً؛ فالعِبادة لله تعالى وحده دون وجود إلهٍ آخر معه، وإذا مات العبد وهو مشركٌ في العبادة فإنّه يَموت على الكفر، وسيدخل نار جهنّم خالداً فيها. 

2. السحر

 نوعٌ من أنواع الشّرك بالله تعالى؛ فالسّاحر يستعين بالجن وما شابه ذلك لتنفيذ طلباته، ولا يُقدّم هذا الجن أيَّ شيءٍ إلّا مقابل التّعظيم والطّاعة، وعندما يذهب أيُّ شخصٍ إلى ساحرٍ ما، فإنه بذلك يؤمن بقدرة السّاحر على تسيير أموره، وهذا نوعٌ من أنواع الشرك بالله تعالى، كما أنّ السِّحر يؤدّي إلى إيقاع الضّرر بالنّاس وهذا فيه مضرّةٌ كبيرةُ للمجتمع.

3.  قتل النفس

لقد حرّم الإسلام دم المسلم على أخيه المسلم بمجرّد أن يدخل الإسلام؛ فقد أباح الإسلام قتل الشخص في عّدة حالاتٍ منها: المشرك المحارب، والمرتدُّ المبدّل لدينه، والزّنا بعد الإحصان. 

 

4. الرِّبا

 الرّبا في اللغة هو الزّيادة، وفي الإسلام هو الزّيادة في أشياءَ مخصوصةٍ، فهو محرّمٌ، وآكل الربّا محارَبٌ من الله تعالى ورسوله. 

 

5. أكل مال اليتيم

 اليتيمُ هو الشخص الذي فقد والده قبل البلوغ، ويُعَدُّ هذا اليتيمُ أمانةً عند الأقارب والمجتمع الإسلامي عامّةً، وعليهم رعايته وصون ماله إلى حين البلوغ؛ بحيث يكون قادراً على رعاية نفسه والتصرّف بماله، واعتبر الإسلام من يأكل مال اليتيم الذي لا حول له ولا قوةً من الموبقات؛ فاليتيم في حكم العاجز الذي لا يستطيع المطالبةَ بحقِّه.

 

6. التّولّي يوم الزّحف

 هو الهرب من الكافر في يوم المعركة وقت التحامِ الصّفوف، غير مُتَحَرِّفٍ لقتال، فقد باء بغضبٍ من الله تعالى. 

 

7. قذف المُحصَنات

 هو اتّهامُ المؤمنات العفيفات الطّاهرات بالزّنا، وهُنَّ غافلاتٌ عمّا رمُين َبه، فمن يتّهم محصنةً عليه أن يحضر الشهود، وإلا فإنّه سيُخلًّد في نار جهنّم.

الفرق بين السبع الموبقات والكبائر 

 

الموبقات
هي عبارة عن وصف للكبائر ويقصد بها المهلكات التي تلقي بصاحبها إلى النار، وقد سميت بذلك لأنها تهلك من يقوم بارتكابها.

 

الكبائر
هي أي ذنب يرتكبه الإنسان وله حد في الدنيا، كالسرقة والقتل والزنا، وهي التي تلقي بأصحابها في النار وتؤدي بهم إلى الهلاك، واختلف أهل العلم في عددهن، وقيل أنهم سبعون أو أكثر، كما أن الكبائر تكفرها التوبة، لذلك فإن الكبائر أعم وأشمل من الموبقات. 

 

وقيل أن المقصود بالموبقات السبع هي الكبائر السبع وقد أكد الحديثين الآتيين على ذلك:

نص حديث الصحيحين: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.


نص الحديث كما في رواية النسائي وغيره: ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة فقيل له ادخل بسلام.

 

ما هي كبائر الذنوب ؟

تعتبر كبائر الذنوب من الأمور التي منعنا ونهانا عنها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عن فعلها وارتكابها ، وهذه المعاصي والذنوب تختلف في درجاتها ومنها: السبع الموبقات التي ذكرها النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديثهِ الذي رواه الصحيحين البخاري ومسلم ، محددًا ما هي كبائر الذنوب ؟ ، وهي : الشرك بالله ، السحر ، قتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق ، أكل الربا ، أكل مال اليتيم ، التولي يوم الزحف (الهروب من الجهاد في سبيل الله) ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ، ومن أكبر هذه الكبائر الشرك بالله تعالى فهو الشيء الوحيد الذي لا يغفره الله تعالى يوم القيامة وهو الهلاك الأعظم ويخلّد في النار أبدآ .

 

هل الاستغفار يمحو كبائر الذنوب ؟

 

 فإن القرآن والسنة النبوية أرشدا إلى بعض الأعمال الصالحة التي يحبها الله سبحانه وتعالى، ويغفر بها الذنوب ويرفع الدرجات، ومنها: الاستغفار فهو من مكفرات الذنوب، قال الله عز وجل: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»، الآية 135 من سورة آل عمران، وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في كتاب الله عز وجل آيتان ما أذنب عبد ذنبًا فقرأها واستغفر الله عز وجل إلا غفر الله تعالى له ثم ذكر الآية السابقة، ومن الآيات الدالة على فضل الله عز وجل وتكرمه بغفران الذنوب، وتكفير السيئات قوله عز وجل: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا» (سورة النساء، الآية: 110).

هل تُغفر الذنوب التي ليس لها كفارة بالتوبة فقط  ؟

سؤال أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،وذلك خلال فيديو منشور على قناة دار الإفتاء على اليوتيوب.


وأجاب عثمان، قائلًا:  هناك ذنوب تحتاج الى توبة فقط كشهادة الزور وعقوق الوالدين لقوله تعالى { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ}. 

 

وتابع:  عندما يفعل الإنسان اى ذنب ويريد ان يتوب الله عليه ويغفر الله له فهو مطالب بالإقلاع عن الذنب وبرد الحقوق الى اهلها وممكن يتصدق ويصلى ويصوم وكلما تذكرت الذنب استغفر، كذلك يقيم الليل بالإستغفار والصدقة، فكل هذا يكفر الله تعالى مع التوبة والندم. 

 

8 عبادات يمحو الله بها الذنوب والمعاصي
 

جعل الله تعالى البشر خطائين؛ فلا بد لكل إنسان من الوقوع في الأخطاء والذنوب والمعاصي، وذلك لحكمة بالغة منه- عز وجل-، كما أن وقوع المسلم في الأخطاء، وقيامه بالأخذ بالأسباب في تكفيرها، فيه إبراز لتحقيق جوانب العبودية لله- عز وجل-، وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُم»،[رواه مسلم].


وقدَّر الله- سبحانه وتعالى- لعباده أن يقعوا لا محالة في الذنوب والمعاصي، وذلك حتى يتخذوا في محو هذه الذنوب والمعاصي العديد من الأسباب لمغفرتها؛ حتى يزداد العبد بواسطة هذه الأسباب بالصلةً بالله عز وجل وتقربًا منه.

 

وأشار العلماء إلى أن المكفرات التي يستطيع المسلم أن يُكَفِّر ذنوبه بواسطتها، قد ورد ذكرها في العديد من النصوص الشرعية، في الكتاب والسنة، على النحو الآتي:


1-المداومة على الاستغفار، فهو من أهم مكفرات الذنوب، وذلك لحديث سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»


2-التوبة النصوح الصادقة، والتي تتم بترك الذنب تركًا مطلقًا، والرجوع عنه، والاستغفار منه، والندم على فعله، والعزم على عدم المعاودة إليه، والإكثار من الأعمال الصالحة، وذلك لقول الله تعالى: «إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا* وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ».

3-الإكثار من ذكر الله، بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، وخاصة بعد أداء صلاة الفرائض، وذلك لحديث عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « مَنْ سَبَّحَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًَا وَثَلاثِينَ، وَحَمَدَ اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَكَبَّرَ اللهَ ثَلاثًَا وَثَلاثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ثُمَّ قَالَ: تَمَامَ المائَةِ لا إِله إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وُلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».


4-إسباغ الوضوء، وإسباغ الوضوء: هو إحسان الوضوء وإتمامه وتعميم الماء على كل أعضاء الوضوء، على النحو الذي كان يتوضأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كثرة الخُطَا إلى المساجد، انتظار الصلاة بعد الصلاة كل تلك الأفعال تعتبر من مكفرات الذنوب، وذلك لما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ».


5-أداء فريضة الحج، حيث أن الحاج يرجع كيوم ولدته أمه، إذا أتم الحج والتزم بشروطه، فقد قال سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».


6-صيام يوم عرفة، حيث ورد فيما صح عن رسول الله أن صيامه يكفر سنة ماضية وسنة باقية فى حديث عَنْ أَبِي قَتَادَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».


7-أداء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، لما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ».


8- اتباع السيئة بالحسنة، فالحسنات يذهبن السيئات فالأعمال الصالحة كلها مكفرات للذنوب، لقوله تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ».