الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تغيير الفصول وراء قتل أم لأبنائها الثلاثة.. أسرار الجرائم الغامضة في مصر

رسالة الأم
رسالة الأم

العديد من الجرائم الغامضة والغريبة ظهرت خلال الأيام الماضية، كان آخرها جريمة قرية ميت تمامة التابعة لمركز منية النصر في محافظة الدقهلية، إثر قيام سيدة بذبح أبنائها الثلاثة وسط صدمة كبيرة، خاصة وحسب ما أكده الأهالي، أن الأب والأم يتمتعان بصفات حميدة ومحبوبان من الجميع، وكون أن تكون الأم قاتلة، هو أمر صدم الجميع، متسائلين، كيف تجرأت أم تقتل أبنائها الثلاثة.

من ناحية أخرى، تمكن ضباط مباحث الدقهلية، بالتنسيق مع ضباط فرع الأمن العام، من كشف غموض الحادث، حيث تركت رسالة مدونة بخط يدها تعترف فيها بارتكابها للواقعة محتواها: "سامحنى يا محمد انا وديتهم الجنة، انا بتعذب بقالى فترة مش قادرة اعيش انا بتعذب، انت مقصرتش فى حقنا بس انا خفت عليهم وأحمد بالذات معرفتش اخليه يفهم الحياة ".

العثور على جثث 3 أطفال

وكان اهالى قرية ميت تمامة عثروا، الاثنين الماضي، على جثث الأطفال  مذبوحين داخل شقة فى منزل  عائلة "محمد .أ" الذى تبين أنه مقيم بالسعودية للعمل هناك، وسافر منذ 6 أشهر،  ثم العثور على الأم فى حالة صحية حرجة، حيث تم العثور عليها مصابة قرب ترعة بالقرية تبعد عن المنزل حوالي 400 متر.

فرضت الأجهزة الأمنية كردونا أمنيا حول منزل الضحايا، ووصل فريق من الطب الشرعى والادلة الجنائية لمعاينة مسرح الجريمة، وتبين ان مسرح الجريمة عبارة عن شقة مكونة من 3 غرف وصالة ومطبخ وحمام، ولها 3 منافذ على الشارع عبارة عن شرفات ونوافذ، وتبين سلامة كافة منافذ الشقة ومخارجها، حيث لم العثور على اثار عنف على الابواب أو النوافذ، كما لم يتم مشاهد اثار بعثرة فى محتويات الشقة، مما يبعد احتمال القتل بغرض السرقة .

وعثر على الضحايا الثلاثة  مصابين بطعنات وجروج ذبحية بالرقبة، وكانت الطعنات جميعها قاتلة، وأدت للوفاة فى غضون 3 دقائق على الأكثر، وفقًا لما اجرته النيابة العامة من معاينة وجرى العثور على جثثهم بصالة الشقة وغرفة مخصصة للطفل الأكبر وشقيقه.

رسالة الأم

فحص مسرح الجريمة

كما تبين من فحص عينات الدماء التى تم رفع عينات منها من مسرح الجريمة أن الدماء الموجودة في أرضية الشقة، تخص جميعها الضحايا ولا توجد فصائل دم أخرى تختلف عن فصائل دم الأطفال، كما عثر على آثار دماء أمام عتبة الشقة كما تم لمحل العثور بإحدى غرف منزلها ، وبكل منهم أثار "جروح" وبجوارهم آلة حادة بها آثار دماء، عليها بصماتها .

و بفحص كاميرات المراقبة الخاصة بالمحال والمنازل وملعب الكرة القريب من منزل الضحايا منذ ليلة أمس الأحد ، واعداد  قائمة كاملة بـ المتواجدين بالقرب من المنزل، والأشخاص الذين دخلوا او خرجوا، لم يتبين وجود تطور  غريب أو شىء مفاجىء حول المنزل ، كما تم  فحص الكاميرات وتم  معرفة خط سير الأم وكيف  خرجت وصولا الى موقع العثور عليها بين الحياة والموت وبينت أن الأم ألقت بنفسها تحت الجرار .

تغيير الفصول ومرض الأم

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الجريمة وقعت في شهر مايو الجاري، وهو فترة تغيير فصول، حيث تنشط في فترة تغيير الفصول، مرض الاكتئاب الوجداني، والذي يسمى أيضا الاضطراب الوجداني، مشير إلى أنه هذا المرض ينشط في فترة تغيير الفصول، وعندما تقرأ الرسالة التي تركتها الأم، تجد فيها شعور بالذنب مغلف الاكتئابية،  حيث أن هذا المريض، عندما يشعر بالذنب، يبدأ بعملية التخلص من نفسه، وفي هذه الحالة زاد الشعور بالذنب لأنها قالت في الرسالة أن زوجها لم يقصر.

وأضاف فرويز، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الأم فكرت في أن قتل أطفالها حتى تدخلهم الجنة، ثم تودي بحياتها بعد ذلك بسبب الشعور بالذنب، لأنها وجدت أن استمرار اطفالها بالحياة خسارة في الأرض، وقد يتسبب في مشكلة لها أمام الله، وبالتالي فكرت في قتلهم صغارا، حتى يدخلوا الجنة.

فترة نشاط الاضطراب الوجداني

وأوضح فرويز، أن مرض الاضطراب الوجداني، ينشط في فترات تغيير الفصول، وهذا الاكتئاب يغير في الحالة المزاجية بين الليل والنهار، وله علاج، وعلاجه ليس مجرد مضاد اكتئاب، وإنما يتم إعطاء المرض، مثبطات مزاجية، مع مضادات ذهنية بجرعات صغيرة للسيطرة عليه، وفي حال لم يتم علاج المريض والسيطرة على حالته، بيبدأ المريض الدخول في الانتحار.

واختتم: إن سلسلة الجرائم الغريبة التي تضرب الشارع المصري، هي غير معتادة لدى المصريين، وتعود بشكل على إلى وصول المجتمع لحالة حد الانهيار الثقافي، والدولة لم تبذل الجهد اللازمة للحد من حالة الانهيار الثقافي التي ضربت المجتمع منذ سبعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن الفجوة الثقافية خطر على الأمن القومي.