الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إحالة أوراقه للمفتي.. رحلة قاتل كاهن الإسكندرية من سيدي بشر للإعدام

قاتل كاهن الإسكندرسة
قاتل كاهن الإسكندرسة داخل قفص الإتهام

أسدلت محكمة جنايات الإسكندرية، الستار على قضية قاتل كاهن الإسكندرية القمص ارسانيوس وديد، حيث قررت الدائرة 22 بمحكمة جنايات الاسكندرية، برئاسة المستشار وحيد صبري، إحالة أوراق المتهم نهرو عبدالمنعم، إلى فضيلة مفتي الديار المصرية، لأخذ الرأي الشرعي في اعدامه، وحددت جلسة 11 يونيو للنطق بالحكم.

صدر القرار برئاسة المستشار وحيد صبري، رئيس المحكمة، وبعضوية كلا من المستشار طارق محمد حافظ، والمستشار وائل حسن وسكرتير الجنايات فايز بيومي.

بداية الواقعة

بدأت أحداث القضية، عندما شهدت محافظة الإسكندرية، حادثا بشعا قام خلاله رجل مسن، بطعن القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بالإسكندرية، مما أدى إلى حالة من الحزن الشديد لدى جميع المصريين بسبب هذا الحادث المؤسف.

والقمص أرسانيوس وديد، من مواليد 1966، وسيم كاهنًا بيد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث في 16 يونيو 1995، ونال درجة القمصية في 16 أكتوبر 2021، بيد صاحب القداسة البابا تواضروس الثانى.

أقرأ أيضًا:

في قضية قاتل كاهن الإسكندرية.. النيابة تثبت ترصد المتهم لمدة دقائق قبل قتله

بيان الداخلية

وذكرت وزارة الداخلية، في بيان، أن الخدمات الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية تمكنت من ضبط مسن عمره 60 عاماً قام بالاعتداء على رجل دين مسيحي، في أثناء سيره بالكورنيش بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية باستخدام "سكين" كان بحوزته.. وتم نقل المصاب لأحد المستشفيات لتلقى العلاج إلا أنه توفى حال إسعافه.

وفي بيانها حول الواقعة، ذكرت النيابة العامة أن القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس في كرموز لقي مصرعه في حادث إجرامي، بعدما اعتدى شخص مسن بسلاح أبيض على كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك أثناء سيره بطريق الكورنيش.

و توفي المجني عليه بالمستشفى متأثرًا بإصابته من جراء ذلك الاعتداء، وبعرض الأمر على المستشار النائب العام أمرَ بالتحقيق العاجل في الواقعة.

تحقيقات النيابة

وانتقلت النيابة العامة على الفور لمناظرة الجثمان، فتبينت ما به من إصابات، وندبت الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه بيانًا للإصابات وسبب الوفاة، كما عاينت مسرح الواقعة، وكلفت الشرطة بإجراء التحريات العاجلة حول الواقعة.

وعُرِض المتهمُ على النيابة العامة لاستجوابه -وذلك بعد أن قام الأهالي بضبطه، والتحفظ عليه وعلى السلاح الذي استخدمه، حتى وصلت قوات الشرطة- وجارٍ استجوابُه، وسؤالُ شهود الواقعة، واستكمالُ التحقيقات.

واستجوبت النيابة العامة المتهم فيما نُسب إليه من قتله المجني عليه عمدًا، فأقرَّ خلال مواجهته شفاهةً بالاتهام بارتكابه الواقعة، ثم عاد وعدل عن إقراره وقرَّر أنه وفد إلى الإسكندرية منذ أيام بحثًا عن عمل بعدما تنقل من محافظة إلى أخرى، ومكث يبيت في الطرق العامة حتى عثر على سكينًا بمجمع للقمامة، فاحتفظ بها دفاعًا عن نفسه، ثم ادعى أنه يوم الواقعة وبعدما رأى المجني عليه أمامه لم يشعر بما ارتكبه قِبَله، حتى ألقى المتواجدون القبض عليه.

جلسات المحاكمة

وبدأت أولى جلسات المحاكمة السبت الماضي، بمرافعة النيابة، ثم استجوبت المجني عليه والذي أنكر قتل المجني عليه.

وظهر المتهم بقتل القمص ارسانيوس وديد فى قفص الاتهام فى أولى جلسات محاكمته بمحكمة جنايات الإسكندرية وهو يقرأ القرآن ويرفع سبابته بعلامة النصر داخل قفص الاتهاما في المحكمة. 

وانكر المتهم ارتكابه الجريمه بعد سؤال هيئة المحكمة له وأكد أنه لا يعلم المجنى عليه وليس لديه معرفة سابقة له.

وأكد ضابط التحريات في قضية قتل كاهن الإسكندرية القمص أرسانيوس وديد، أمام محكمة جنايات الإسكندرية أن التحريات أثبتت اعتقال المتهم في الفترة من عام ١٩٨٧ حتى ٢٠٠٨ على فترات متفاوتة، وأن المتهم المشهور باسم عبدالرحمن نهرو، كان منتميا للجماعة الإسلامية. 

وخلال الجلسة استمعت محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار وحيد صبرى لأسرة الكاهن القمص أرسانيوس وديد، ومحامو الدفاع الحق المدنى.

وقررت المحكمة تأجيل القضية إلى جلسة 18 مايو القادم لسماع مرافعة الدفاع. واستمعت هيئة المحكمة لشهود عيان الحادث من الفتيات المتواجدين مع المجنى عليه كما استمع لشهاده سائقه. 

وخلال جلسة اليوم، ورفض المتهم نهرو عبدالمنعم تعيين محامي للدفاع عنه في القضية، حيث أنكر مجددا كافة الاتهامات المنسوبة إليه في القضية، وظل يردد جملة "والله ما اعرفه" أثناء جلسة المحكمة.

وطالب محامى الأسرة بتوقيع أقصى عقوبة للمتهم الذى ازهق روح انسان برىء فى شهر رمضان المبارك وقتل نفس حرم الله بقتلها.

واضاف أن المجنى عليه مشهود له برعاية أسر فقيرة مستترة من المسلمين والمسيحيين ومشهود له بمحبته من أبناء الوطن ولم يفرق من مسلم ومسيحى، والمتهم هو قاتل محترف تتلمذ على يد طارق الزمر وعمر عبد الرحمن واعتنق فكر ابن تيميه المتطرف وهو نهجه لقتل الأنفس.

وعرض المحامى صور لهيئة المحكمة أثناء تواجد المجنى عليه مع أبناء الكنيسة فى امان تام وطالب أبناءه بعدم تناول الطعام الا بعد اذان المغرب احتراما للمسلمين.

مرافعة تاريخية للنيابة

وفي مرافعة أشبه بالتاريخية، طالبت النيابة العامة، اليوم أمام محكمة جنايات الإسكندرية ، بتغيير وصف اتهام قاتل الكاهن ارسنيوس وديد إلى القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد الذى يطالب به مدعى الحق المدنى، لأن المتهم ترصد بالمجنى عليه قبل قتله قاصدا إزهاق روحه، فضلا عن سابق انضمامه لجماعة محظوره وسجنه لمدة ٢٠ عاما.

وقالت النيابة العامة إنها تسعى للحقيقة وكشف جميع الظروف التى أحاطت بالحادث وتوسعت فى الأمر إلى مسقط رأس المتهم وسالت اهله وذويه وتبين انضمام المتهم إلى الجماعات المتطرفة التى تستحل الدماء والاتصال الدائنمبقيادات الجماعة الإسلامية التى تستحل الدماء.

واكدت النيابة أن هذه الدلائل تؤكد دافع سبق الاصرار والترصد المجنى عليه واضطهاده للمسيحين "، مطالبة النيابة العامة القصاص واستشهدت بالآية "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى".

وأضافت أن قتل المجنى عليه احزن احبائه وأسرته كما أنه احزن الوطن أجمعه ، والكتهم ارتكب جريمه شنعاء وتوقيع أقصى عقوبة عليه .

وخلال جلسة المحاكمة اليوم، عرضت النيابة العامة مقاطع فيديو من تفريغ كاميرات المراقبة في محل واقعة قتل الكاهن ارسانيوس وديد، ومن خلال هذه المقاطع أثبتت النيابة العامة ترصد المتهم نهرو عبدالمنعم، بالمجني عليه قبل ارتكاب الجريمة، التي تمت في تمام الساعة ٧:٣٥ دقيقة.

وأكدت النيابة أن المتهم ترصد بالمجني عليه قبل خروجه من الشاطئ في منطقة سيدي بشر ولمدة تجاوزت عدة دقائق حتى وصوله إلى المركبة التي كان سيستقلها.

وعقب انتهاء المرافعات من النيابة، طلب محامى المتهم فى قتل الكاهن ارسانيوس وديد من المحكمة، إيداعه 3 شهور فى مصحة نفسية بالإسكندرية.

كما طلب المحامي، أثناء دفاعه، عرض المتهم على لجنة خماسية للكشف عن قواه العقلية والنفسية، ومعرفة صحته النفسية والتأكد من سلامة قواه العقلية.

وأضاف المحامي، أن المتهم عُرض على مستشفى الصحة النفسية لمدة 24 ساعة وهى مدة لا تكفى للتأكد من صحة قواه العقلية والهصبية، مشيرًا إلى أن المتهم مريض مرض عصابى وهستيرى يندرج تحت المرض العقلى الذى يحتاج إلى علاج على مدى الحياة.

وقررت المحكمة في نهاية الجلسة إحالة القضية لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.