الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجامع الأزهر في 1082 عاما| الحصن الباقي للمسلمين.. أحمد عمر هاشم: الأزهر احتضن أشرف تراث في الوجود.. والضويني: رسالته تعزيز الوسطية والاعتدال

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

الدكتور أحمد عمر هاشم: عظمة الأزهر تتجلى في الإيمان والعلم الذي نشره وقام على حمايته

عمر هاشم : الأزهر الحصن الباقي للمسلمين.. ودوره مهم في حفظ تراث الأمة الإسلامية

وكيل الأزهر: من العناية الإلهية بمصر وجود بها مؤسسات وطنية تحمي حدودها الجغرافية والأزهر يحمي حدودها الدينية والفكرية

الضويني: رسالة الأزهر العالمية تحمل نور الإسلام للكون كله على اختلاف الأجناس واللغات والأفكار

يجب على العلماء الاستثمار الفكري لنقل الصورة الصحيحة للإسلام لحماية ديننا وأمتنا

وكيل الأزهر: رسالة الأزهر  تعزيز الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف

وكيل الأزهر: واجب الوقت يحتم على علماء الأمة قراءة الواقع لتحديث وتطوير أدوات التعليم والدعوة إلى الله

 

أقام الأزهر الشريف، مساء اليوم الجمعة، احتفالية كبرى بمناسبة مرور 1082 عامًا هجريًّا على تأسيس الجامع الأزهر، والتي توافق السابع من شهر رمضان المعظم من كل عام، وذلك بحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وكوكبة من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف.

 

الدكتور أحمد الطيب


 

وقرر المجلس الأعلى للأزهر في مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.

 

الدكتور أحمد عمر هاشم

 

عظمة تتجلى في الإيمان والعلم

وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن الأزهر الشريف احتضن أشرف تراث في الوجود، وبعث بعلمائه في أرجاء المعمورة ليعلم الناس أمور دينهم، فأصبح الأزهر قوة روحية وحضارية في العالم كله، مبينًا أن عظمة الأزهر تتجلى في الإيمان والعلم الذي نشره وقام على حمايته،  وازداد دوره في هذا العصر بفضل إمامه الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي جاب العالم شرقا و غربا ليبين سماحة هذا الدين ويبني جسرا للتواصل مع العالم.
وبيّن عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، خلال احتفالية الأزهر، أن الأزهر الشريف هو الحصن الباقي للمسلمين، ودوره مهم في حفظ تراث الأمة الإسلامية،  مناشدًا كل الموحدين على وجه الأرض بالتوحد وترك الفرقة والبعد عن الصراعات والحروب، التي بدورها يدفع نتائجها الضعفاء والفقراء.

 

وكيل الأزهر

 

مؤسسة وطنية حامية للفكر

في حين، قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن احتفال اليوم خير مناسبة للحديث عن تاريخ الأزهر ومكانته؛ باعتباره مؤسسة وطنية، ترسخ وجودها في وجدان الأمة، وتأكدت بصماتها في جبين الزمان، ويعد الأزهر الشريف بهذا الاعتبار جزءا مهما من تاريخ وطننا وأمتنا، يجب إحياؤه في قلوب الشباب؛ حتى يتحقق الولاء والانتماء، الذي تسعى له القيادة السياسية الواعية من خلال برامج عملية وطرح متجدد.

وأضاف وكيل الأزهر، أن من العناية الإلهية بمصر أن قدر الله لها مؤسسات وطنية تحمي حدودها الجغرافية، ومؤسسات أخرى تحمي حدودها الفكرية، وهويتها الحضارية، وشخصيتها الفاعلة، وقد ولد الأزهر في مصر لتزهر آثاره في جنبات الحياة، فصار ‏منارة للعلم، وقبلة للطلاب، ‏‏ وفي أروقته تعلم الملوك والسلاطين، ‏ وفي معاهده تخرج الرؤساء والوزراء والسفراء من شتى بقاع الدنيا، وإلى علمائه تقرب الملوك والأمراء والوجهاء، ومن صحنه انطلقت الثورات، ومن على منبره وجهت، وبقيادة علمائه ومشاركة طلابه انكسرت قوي الطغيان، وتحطمت أحلام الغزاة.

وبيّن الدكتور الضويني أنه منذ مئات السنين وضعت بذور أزهر الخير في أرض مصر الطيبة فأثمرت حينئذ، وما زال الأزهر تخرج ثمراته بإذن ربه كفاحا ونضالا وتربية وتعليما وتوجيها ودعوة، تحمل مشعل هداية القلوب، واستنارة العقول، وتنشر الوسطية والاعتدال، وتدافع عن العقيدة الصحيحة فكرا ومنهجا؛ لتكون بذلك لبنة رئيسة في حماية أبناء الأمة من الوقوع في براثن الفتن، مضيفًا أن الأزهر أخذ على عاتقه – منذ أكثر من ألف عام- مسئولية الدعوة إلى الإسلام، والدفاع  عن سماحته ووسطيته واعتداله، ونشرها في مختلف دول العالم، باعتباره مؤسسة واقعية متفاعلة مع الزمان والمكان، تعمل على حماية الهوية الثقافية العربية الإسلامية، من محاولات التغريب، وتعمل على الدفاع عن القيم الحضارية في الفكر الإسلامي من محاولات التزييف، وتنشر العلوم الشرعية والعربية قياما بالأمانة، وتتصدى لتيارات التطرف والغلو التي تستهدف استقرار المجتمعات وأمنها.

صلاة التراويح

 

أزهر المستقبل

وأضاف وكيل الأزهر أن هذا الاحتفال مناسبة طيبة كذلك للحديث عن الأزهر باعتباره مؤسسة متحركة، أصولها في التاريخ راسخة، وعيونها إلى المستقبل متطلعة، وإذا كان تاريخ الأزهر الشريف يستحق أن يسجل في كل أيامه الماضية فإن الحديث عن أزهر المستقبل واجب كذلك، كما أن ملامح التطوير والمعاصرة واضحة في جبين الأزهر بما يؤهله ليكون حاضرا بقوة في مستقبل الأمة بجهود علمائه الذين لا يخشون في الله لومة لائم، وفي مقدمتهم شخصية علمية رفيعة المستوى، واسعة الخبرة، عميقة الثقافة، منفتحة على العصر،  وما فيه من حراك فكري؛ فالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من العلماء الفضلاء، ومن المفكرين المستنيرين، ومن العاملين المخلصين المتجردين من الغرض والهوى، فهو وسطي في أفكاره وآرائه، ووسطي في سلوكه وممارساته.

وأوضح أن رسالة الأزهر العالمية تحمل نور الإسلام للكون كله، على اختلاف الأجناس واللغات والأفكار، وهو ما جعل الفرقاء يحتكمون إليه، ويأخذون برأيه وهديه، ولقد استمد الأزهر الشريف قوته ومصداقية فكره ومنهجه من الشريعة الغراء التي يحمل لواءها، وهي شريعة الإسلام التي تكفل الأمن والأمان للإنسان والأوطان على السواء، وإذا كانت أقدار الله قد منحت مصر الأزهر الشريف ليكون له دور بارز في حمل لواء الدعوة إلى الله، ونقل العلوم التي تضمن للأمة تفردها وتميزها فإن واجب الوقت يتطلب أن نضع رؤية واضحة لمستقبل الأزهر؛ لنقدم للعالم زادا روحيا ومعرفيا يربط الأرض بالسماء، ويضبط حركة الأحياء على ظهرها، في ظل الخواء الروحي الذي تعاني المجتمعات من آثاره.


وأكد وكيل الأزهر أن الواقع الذي نعيشه قد فرض تحديات كبيرة تتعلق بتنوع مصادر المعرفة فيه، فأنتجت لنا شبكة الإنترنت معلمين وعلماء ومفكرين ومشايخ ومفتين جددا، أخذ الناس عنهم ما يدعون أنه العلم، وهيهات أن يكون ذلك علما، فلقد غيرت التكنولوجيا النظرة إلى العلم؛ فلم تعد مصادر العلم مقصورة على الجامعات، والمدارس والمعاهد الدينية والمساجد فحسب، ولم يعد العلم يؤخذ من العلماء والأئمة والوافدين فقط! لذا صار لزاما علينا نحن العلماء أن نبدأ مرحلة الاستثمار الفكري بكل ما أتيح من الوسائل لنقل الصورة الصحيحة للإسلام، وقراءة فكر الناشئة وتوجيههم التوجيه السليم حماية لديننا وأمتنا.

الوافدون

قراءة الواقع

وشدد وكيل الأزهر أن واجب الوقت يحتم على علماء الأمة وخاصة علماء الأزهر الشريف أن يقرؤوا الواقع، وأن يستشرفوا آفاق المستقبل ويبدؤوا العمل على تحديث وتطوير أدوات التعليم والدعوة إلى الله، والاستفادة من كافة مخرجات العلم الحديثة، ووسائل التكنولوجيا المتطورة للوصول بشريعة الإسلام الغراء إلى كل شبر في بقاع العالم الممتد فإن لم نفعل فإننا سنحاسب أمام الله، فرسالة الأزهر الشريف هي تعزيز الوسطية والاعتدال، ومحاربة الغلو والتطرف.

وطالب وكيل الأزهر  بإجراء دراسات وأبحاث متطورة تهدف إلى كشف التحديات والمعوقات التي تتعلق بواقع  التعليم الأزهري، وتكشف عن التحديات والمعوقات، التي تتعلق بواقع الدعوة الإسلامية المعاصرة وكيفية تطوير أدواتها وأساليبها وفقا لمتطلبات العصر الحديث، وكذا إجراء الدراسات المتخصصة لفهم المتغيرات الاجتماعية والأخلاقية التي ظهرت مؤخرا في المجتمعات المسلمة ووضع تصور شامل لمواجهتها، وكذا رصد السلوكيات التي طرأت على فكر الشباب المسلم وعقله، بل وغير المسلم ووضع البرامج المشتركة من أجل حماية شبابنا ومجتمعاتنا من الغزو الفكري، ولدينا من الكيانات ما يقوم بهذا فعلا، ولكنا طموحنا أكبر.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بأن الأزهر الشريف سيظل متمسكا بقيمته العليا ومكانته المتميزة من العقيدة الصحيحة التي يدين بها وينشرها ويعلمها للأجيال في داخل مصر وخارجها، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، التي تحض على الوحدة والتآلف والتآزر والتعاون، وتنهى عن الشقاق والخلاف والصراع ونقض ميثاق الأخوة الإسلامية، مجددا وحاملا للواء الوسطية والتيسير، بما ينفع الناس، ويحقق مصالحهم، فهو أزهر الوطنية، وأزهر الوسطية، وأزهر الإنسانية، وأزهر المستقبل.

مجلة نور

ركن الطفل 

كما شاركت اليوم مجلة نور للأطفال الصادرة عن المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، فى فعاليات الاحتفال السنوى للجامع الأزهر.

وشارك الاطفال المصاحبون مع ذويهم الزائرين لساحة الجامع الأزهر الشريف، بركن الطفل المخصص لمجلة نور ، حيث خصصت لهم ورش عمل للتلوين والرسم الهدف منها اكتشاف مواهب جديدة ورعاية أهم هذه المواهب وانضمامها لأصدقاء مجلة نور الموهوبين .
وقد عبر الأطفال المشاركون بتلك الورش عن سعادتهم الغامرة بهذا النشاط، وطالبوا بأن تكون هناك فاعليات وورش مماثلة فى كل المناسبات الدينية الخاصة بالجامع الأزهر الشريف.
وقد قام فريق عمل المجلة بتوزيع أعداد مختلفة من مجلة نور، وكراسات تلوين ورسم من إصداراتها على كافة الأطفال المشاركين فى هذه الاحتفالية.