الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدام بين الشرطة الصينية وسكان شنغهاي بسبب تحويل المساكن لحجر صحي

شنغهاي
شنغهاي

تصدى عدد من سكان مدينة شنغهاي، كبرى مدن الصين، للشرطة التي جاءت لإجبارهم على التخلي عن شققهم لاستخدامها لعزل مصابين بفيروس كورونا كما ظهر في عدد من تسجيلات الفيديو، في ما يشكل مؤشرا إلى الاستياء المتزايد من سياسة البلاد المتصلبة تجاه كوفيد.

 

وتواجه العاصمة الاقتصادية للصين حاليا أسوأ تفش للوباء منذ ظهوره. وفرض حجر على كل سكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة، تقريبا. وهم يواجهون صعوبات في الحصول على المواد الغذائية.

 

وتعزل السلطات الأشخاص الذين تثبت إصابتهم حتى الذين لا تظهر عليهم أعراض، عبر وضعهم في مراكز للحجر الصحي. لكن مع تسجيل أكثر من عشرين ألف إصابة يوميا في الأيام الأخيرة، تواجه السلطات صعوبة في مواكبة وتيرة انتشار الفيروس. وهي تسعى حاليا إلى تأمين عشرات الآلاف من الأسرة لإيواء مرضى كورونا.

 

وظهر في تسجيلات مصورة نشرت، مساء الخميس، على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية سكان خارج مجمع سكني يصرخون على رجال الشرطة وهم يحاولون ببزاتهم الواقية التقدم وسط الحشد.

 

ويظهر في التسجيل رجال شرطة يعتقلون عددا من المحتجين بينما يتهم سكان السلطات بـ "ضرب الناس".

وفي تسجيل فيديو تم بثه مباشرة على شبكة "ويتشات" للتواصل الاجتماعي واطلعت عليه وكالة فرانس برس، تقول سيدة وهي تبكي إن "مجموعة تشانجيانج تريد جعل مجمعنا السكني مكانا للحجر الصحي ووضع الأشخاص المصابين بكورونا فيه".

 

وتقول الشركة المستثمرة إنها عرضت تعويضات على السكان وأعادت إسكانهم في جناح آخر في المنطقة نفسها. وحذف المراقبون عددا كبيرا من مقاطع الفيديو المتصلة بالحادث على الإنترنت.

 

ويبدو أن سكان شنغهاي يشعرون باستياء متزايد من الصعوبات في الحصول على الطعام، والعزل القسري للمصابين في مراكز الحجر الصحي التي تفتقد إلى وسائل الراحة والنظافة. كما تسبب نشر مقاطع فيديو على الإنترنت لحيوانات أليفة تضرب حتى الموت بغضب شديد.

 

وتشهد الصين تظاهرات بوتيرة أقل من الدول الغربية، لكنها تنظم من حين لآخر. وتجد المحتويات صدى على الإنترنت حيث تباغت سرعة نشرها في أغلب الأحيان أجهزة الرقابة.

 

وأعلنت وزارة الصحة الصينية الجمعة أن عدد الإصابات اليومية بكورونا تجاوز 24 ألفا في البلاد، بينهم 23 ألفا في شنغهاي. وهذا العدد كبير جدا في بلد تبع استراتيجية "صفر كوفيد".

 

وتشمل هذه الاستراتيجية عددا من الإجراءات بينها العزل فور ظهور بضع إصابات وفصل السكان الذين تثبت التحاليل إصابتهم عن الباقين وعدم منح تأشيرات دخول إلى البلاد إلا بالقطارة، وفرض حجر عند الوصول إلى الأراضي الصينية وتتبع تحركات الأشخاص.

 

ولا يبدو أن سلطات شنغهاي تريد تغيير سياستها لمكافحة كوفيد. وكان الرئيس الصيني  شي جينبينج حذر الأربعاء من أنه "لا يمكن تخفيف الإجراءات الصحية" مؤكدا أن حماية السكان من فيروس كورونا تتصدر أولويات السلطات كما ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية.