الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أشهر شرير في السينما المصرية.. هل كان عادل أدهم طيبًا في الحقيقة؟

الفنان عادل أدهم
الفنان عادل أدهم

عندما يذكر الشر في السينما المصرية، تختصر الذاكرة العديد من الأسماء، قبل أن تتوقف أمام عادل أدهم، ونتذكر على الفور “عزيز” في المشهد الرائع الذي قام فيه بحرق فستان زفاف ميرفت أمين "كاميليا" لمنعها من الزواج بأحمد سامح "حسين فهمي" في دور من علامات السينما بفيلم “حافية على جسر الذهب”.

وكذلك المعلم زكي قدرة، في فيلم “حكمتك يا رب”، والفتوة الشبلي الذي اغتصب زوجة شطا في “الشيطان يعظ”، وغيرها من الأعمال المهمة.

خليفة الأشرار

تلون أدهم في الادوار التي قدمها، جعله الخليفة الأشهر لكبار زعماء الشر في السينما المصرية، حيث كان يتفرد كل من زكي رستم ومحمود المليجي وستيفان روستي بتلك النوعية من الأدوار، حتى ظهر "البرنس" أو" دنجوان سيدي بشر" - كما أطلق عليه - فسيطر بشدة على أدوار الشرير، ودمجها بقدرة فائقة بالكوميديا حتى ظلت "إفيهاته" و"قفشاته" مستمرة حتى الآن مع الجيل الذي لم يشاهد سوى مقاطع من أفلامه في "كوميكس" على مواقع التواصل الاجتماعي.

برنس الشر الطيب

استطاع عادل أدهم بحرفيته العالية في أداء دور الشرير، أن يدفع الجمهور إلى الاعتقاد بأنه شرير في الواقع، إلا أن الحقيقة كانت مختلفة تماما، حيث شهد جميع من تعاملوا معه بأنه كان طيبا للغاية، لكنه كان يتقن الدور ببراعة وتتلبسه الشخصية حتى يعبر عنها بكل ملامحه.

الإعلامي مفيد فوزي، جمعته مواقف كثيرة بالفنان عادل أدهم، وأكد أنه كان صديقا عزيزا جدًا، وطوال علاقتهما لم يلمس فيه إلا الطيبة الشديدة رغم أدوار الشر التي يقدمها، وكانت عكس شخصيته الحقيقية تماما.

وفي العديد من الحوارات، أكدت الفنانة ميرفت أمين التي شاركته أحد أعنف المشاهد في “حافية على جسر الذهب”، أن الفنان الراحل عادل أدهم كان من أطيب الممثلين الذين تعاونت معهم على شاشة السينما، مشيرة إلى أنه لم يكن شريرا على الإطلاق مثلما كان يظهر في معظم أدواره الفنية.

ميلاد العبقرية وزواج مأساوي

ولد عادل أدهم، صاحب الموهبة العبقرية الفريدة، فى الإسكندرية 8 مارس عام 1928، وكانت هوايته الرقص وظهر فى مشهد أو أكثر بفيلم “ليلى بنت الفقراء”، وفيلم “البيت الكبير” عام 1945، وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره، وتأخرت بدايته الحقيقية وعبقريته ما يقرب من عشرين عاما.

تزوج عادل أدهم مرتين، الأولى فى بداية حياته من جارته اليونانية "ديمترا"، التى جاءت لزيارة بعض أقاربها، والتقت عادل وتوطدت علاقتهما وتزوجا، وعاشت معه في مصر، إلا أن مزاجه المتقلب وتعديه عليها بالضرب ذات مرة أثناء حملها، دفعها للهرب إلى بلدها.

وفي المرة الثانية، تزوج عادل أدهم من السيدة لمياء السحراوي التي كانت في سن السابعة عشر، وكان فارق السن بينهما يصل إلى 30 عاما، وكانت تخاف منه بسبب أدواره، لكنها أحبته بجنون وأصرت على الزواج منه رغم فارق السن بينهما، وتزوجا عام 1982 وعاشت معه حتى توفي في 9 فبراير 1996.

ابن بالصدفة

حاول عادل أدهم البحث عن زوجته الأولى، لكنه فشل وانشغل بالتمثيل، وتزوج للمرة الثانية من “لمياء”، حتى علم عن طريق الصدفة من صديقة زوجته الأولي”ديمترا” أنها أنجبت ولدا يشبهه، فسافر إلى اليونان لزوجته الأولى بعد مرور 25 عاما على سفرها ليرى ابنه الوحيد، فاستقبلته زوجته ”ديمترا” بترحاب شديد وأخذ منها عنوان ابنه فى أثينا وسافر له فى الحال.

صدمة عملاق الشر

في حوار قبل وفاته قال عادل أدهم: “عندما رأيت ابني وكأنني رأيت نفسي تماما في أيام الشباب، بنفس العينين والتفاصيل والطول، فأخذته في حضني فأبعدني لأنه لم يكن يعلم من أنا، فقلت له باليونانية: إنني والدك، فسخر مني وسألني: بعد 25 عاما تتذكرني؟”.

وكانت صدمة “أدهم” عندما أخرج ابنه بطاقته الشخصية قائلا: “هذا هو اسم والدى، اسم زوج امي، أما أنت زبون عندى اليوم”، شعر أدهم بالدوار وعندما طلب منه أن يعطيه فرصة أخرى ذهب من المكان وكان رده القاتل أنه مشغول.

عاد عادل أدهم إلى مصر وعاش بهذه الصدمة سنوات، وقبل أن يرحل بشهور تمنى فقط أن يرى ابنه، إلا أنه لم يحقق أمنيته وتدهورت حالته الصحية، وكانت آخر رحلاته للعلاج فى باريس، حيث أصيب بالسرطان ورحل عن عمر 67 عاما.