الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطيب أحسن

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

يقولون والعهدة على الراوى إن أصل هذه المقولة الا وهى الطيب احسن، يعود الى زمن ليس بالبعيد ، وفيه كان يوجد رجل اسمه الطيب وسلوكه على عكس اسمه، فقد كان ينتمى لفئة الحرافيش او أباضية المنطقة المسيطر والمهيمن على كل داخلة وخارجة وواردة وشاردة. 

عمنا الطيب هذا كان بمثابة مشرع للقوانين الأرضية أو الوضعية فى منطقته وكانت أوامره تسن وتنفذ على رقاب الكل . كان رغم جبروته مع اصحاب مهنته الا ان أهل قريته او مدينته كانوا يرون فيه نموذجا للعدل فى الارض، فهو لا ينتهك حرمة اهل منطقته ولا يسرقهم بل انهم اذا سرقوا فهم يذهبون اليه ويدلون بمواصفات المكان والشخص والمسروقات، فيتعهد هو باعادتها وبالفعل يعمل ذلك .إذا اشتكى له احد من معاكسة اي من الجيران او حتى صبيانه لأهل بيته سواء اخته او ابنته او زوجته يحضر من فعل ذلك ويحلق له شعره على الزيرو، وان كان رجلا ناضجا يحلق له شاربه.

قوانين الطيب كانت كفيلة بتغاضى اهل منطقته عن كونه من الطغاة وكبير الحرافيش..استيقظت المدينة ذات يوم على خبر وفاة الطيب اثر سكتة قلبية مفاجئة لم يصحُ من نومه على اثرها كما شخّص الاطباء فى شهادة الوفاة. 

بوفاة الطيب ارتبكت احوال المدينة وتغيرت احوالها فأشار كبار المدينة وعقلاؤها ان يتولى زمام امورهم رجل معروف عنه بالتمسك بأوامر الله والبعد عن نواهيه وقد كان وجاءهم رجل فى ظاهره الرحمة وفى باطنه العذاب فهو متشدد فى اى شىء وكل شىء بعيد عنه وعن مصالحه وهين لين فى كل ما يخصه ويندرج تحت مهامه وأولوياته لدرجة انهم ذات يوم طلبوا فتواه فى تبول الكلب على جدران المنازل وكيفية تطهيرها فأكد ان طهارتها بازالتها وعندما قال احدهم ان الكلب تبول على جدار يفصل بين بيتى وبيتك ردّ وكله ثقة قليل من المال يطهره . تأفف الكل منه وأصبحوا يرددون كلما جاء موقف او رأى يشير اليه من قريب أو بعيد فيقولون بصوت واحد “الطيب أحسن”.