الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نشنت يا فالح..

ستيفان روستي.. برع في تجسيد الشر بالسينما المصرية ومات بـ 10 جنيهات

صدى البلد

«عن إذنك اتحزم واجيلك، ونشنت يا فالح، فى صحة المفاجآت، مشروب البنت المهذبة» وغيرها الكثير من الإفيهات التي اشتهر بها ستيفان روستي، الشرير خفيف الظل صاحب الحس الفكاهي. 

 

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان ستيفان روستي، الذي توفي في 12 مايو 1964، عن عمر يناهز 73 عاما، ولم يجدوا في جيبه بعد كل هذا العمر والنجاح والكفاح سوى 10 جنيهات.

مولد شرير السينما

ولد الفنان ستيفان روستي في 16 نوفمبر 1891، حيث كان والده سفيرًا للنمسا بالقاهرة، فيما كانت والدته تحمل الجنسية الإيطالية، وعندما انتهت فترة والده الديبلوماسية، ورغب فى العودة إلى بلاده، رفضت الأم الرحيل معه، وقررت البقاء مع ابنها فى مصر، وحتى تهرب من محاولة والده لخطفه اختفت مع ابنها استيفان، وهربت به إلى الإسكندرية، وعاشا فى منطقة رأس التين، التى التحق استيفان بإحدى المدارس فيها.

فصله من المدرسة بسبب التمثيل

أثناء دراسته، ظهرت موهبة التمثيل لديه، ورفض البعد عنه لينتهي اأمر بفصله، فتقدم إلى مصلحة البريد ليعمل «بوسطجى»، واستلم عمله، وقبل مضى ثمانية أيام على تعيينه جاء إلى مصلحة البريد تقرير من المدرسة الثانوية بأن استيفان يعمل ممثلا ـ وقت أن كانت النظرة إلى التمثيل والفن محرمة ومعيبة ـ فما كان من مصلحة البريد إلا أن طردته، وعندما وجد استيفان نفسه بلا عمل وما يحصل عليه من التمثيل لا يكفيه هو ووالدته قرر السفر إلى إيطاليا بحثا عن عمل ولدراسة التمثيل هناك.

 

بداية أزماته تدفعه للشهرة

فى عام 1924 عاد استيفان إلى مصر، واكتشف ان أمام صعوبات الحياة تزوجت أمه من أحد الإيطاليين، فبدأت متاعب استيفان، وقرر أن يهجر البيت واتجه إلى العمل المسرحى، حيث طلب مقابلة عزيز عيد ليمنحه فرصة، وفوجئ «عيد» صاحب الفرقة بشاب يقف أمامه ويجيد الفرنسية والإيطالية بطلاقة فقرر أن يلحقه بفرقته.

أخرج أول فيلم روائي مصري 

لجأت عزيزة أمير إلى استيفان روستى لما يتمتع به من تجربة فى ميدان السينما خارج مصر، وعهدت له بإخراج اول فيلم، واستعانت بالصحفى أحمد جلال ليكتب القصة، وكان اسم الفيلم هو «ليلى».

وقام استيفان بإخراج الفيلم، وعرض بسينما متروبول فى 16 نوفمبر عام 1927، فى حفل حضره طلعت بك حرب وأمير الشعراء أحمد شوقى وحشد كبير من الفنانين والصحفيين، ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا، ليكون أول فيلم روائى مصرى مائة بالمائة فى إنتاجه وتأليفه وإخراجه وتمثيله، وبعد هذا الفيلم سارت عجلة السينما فى مصر إلى الآن.

معاناة إنسانية حتى النهاية

لم يكن روستي فنانا لامعا فقط، بل كان إنسانا رائعا وزوجا مخلصا، فقد عاش روستي مضربا عن الزواج حتى وصل إلى سن 45، وبعدها تزوج من فتاة إيطالية تدعى ماريانا عام 1936، وقد عانى استيفان روستي أشد المعاناة في حياته عندما توفي ابنه الأول بعد ولادته بأسبوع واحد، ثم بعد أن أنجبت زوجته طفلها الثاني مات بعدها بثلاث سنوات.

وتعرضت زوجته بعد وفاة طفلهما الثاني لانهيار عصبي حاد، وقام استيفان بمراعاتها ونقلها إلى عدة مستشفيات، لعله يجد الأمل فى علاجها دون أن يمل، ولذلك عرف في الوسط الفني بالزوج الوفي.

وفي عام 1964 كان يجلس استيفان روستي على أحد مقاهي وسط البلد مع أحد أصدقائه، فتوفي إثر أزمة قلبية مفاجئة، وقد قدم الفنان إسماعيل ياسين طلب إلى نقابة الممثلين مطالبا التدخل من أجل مساعدة أرملته، ماريانا، التي لم يعد لديها مصدر للدخل بعد وفاة استيفان، حتى تحملت نفقات سفرها إلى عائلتها في إيطاليا، خصوصا أنه لم يعد لديها أي أقارب في مصر بعد وفاة الزوج.