الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مأساة الفلسطينيين تتفاقم.. عنف ممنهج من المتطرفين اليهود وماكرون يطرح مسكنات للأزمة

ماكرون و ابو مازن
ماكرون و ابو مازن

يعاني الكثير من الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 50 عاما، ولكن أصبح الآن الوضع يتفاقم من خلال ممارسة إسرائيل أبشع أنواع التنكيل، والتعذيب، والمطاردة لـ الفلسطينيين كما رأينا في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة وغيرها، بجانب رفض إسرائيل الإذعان للشرعية الدولية، وتمارس كل أشكال التفرقة العنصرية. 

الفلسطينيين في معاناة مستمرة 

معاناة مستمرة للشعب الفلسطيني 

فدولة الاحتلال الإسرائيلي تتسابق في ممارسة العنف والقهر ضد الشعب الفلسطيني، وأصبح التطرف هو الشعار السائد ضد كل ما هو فلسطيني.

ففي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت حدة المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأصبحت المعاناة تتفاقم واحتياج الجيش الإسرائيلي مخيم جنين، وأسفر ذلك عن استشهاد، وإصابة ١٤ فلسطينيا، وقبل ذلك سمحت الحكومة الإسرائيلية للمتطرفين الإسرائيليين باقتحام ساحات المسجد الأقصى الشريف، مما زاد من حالة الشحن، والغضب لدى الفلسطينيين.

 

وفي هذا الإطار، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه حيال تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية واستعداده للعمل من أجل سلام دائم في المنطقة.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، قالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها إن ماكرون استنكر خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "استمرار سياسة الاستيطان مذكرا بالتزام فرنسا الراسخ باحترام الحقوق المشروعة للفلسطينيين".

وأضافت أن ماكرون أعرب عن "تعازيه إلى الشعب الفلسطيني" بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، وشدد على "الأهمية التي توليها فرنسا في تسليط الضوء على ملابسات وفاة" الصحفية الفلسطينية.

وتابعت أن "رئيس الجمهورية أكد استعداده لاحتواء أي تصعيد وتسهيل استئناف المفاوضات بهدف تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعم الفلسطينيين 

تطورات الوضع داخل الأراضي الفلسطينية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح الفلسطينية، إن باحات المسجد الأقصى تشهد منذ فجر اليوم تواجد أعداد كبيرة من جيش الاحتلال الذي يقوم بإخلاء باحات المسجد الأقصى من المسلمين وإغلاق الأبواب بالسلاسل لتمكين قطاع المتطرفين اليهود من اقتحام المسجد الأقصى من باب المغاربة المجاور لحائط البراق، خاصة أن القدس ستشهد اليوم مسيرة جديدة للأعلام الصهيونية والتي سيرافقها اقتحامات للمسجد الأقصى. 

 

وأوضح الرقب في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الاحتلال يريد ان يثبت التقسيم الزماني والمكاني في باحات المسجد الأقصى ومنذ ما يزيد على سبعون يوما يتم يوميا من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الحادية عشر صباحا إخلاء المسجد الأقصى من المسلمين والسماح لليهود لدخول الأقصى وإقامة صلواتهم التلمودية فيه، وهذا ما يسعى الاحتلال لتثبيته كتقسيم زماني بعد صلاة الفجر وقبل صلاة الظهر.

 

وتابع: الأحداث في القدس تنذر بتفجر صراع ديني في المنطقة تبدأ من القدس وقد تمتد لدول كثيرة في العالم، إذا لم يتحرك العالم قبل فوات الأوان فالعواقب وخيمة على العالم وليس على الشعب الفلسطيني والعرب فقط، ومن تابع الشعارات التي رفعها المتطرفون في مسيرات الأعلام والاقتحامات يدرك حجم ثقافة هؤلاء المتطرفين الذين يكرهون البشرية بشكل عام ويعتبرون أنفسهم فوق العالم.

 الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح الفلسطينية

وأكد أن “العالم ظلم الشعب الفلسطيني عندما سهل قدوم هؤلاء المنبوذين في أوروبا إلى فلسطين وعليه تصحيح خطأه التاريخي خاصة ان حرب أوكرانيا كشفت عوار هذا العالم الذي وقف باسم الديمقراطية والحريات على ساق واحدة في حين صمت على مدار 74 عاما على جرائم الاحتلال ضد شعبنا”.

واختتم قائلا: لقد مللنا الشعارات ونريد ان يتخذ العالم خطوات لحماية شعبنا من آلة القتل التي تقتل شعبنا بشكل يومي وان يجبر الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية بما فيها القدس غير ذلك لا قيمة لكل ما يقولوه.

 

فرنسا ودعمها للسلام الفلسطيني 

جرى اتصال هاتفي بين رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، أمس السبت، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جرى خلاله بحث آخر المستجدات والوضع الخطير الذي وصلت إليه الأحداث في الأراضي الفلسطينية، وسبل تعزيز العلاقات بين فرنسا وفلسطين، وكذلك مع الاتحاد الاوروبي في ظل الرئاسة الفرنسية للاتحاد.

 

وأشار الرئيس الفلسطيني، إلى أن الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه أو تحمله، في ظل غياب الأفق السياسي، والحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وتنصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من التزاماتها وفق الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، والتصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان، ومواصلة الأعمال أحادية الجانب، وبخاصة في القدس، والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية وبخاصة المسجد الأقصى المبارك من قبل مجموعات المتطرفين من المستوطنين، وبأعداد كبيرة وأداء الصلوات في باحاته، والسماح لهذه المجموعات المتطرفة برفع الأعلام الإسرائيلية بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تمنع الفلسطينيين من أداء شعائرهم الدينية بحرية في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، في انتهاك صارخ للستاتسكو التاريخي، علاوة على ممارساتهم العدوانية من أجل طرد الفلسطينيين من احياء القدس وهدم منازلهم والقتل اليومي للأطفال وأبناء شعبنا العزل، واستمرار جرائم الاستيطان وإرهاب المستوطنين.

 

وأكد، للرئيس ماكرون، أن القيادة الفلسطينية بصدد اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إرغام إسرائيل على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ووقف ممارساتها الاجرامية والاحتلالية وما تقوم به من إجراءات تطهير عرقي وتمييز عنصري، وفي ظل عدم وجود تحرك أميركي فاعل يؤدي إلى وقف هذه الاستفزازات والممارسات الإسرائيلية التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي.

 

وقدم ابو مازن الشكر للرئيس ماكرون على مواقف فرنسا الثابتة في دعم السلام على أساس حل الدولتين القائم على القانون الدولي، مقدراً عالياً المساعدات التي تقدمها فرنسا لدعم بناء المؤسسات والنهوض بالاقتصاد الوطني الفلسطيني، مؤكداً أهمية استمرار الدعم السياسي والاقتصادي المقدم من الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء.

وشدد  ابو مازن على أهمية الدور الفرنسي الذي يحظى بثقة الجانب الفلسطيني، ويمكن أن يقدم مبادرات فاعلة من أجل خلق أفق سياسي، إلى جانب الجهود التي يمكن أن يبذلها الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بالتعاون مع الأطراف الدولية المعنية في المنطقة والعالم.

تفاصيل مكالمة ابو مازن وماكرون 

وأشار ابو مازن إلى أن القيادة الفلسطينية ستواصل اجراء الاتصالات من أجل حشد الدعم الدولي لمواجهة هذه التحديات الخطيرة ولوضع حد لجرائم الاحتلال التي وصلت لحد لا يمكن قبوله.

 

وشدد، على ضرورة ان يقوم المجتمع الدولي بإجراءات رادعة بحق الممارسات الإسرائيلية وعدم الكيل بمكيالين، لأن الوضع على الأرض لم يعد مقبولا إطلاقا.

 

بدوره، أكد الرئيس الفرنسي ماكرون، التزام فرنسا بدعم تحقيق السلام وبذل الجهود مع الجانبين المعنيين والأطراف الدولية كافة، من أجل وقف التصعيد القائم والانتقال لمبادرات تؤدي للوصول الى الأفق السياسي المنشود. وجدد تقديم التعازي والادانة في رحيل الصحفية شيرين أبو عاقلة.

وفي نهاية الاتصال، قدم الرئيس ماكرون دعوة للرئيس عباس لزيارة فرنسا خلال الفترة المقبلة لمواصلة بحث سبل تحقيق السلام وتعزيز العلاقات الثنائية.