EN 
شهد العالم آخر عامين انتشار مجموعة من الأمراض المميتة، كان أقواها "كوفيد 19"، الذي خلف أكثر من 6 ملايين ضحية، وصولا لإعلان منظمة الصحة العالمية قبل أيام عن التهاب كبدي وبائي جديد يصيب الأطفال انتشر في عدة دول.
التهاب كبدي يصيب الأطفال
وكشفت وزارة الصحة والسكان المصرية، الخميس، عن تعريف جديد لحالات الإصابة بالالتهاب الكبدي لدى الأطفال، بعد ظهور إصابات في عدد من دول العالم لأسباب غير معروفة، وفق ما أفادت به منظمة الصحة العالمية.
وقالت وزارة الصحة والسكان - في بيان، إن الحالات المصابة بالمرض "تعاني ارتفاعا في إنزيمات الكبد بشكل ملحوظ، مع ظهور بعض الأعراض، مثل الصفراء والقيء والإسهال وآلام البطن"، فيما تم استبعاد الإصابة بالفيروسات الكبدية.
كما أصدرت الوزارة توجيها لمديريات الشؤون الصحية، بـ"ضرورة اتخاذ اللازم، وإفادتها بأي حالات إصابة ينطبق عليها تعريف الحالة".
ومن جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، عبر موقعها الرسمي رصد 91 حالة مصابة بالتهاب كبدي غير معروف السبب، منهم 74 حالة في بريطانيا، و9 حالات في الولايات المتحدة الأمريكية، و5 حالات في إيرلندا، و3 حالات في إسبانيا، وعدد من الإصابات في الدنمارك وهولندا، دون وقوع أي وفيات بين الأطفال.
أنواع متعددة للالتهاب الكبدي
وفي هذا الصدد، قال أستاذ الكبد والجهاز الهضمي وزميل، الجمعية الأمريكية للكبد الدكتور هشام رأفت، إن هذا الميكروب بنسبة 99.9% هو ميكروب فيروسي، وأن أسباب الارتفاع الحاد في إنزيمات الكبد مع صفراء، معقبا: "إذا صاحبه ارتفاع حرارة نفكر في التهاب فيروسي في الخلايا الكبدية".
ولفت رأفت - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الالتهاب الفيروسي له أنواع كثيرة منها فيروس (a- b - c - d - e - cmv)، وفي بعض الأحيان ترفع الانزيمات وترفع الحرارة ونادرا ما تسبب صفراء.
وأضاف رأفت، أن هناك أسباب أخرى قد تتسبب في تلك الأعراض وهي الالتهاب المناعي وهذا يعني أن الجسم يهاجم الخلايا الكبدية، فيتسبب في رفع الإنزيمات وتسبب صفراء،ولكن الالتهاب المناعي غير متوافق مع هذه الحالات لأن الإلتهاب المناعي لا يأتي لعدد من المرضى مع بعض فمن الممكن أن يصيب حالات فردية في أماكن متباعدة، أما الالتهاب الكبدي الذي ظهر في إنجلترا ظهر لمجموعات وهذا يدل على أنه عدوى.
وأشار إلى أن هناك مرض آخر جيني يسمى "ويلسون" قد يتسبب في ارتفاع في الإنزيمات وقد يحدث مشاكل في الكلى لكنه أيضا ليس هو السبب في هذه الأعراض، لأن من الواضح أن المرض الجديد هو فيروسي وليس جيني والدليل أنه انتشر في مجموعات وليس حالات فردية.
التهاب كبدي فيروسي جديد
وأكد "رأفت"، أن تفسير هذه الأعراض هو احتمالين لا ثالث لهما وهو إما أنه نوع جديد من الفيروسات الكبدية مثل فيروس (a, ,b ,c ,d ,e) لم يكتشف بعد، وهذا سيم معرفته عن طريق أخذ عينات من الكبد والدم وتحليلها.
ولفت: "من الممكن أن يكون أدينوفيروس وهو فيروس مشابه للكوفيد وأعراضه مثل الإنفلونزا ويحدث في بعض الأحيان ارتفاع في إنزيمات الكبد ولكن ليس لهذه الدرجة فمن الممكن أن يكون تحور، أو كوفيد وتحور، وسيتم اكتشاف الأمر الفترة القادمة، ولكن حتى الأن العلماء يعطون علاج للأعراض وليس علاج شافي للميكروب".
واختتم: "هذه الأعراض حتى الأن ليست موجودة في مصر ولم تظهر لكنه فيروس معدي لذا يجب عمل حجر للقادمين من إنجلترا وأستراليا خاصة الأطفال منهم".
ومن ناحية أخرى، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، حسام عبد الغفار، إن وزارة الصحة والسكان تحرص على متابعة الأحداث الصحية العالمية التي تعلنها منظمة الصحة العالمية والجهات الأخرى، بهدف رصد المستجدات على الساحة الدولية فيما يخص الأحداث الصحية.
لم يتم الإبلاغ عن حالات وفيات
وأضاف عبد الغفار - في تصريحات صحفية، أنه "لم يتم الإبلاغ عن حدوث أي وفيات بين تلك الحالات، ولا يوجد خطر من انتقال المرض من شخص لآخر حتى تاريخه".
وأشار إلى أن "وزارة الصحة والسكان تتابع بشكل مستمر، من خلال قطاع الطب الوقائي، الأحداث الصحية وترصدها بشكل روتيني من خلال منظومة الترصد القومية على جميع المستويات داخل مصر".
كما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، "عدم وجود أي حالات من الالتهاب الكبدي غير المعروف، في مصر"، موضحا: "حرصا من القطاع الوقائي بوزارة الصحة والسكان على تحديث المعلومات الصحية وتوعية المسؤولين الصحيين بأي مستجدات تطرأ في مجال الصحة على الصعيد العالمي، فقد عُمم منشور علمي على جميع المستشفيات بجميع المحافظات لزيادة وعي العاملين، وفي إطار الإجراءات الوقائية المتبعة حال الإبلاغ من خلال منظمة الصحة العالمية أو الجهات الصحية الدولية عن أي حدث صحي".
كما شدد على "مواصلة المتابعة والرصد المستمر لكافة الأحداث الصحية، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي".
أعراض التهاب كبدي عند الأطفال
قد يكون التهاب الكبد صامت بدون أعراض أو يسبب أعراض، وتبدأ الأعراض على شكل أعراض نزلة برد ومن ثم تشتد لتشمل الآتي:
- أصفرار لون البول.
- التعب العام.
- فقدان الشهية.
- الحمى.
- الغثيان والتقيؤ.
- ألم في البطن وبالذات بالقرب من الكبد.
- أصفرار في الجلد وبياض العين، أو ما يعرف باليرقان.
- أحمرار وحكة في الجلد.
- ألم في المفاصل والعضلات.
وتختلف طريقة انتقال التهاب الكبد باختلاف المسبب
- ينتقل فيروس التهاب الكبد (أ) عن طريق تناول الطعام الملوث ببقايا البراز، أو السفر إلى دول ينتشر فيها التهاب الكبد الوبائي (أ)، أو نقل الدم لكن نادرًا ما يسبّب نقل الدم التهاب الكبد الوبائي (أ).
- ينتقل التهاب الكبد الوبائي نوع (ب)، ونوع (ج) عن طريق سوائل الجسم مثل الدم، ويمكن للشخص أن ينقل المرض لغيره قبل أن تظهر عليه أية أعراض.
كيف تحمي طفلك من التهاب الكبد الوبائي؟
- الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون وتجنب الوجبات الجاهزة خارج إطار المنزل وعزل الحالات المشتبه إصابتهم وإبعادهم عن باقي الأطفال.
