الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى رمضان نأكل أكثر !!

صدى البلد

المصريون لديهم ثقافة ملء السفرة خلال شهر رمضان، على الرغم من الدعوات التى تطالب بضرورة اتباع سياسة الإنفاق المتوازن والمناسب، وفى نفس الوقت لا يريد أحد فرض رأى بعينه على المواطن، فكل إنسان يفعل ما يريد لأنها حرية شخصية فى النهاية، والسلع متوفرة بالقدر الذى يكفى الاحتياجات خلال الشهر الكريم رغم ارتفاع أسعارها فى هذا العام بالذات نتيجة ظروف كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

وبصراحة – وهذا رأيى الشخصى- يجب أن نغير من سلوكياتنا ونمط استهلاكنا فى الغذاء، وتناول الأطعمة خاصة الخبز، حيث استهلاكنا فقط يوميا من الرغيف المدعم نحو 250 مليونا وفقا لكلام الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية.

إن تغيير نمط استهلاكنا من الأطعمة ضرورة حتمية للحفاظ على الصحة، وتلافى هدر آلاف الأطنان يوميا من الأطعمة فى صناديق القمامة، فالأطباء يحذرون من الإسراف فى الطعام والشراب لأنه يؤدى إلى مشاكل صحية، ومن الضرورى الحفاظ على الوزن الطبيعى الذى قد يساعد على إطالة العمر بإذن الله"وكلوا واشربوا ولاتسرفوا"، فقد جعل الله عدم الإسراف عبادة يثاب عليها المواطن.

ومن الغريب أننا نأكل خلال شهر رمضان أكثر من الأيام العادية، رغم أنه يجب التقليل من تناول الأطعمة فى شهر الصوم، والسبب يرجع لنمط سلوكنا فى الأكل والشراب والذى يجب أن يتغير إلى الأفضل، والأغرب أن الأطباء دائما ينصحون بالتقليل من الطعام وخصوصا النشويات والسكريات فى رمضان، رغم أن بعضهم لايخفى إقدامه على الأطعمة والحلويات لضعف الإرادة.! الإفراط فى الطعام أصل كل داء، وللبدانة عواقب وخيمة.

بعض المهن تقلب يوم العمل فى نهار رمضان إلى ما بعد الإفطار، حفاظا على لقمة العيش بما أن الصوم عبادة والعمل أيضا عبادة.والمسلم حريص دائما على أداء فريضة الصيام لينال أجره من الله.قال سبحانه وتعالى:"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به"، والإنسان حريص على العمل حتى يلبى احتياجات أهله، ويقضى حوائجهم, ويسد حاجتهم, ولايضطر إلى أن يمد يده لأحد عملا بالحديث الشريف القائل: "ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده". المعروف أن الوقت الطبيعى للمهن والحرف المختلفة غالبا مايكون بالنهار، وكذلك الصيام الذى تأتى بعض أيامه فى درجات حرارة مرتفعة، وهو ما يصعب على البعض مواصلة العمل بالنهار تزامنا مع الصيام، وهناك من الناس ممن يفتقد العزيمة ويفطر للقيام بعمله، وهناك الكثيرون ممن لا يقوون على العمل نهارا وهم صائمون فاستطاعوا التوفيق بين العبادتين من خلال العمل ليلا ليكون النهار للصوم والتمكن من القيام بأعمالهم.

خواطر
فى رمضان عام 1231هجرية عين محمد على باشا محتسبا جديدا لأن الأسواق والبائعين أخذوا يسيئون معاملة الناس,وفوضه فى كل شىء,فكان يعاتب الغشاشين بلا هوادة، واستولى على القوت المخصص، ووزعه على أرباب الحوانيت ليباع بالتسعيرة، فانتظمت الأسواق، ونظفها ورشها، وأضاء الشوارع بالقناديل، وحدد أسعار البيع، واستولى على السمن وباعه بلا غش ولا خلط كما كان يراقب أجور الخدمات كأجور الحمالين والأطباء والسقائين، وقال محمد على قولته الشهيرة:قدرت على الجيوش فى البلاد البعيدة، ولم أقدر على أسواق وبائعى مصر".

من فوق أسوار قلعة صلاح الدين يطل أول مدفع أمر الخديوى إسماعيل عام 1853 لتذكير أكبر عدد من سكان القاهرة بموعد الإفطار,ثم أمر الخديوى بعد ذلك بسنوات بوضعه فوق جبل المقطم حتى يسمعه أكبر عدد من سكان القاهرة,وتتكون طلقات المدفع من مادة البارود التى تحدث صدى صوت واسعا,وقد توقف المدفع عن العمل فى عام 1987 بسبب تحذير هيئة الآثار فى ذلك الوقت من تأثير صوت المدفع على أسوار القلعة والمبانى الأثرية.

لمائدة الرحمن حكايات كثيرة اختلف المؤرخون فى قصة بدايتها,فمنهم من يرجعها إلى عهد رسوالله محمد صلى الله عليه وسلم,بينما ينسب بدايتها آخرإلى عهد المعز لدين الله الفاطمى,فيما يرجع البعض بداية إقامتها إلى عصر أحمد بن طولون، حيث قيل أنه كان يجمع التجار والأعيان على مائدة عامرة بالخير أول أيام رمضان، ويخطب فيهم ويأمرهم بأن يمدوا الموائد للفقير والمحروم طوال شهر رمضان,ومهما اختلفت الروايات عن أصل البداية، فهى مستمرة عبر العصور.

الكنافة تعددت الروايات عن بدايتها وارتباطها بشهر رمضان، إذ يقول البعض: إن أهل الشام أول من عرفوها، وقدموها لمعاوية بن أبى سفيان، ويؤكد آخرون أن الكنافة صنعت خصيصا لسليمان بن عبد الملك الأموى، فيما يقسم البعض أنها صناعة مصرية قح نقلها أبناء الشام عن مصر، وأنها حظيت بمكانتها عندما دخل الخليفة المعز لدين الله الفاطمى القاهرة فى شهر رمضان، فخرج الأهالى يستقبلونه بعد الإفطار، وكانت إحدى الهدايا المقدمة له طبق الكنافة، ثم تصدرت موائد المماليك.