تتميز مدينة قنا بالتنوع التراثي للحرف اليدوية، ففي قلب مدينة قنا، يقع شارع «سفينة» الذي ما زال واحدا من آخر شوارع قنا التي يمكن مشاهدة فيها حوانيت ومحال مهن تراثية يدوية.
ويقول الباحث في مجال البيئة و التراث الثقافي أسامة غزالي، أنها تتسم بوجود العديد من المهن التراثية اليدوية، مثل المكواة الرجل ؛ تصليح الساعات القديمة ؛ خياطين الجلباب البلدي ؛ تصليح الأحذية القديمة ؛ و ورش لحام الصفيح و الشيش.
بالإضافة إلى هذه المهن، يوجد أيضا حرفة وفن على وشك الاندثار وهي تراث الرسم بسيقان القمح كواحدة من حرف قنا المندثرة، ويوضح لـ “صدى البلد”: “تجد تلك اللوحات معلقة في بعض محال الخياطة القديمة، بالإضافة إلى وجود طاحونة غلال قديمة في نهاية الشارع”.
سفينة دوس عبيد
يتسم هذا الشارع أيضا بقصة مميزة لتسميته، إذ سمي الشارع نسبة إلى السيدة القناوية الصعيدية «سفينة دوس عبيد»، إذ اشتهرت السيدة القبطية طوال حياتها بالأعمال الخيرية نظرا لأنها واحدة من أغنى عائلات الصعيد فأمها من عائلة الجوهرى أقدم أغنياء أسيوط وأعرقهم حسبا ونسبا.
كذلك كان جدها لأمها من أكبر مستشارى محمد على باشا، أما والدها فهو من عائلة عبيد الوطنية المعروفة بأهم من أعيان بندر قنا، ومن إنجازاتها إنشاء المدرسة الخيرية بشارع عبيد، والتي خصصت لها مبالغ ثابتة من عائد الأرض الخاصة بها.
انتهت المسيرة الوطنية من العطاء بوفاتها في عام 1922، خلال قضائها فترة المصيف بالمنشية في الإسكندرية، ووصل جثمانها إلى محطة قنا في 23 أغسطس، واستقبل جثمانها أهل قنا حتى أقيمت عليها الصلاة بالكنيسة الإنجيلية.