الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل مباراة مصر والسنغال.. حكاية الساحرة المستديرة من لعبة الفقراء إلى الباشوات والأغنياء في القاهرة

مباراة مصر والسنغال
مباراة مصر والسنغال تاريخ كرة القدم

لا تملك مصر حكاية عادية مع كرة القدم، لكنها حكاية شديدة الخصوصية، وحكاية استثنائية بشهادة كثيرين في هذا العالم،  فكانت كرة القدم في مصر هي لعبة الفقراء التي أجبرت الباشوات والأغنياء على الاعتراف بها، وعاشت في مصر كل تحولاتها وثوراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مسيرة حافلة، وهذا حسب ما جاء في كتاب «مصر وكرة القدم التاريخ الحقيقى.. أين وكيف بدأت الحكاية» للكاتب ياسر أيوب.

وبمناسبة لقاء منتخب مصر مع نظيره السنغالى فى الدور الحاسم والفاصل من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 فى قطر مساء اليوم، نستعرض من خلال الكتاب تاريخ الكرة، وكيف كانت من قبل، حيث ترصد صفحات الكتاب، حين كانت كرة القدم شاهدة على سنين الاحتلال ومقاومته منذ عام 1895 م إلى أن قام المشير عبدالحكيم عامر بتجنيدها في سنوات الستينيات لتصبح إحدى ضحايا الهزيمة في يونيو 1967 م، ويشكف الكتاب عن محطات وسنين تاريخنا الكروي بكل الأسماء والوجوه والوقائع والملامح والتفاصيل، التي تحتم علينا أن نرى ذلك التاريخ بصورة أعمق وأكبر كثيرًا من اقتصار تأريخها على نتائج مبارياتها وبطولاتها المختلفة.

عبر 33 فصلاً يضمها الكتاب، تتوالى حكايات الكرة المصرية ووقائعها منذ عام 1882 حتى عام 1967، للحديث عن تطور اللعبة التي تتحكم وحدها في المزاج المصري العام، وعن أهم وأجمل الانتصارات وأقسى الخسائر والهزائم في تاريخ الكرة المصريةـ وعن نتائج كل المشاركات المصرية في الدورات الأوليمبية والبطولات الكروية الدولية والأفريقية والودية.

كما حرص الكتاب على تصحيح الكثير من الأخطاء التاريخية التي شاعت وتم ترديدها طول الوقت في الإعلام الكروي المصري، ويقدم الكتاب أيضاً الحقائق الكاملة لتأسيس وبداية أندية الكرة في مصر مثل الأهلي، الزمالك، الاتحاد السكندري، المصري، الإسماعيلي، السكة الحديد، الترسانة، السويس، والقناة، وأشهر الأندية التي لعبت وأحيت كرة القدم في الدلتا والصعيد. 

كما يتوقف الكتاب أمام الاستغلال السياسي لكرة القدم في مصر منذ أن بدأه الملك فؤاد الأول وحتى ثورة يوليو عام 1952، وتأثير هذا الاستغلال الذي كان أحياناً يدفع كرة القدم للأمام وفي أحيان أخرى يكون أحد عوامل ضعفها وأسباب ارتباكها وإخفاقاتها.

ويشير كتاب "مصر وكرة القدم" إلى المصطلحات الجديدة التى أطلقها المصريون على لعبة كرة القدم، وهو ما لفت انتباه الدكتور إيفا لافريش، أستاذة الجامعة، والتى ولدت فى النمسا وواصلت دراستها، حتى باتت متخصصة فى علم اللغويات واللهجات المختلفة، وكان مشروعها الكبر والأشهر هو الخاص بتأثير كرة القدم على ثقافات ولغات العالم، واكتشفت أن المصريين نجحوا فى اختراع لغتهم الكروية الخاصة بهم، فهم وحدهم الذين مزجوا كرويًا، بين اللغتين الإنجليزية والعربية بترجمتها، مثل أصل كلمة جول فالمصريين اطلقوا عليها "جون" بحرف النون، وبلنتى والتى اطلقوا عليها "بلن".

أما عن الكرة نفسها، فيوضح مؤلف الكتاب: «كانوا المصريين يرضون بها ولو على شكل شراب قديم أو قطعة جلد أو حتى قطعة طوب، ولم يكن من الضرورى أن تشبه الفوتبول، التى يلعب بها الإنجليز فى معسكرتهم، والحكم لابد ان يكون من هؤلاء الأفندية الذين يرتدون القميص والبنطلون».