مصر تستطيع بالصناعة ..ماذا قدمت الدولة لدعم أبناء الجالية المصرية في أوكرانيا؟|خاص

استضافت العاصمة الإدارية الجديدة، الثلاثاء، فعاليات اليوم الأول من النسخة السادسة لمؤتمر "مصر تستطيع  بالصناعة"، والذي تنظمه وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بالتعاون مع وزارات: التجارة والصناعة، وقطاع الأعمال العام، ووزارة الدولة للإنتاج الحربي، والهيئة العربية للتصنيع، والهيئة العامة للاستثمار، والجهات المعنية.

مؤتمر مصر تستطيع بالصناعة 

وشارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في عدد من الجلسات الحوارية باليوم الأول من النسخة السادسة لمؤتمر "مصر تستطيع بالصناعة"، والذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

وعقّب رئيس مجلس الوزراء، على مداخلات إحدى الجلسات بالمؤتمر، حيث توجه بالشكر للحضور على المداخلات القيمة التي طرحوها على المنصة، مسلطاً الضوء على ما تم ذكره من استهداف الدولة "تعميق الصناعة الوطنية" وليس "إحلال الواردات"، موضحاً أن "تطور الصناعة وزيادة الإنتاج في كافة أنحاء العالم يرتبط بجلب مستلزمات الإنتاج والمواد الخام من الخارج، فلا توجد دولة في العالم تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي من كل شيء".

واستعرض مدبولي، أبرز جوانب تحرك الدولة في مجال "تعميق الصناعة الوطنية"، مشيراً إلى أن ما شهدته الدولة المصرية من توسع وطفرة في مجال النهوض بالبنية التحتية خلال السنوات الماضية مكننا اليوم من  العمل من أجل مضاعفة صادراتنا، واستهداف الوصول إلى رقم 100 مليار دولار كصادرات مصرية خلال سنوات قليلة مقبلة.

ولفت أن ما تم إنجازه في هذا الصدد حقق ما نطلق عليه البنية الأساسية اللازمة لتحقيق تقدم في قطاع الصناعة، موضحاً أن "ذلك شمل تطورا في قطاعات الكهرباء، والغاز الذي يعدُ مدخلاً أساسياً في العديد من المنتجات، ومياه الشرب والصرف الصناعي للمصانع، وشبكات الطرق التي تصل بين المناطق الصناعية الجديدة، وشبكة الموانئ البحرية والجافة، لتحريك حجم الانتاج وخدمة المدخلات والمخرجات الخاصة بالصناعة، بالإضافة إلى المناطق اللوجستية المتكاملة التي نفذت بحجم أعمال ضخمة".

وأضاف رئيس الوزراء، أن هذا الهدف هو ما دفع الدولة المصرية لضخ استثمارات بمئات المليارات من الجنيهات من أجل توفير هذه البنية الأساسية خلال السنوات الماضية، ولم يكن هناك أي كيان آخر بخلاف الدولة قادر على تنفيذها.

حضور مصر تستطيع بالصناعة

ويشارك في فعاليات النسخة السادسة من مؤتمرات "مصر تستطيع"، نخبة متميزة من الخبراء المصريين بالخارج المختصين بمجال الصناعة في عدد من القطاعات الصناعية المهمة.

توطين الصناعة وزيادة الصادرات.. نواب يوضحون أهم المخرجات المستهدفة لمؤتمر مصر تستطيع.. ويطالبون بحل مشاكل المصنعين

مصر تستطيع.. تقديم حوافز للمستثمرين لدعم توطين صناعة السيارات

وقال السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشؤن الجاليات، إن حضور الخبراء في مجالات ودول مختلفة ومساهمتهم في مؤتمر "مصر تستطيع بالصناعة" هو عنوان ثقة في أداء الاقتصاد المصري الذي حقق طفرة في أوقات عصيبة ومتغيرات دولية، ويوضح الكم الذي نمتلكه من ثروة علمية تستطيع أن تفعل الكثير، مشيرا لمدينة العاشر من رمضان أنها "مدينة لها أهمية كبيرة وبها 6000 مصنع تشكل 35% من الناتج القومي".

وحول الجالية المصرية في أوكرانيا وموقفها بعد الحرب، قال عباس - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، على هامش مشاركته في فعاليات النسخة السادسة من "مؤتمر مصر تستطيع بالصناعة" إن عدد المصريين في أوكرانيا قبل الحرب كان يقارب الـ 6000 مصري، بينهم 3900 طالب، لافتا: "الحرب بدأت في شرقي أوكرانيا، وأن المصريين المقيمين في أوكرانيا كانوا موزعين فيما بين الشرق والغرب والوسط والجنوب".

في نسخته السادسة.. رئيس الوزراء يشارك فى فعاليات مؤتمر مصر تستطيع بالصناعة

برعاية السيسي.. تنطلق اليوم النسخة السادسة لمؤتمر مصر تستطيع بالصناعة

وأشار عباس: كان هناك تواصل مع الجالية المصرية في أوكرانيا بشكل يومي عن طريق تقنية "زووم" وكانت وزيرة الهجرة تتحدث معهم يوميا وهم في الخنادق وتتباحث معهم لترى أوضاعهم وتنظم تحركاتهم، مؤكدا: "نجحنا في ذلك إلى أن خرجوا منها وكان هناك جسر جوي ينقلهم إلى مصر ومنهم من غادر لدول أخرى ونتواصل معهم حتى الآن".

وأضاف عباس، أن الدولة المصرية لا تكل بأولادها فقسمت الجهود على ثلاث مراحل وهي إجلاء ثم إنشاء جسر جوي ثم إدخالهم الجامعات المناظرة لجامعاتهم هنا في مصر بالتنسيق بين وزارتي الهجرة والتعليم العالي ثم تم عمل اختبارات تحديد مستوى في الكثير من التخصصات مثل كليات طب الأسنان والطب البشري والهندسة والعلوم الإنسانية، والكثير منهم إلتحقوا بالجامعات وهناك باب مفتوح للمصريين الذين فضلوا البقاء في أوكرانيا حتى الأن، في حال فكروا في العودة بأي وقت بأن يخضع للاختبار ويلتحق بالكلية المناظرة لكليته.

أهداف مصر تستطيع بالصناعة

وأكد مساعد وزيرة الهجرة لشؤن الجاليات: "هذا أكبر ضمان ودليل على حرص الدولة المصرية على مستقبل أبنائها من المصريين المقيمين في الخارج"، مضيفا "هناك أعداد مصرية قليلة مازالت متواجدة في أوكرانيا لارتباطهم بعائلاتهم هناك ولكنهم في مناطق آمنة والدولة على تواصل مستمر معهم".

وتأتي مؤتمرات "مصر تستطيع" في إطار توجه الدولة للاستفادة من عقولنا بالخارج ودمج خبراتهم وتجاربهم ضمن استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، التي تستثمر عبقرية المكان والإنسان لتحقيق التنمية المستدامة ولنرتقي بجودة حياة المصريين، حيث نظمت وزارة الهجرة خمس نسخ من هذه المؤتمرات تم العمل خلالها على مناقشة عدد من المحاور المختلفة التي تسهم بشكل فعال في عمليات التنمية المرجوة.

وتحدثت خلال جلسات اليوم الأول من مؤتمر "مصر تستطيع بالصناعة" الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية

ووجهت "السعيد"، الشكر لوزارة الهجرة بقيادة السفيرة نبيلة مكرم، على تنظيمها مثل هذه المؤتمرات للاستفادة بالعقول المصرية المهاجرة بشكل مؤسسي، مؤكدة أن الصناعة في الدول النامية هي القطاع الرائد لعملية التنمية، لأنه:

• يمتلك تشابكات كثيرة لعدد من القطاعات.
• يخلق قيمة مضافة.
• يوفر العديد من فرص عمل لائقة.
• سريع النمو وله إنتاجية عالية.

وأضافت وزيرة التخطيط، أن مصر مرت بمراحل كثيرة من مراحل الإصلاح بدأت من تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، لكنها دائما ما كانت تتوقف عند الإصلاح النقدي، لكن مؤخرا وبداية من 2016 قررت القيادة السياسية البدء في الإصلاح الهيكلي للاستفادة من المرحلة الأولى، بجانب الاستفادة من الإصلاح الهيكلي ودوره في تحويل الاقتصاد المصري إلى اقتصاد إنتاج، وجعله أكثر قدرة على امتصاص الصدمات.