الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية لها تاريخ.. ميت الغرقا من أشهر قرى الدقهلية

ارشيفيه
ارشيفيه


تعد قرية ميت الغرقا من اشهر قرى الدقهلية لقربها من مدينة المنصورة حيث يعمل عددا كبيرا من أهالي القرية في المصالح الحكومية ‏المختلفة بمدينة المنصورة، رغم إنها أساساً كانت تابعة لمحافظة الغربية.

 

حيث ذكر الدكتور ايهاب الشربينى فى كتابه حكايات الدقهلية أن القرية صاحبة جالية ضخمة من أبناء القرية ‏يعملون في إيطاليا..‏كما إنها تكتسب شهرة كبيرة كمركز لبيع اللحوم ‏المذبوحة ذات الطعم الجيد حيث تنتشر بها محلات الجزارة وأن للقرية اسمين الأول قديم وهو (ميت الغرقا) والثاني حديث وهو (ميت الكرما) .. ولكل اسم منهما قصة اعجب من الأخرى.


وأضاف قائلا " حسب المصادر الشعبية يقول البعض أنها سميت بميت الغرقا نتيجة غرق عدد كبير من جنود القوات الفرنسية أمام شط ‏القرية أثناء محاولة الفرنسيين احتلال المنصورة.. أما المصادر التاريخية فتقول أن القرية أمامها تيار مائي يجتذب جثث ‏الغرقى من البشر والحيوانات أمام القرية فيتم استخراجهم جثثهم على يد أبناء القرية.


وواصل "  وفي الحقيقة أنا لا أشجع هذا الرأي ‏أو ذاك لأن في الغالب كلمة الغرقا جاءت من غمر أو غرق الأراضي بالمياه أثناء الفيضان وهو السبب الغالب على اسم ‏القرية وليس بسبب القصة التي أوردها محمد بك رمزي في كتابه القاموس الجغرافي أو تتناولها السنة العامة خاصة أن ‏هناك اكثر من مدينة وقرية لهم أسماء مشابهة ومعروف سبب التسمية مثل قرية الغراقة مركز أجا أو مدينة ميت غمر ‏نفسها وفى يوم 6 إبريل 1955 كان يوماً تاريخيا للقرية حيث تغيرت تبعيتها لأول مرة من مركز سمنود محافظة الغربية إلى مركز ‏طلخا محافظة الدقهلية وأصبحت قرية دقهلاوية صميمة وهذا أمر منطقي لقرية يرى أهلها مدينة المنصورة أمام أعينهم ‏وهم واقفون على ضفاف نيل قريتهم ورغم ذلك كانت تتبع مديرية أخرى.


وأضاف “ الشربينى ” اسم ميت الغرقا سبب حرجاً لأهلها بسبب التفسير الذي أراه خاطئاً لهذا الاسم، خاصة أن القرية كان لها في الماضي اسما ‏ربما اجمل هو منية سيف الدولة نسبة إلى أحد قواد المماليك الذي كان يمتلك أراضيها.. ثم سميت باسم منية الصياد .. ‏حتى التصق بها بعد ذلك ميت الغرقاولذلك  عندما قامت حرب 1967 واضطر العديد من البورسعيدية والسوايسة للهجرة من مدنهم .. كانت قرية ميت الغرقا ‏من أوائل القرى المصرية التي استقبلتهم بكرم وحفاوة لعدة سنوات لذا عندما علم الرئيس عبد الناصر بهذا الموقف ‏بالإضافة إلى غضب الأهالي من اسم القرية اصدر قرارا جمهورياً بتغيير اسمها إلى اسم ذو دلالة وهو ميت الكرماء أو ‏كما يفضل أن ينطقه أهلها ميت الكرما وكان ذلك سنة 1970.‏

 

وأضاف " للقرية موقف مشهور أيام ثورة عرابي عندما هرب خطيب الثورة والأديب والصحفي المشهور عبد الله النديم من بطش ‏الإنجليز واختبأ لدى الشيخ القصبي أحد أعيان القرية رغم أن الإنجليز رصدوا مكافاة ضخمة جداً لمن يرشد عنه ولكن ‏هيهات ظلت عائلة القصبي تخفيه تسع سنوات كاملة. 
يبدو أن تلك القرية على موعد مع الأسماء الطريفة فقد أطلق عليها بعض الصحفيين اسم جديد وهو القرية الإيطالية بعد أن ‏سافر عدد ضخم من أبناءها للعمل بإيطاليا وعادوا بمدخراتهم مما جعلها من القرى الثرية مقارنة بغيرها وانتشرت بها ‏العمارات والسيارات الفاخرة".