الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد صبحي ينتصر بالصخرة

نسرين حجاج
نسرين حجاج

محمد صبحي.. هو الأستاذ بألف ولام التعريف في مسرحنا في عقوده الأربعة الماضية.. وهو رائد من روداه .. شق طريقه العملي في التربية والوعي الثقافي من خلال المزج بين الضميرين: الوطني والفني، وعن طريق الدمج بين الحلم والواقع.. مؤمناً بأن القوى الناعمة سلاح ذو حدين كالسكين تطعن بها وتؤذى أو تقطع وتطهو وتأكل.

 

صبحي هو عنوان لكل ما هو جاد وممتع، ولكل ما هو مضحك ومقنع.. حين يجتمع علم المسرح بصرامته وتقاليده، مع فن التمثيل بجنونه وعبقريته، يكون الأستاذ مجسداً لكل ذلك.. وهو أرق ديكتاتور، وأعظم متسلط في تاريخ الفن المصري.. هو الانضباط فناً، والحسم عاطفة، والعبقرية أداءً.

 

إذا كانت قياسات الرأي العام تتم من خلال عينات محددة عمدية، وعينات عشوائية غير محددة، فإنني، وبعد التعرض لمسرحيات محمد صبحي، أكاد أجزم أن التكرار التراكمي لرسائله الأخلاقية البناءة كانت ستغير في نسيج المجتمع، ولأصبحت العينات مثالاً للأخلاق الحميدة؛ فهناك دراما تبنى ودراما تهدم... ودراما صبحي تبني وتعمر، وتترك أثراً إيجابياً في مشاهديها.. وهذا هو التأثير الناعم لقوى الفن، وتراكم القيم بداخل النفس البشرية، والتي تبنى نفساً بشرية سوية ومتصالحة مع نفسها ومع المجتمع إذا كانت في البيئة التي تؤهلها لذلك.

 

دعيت إلى مسرحيته الجديدة "نجوم الظهر" التى تبرز كل معالم مسرحه المنضبط.. مسرحه الذي تحول إلى وزارة ثقافة خاصة موازية مشبعة برؤيته وبطموحه وبنظامه وبقوانينه وفهمه لقدسية المسرح الذي لا ينضب وباحتوائه لطاقات الشباب في معركة الوعي وحرب التنوير الجديدة.. المسرحية برغم ديكوراتها المتواضعة والملابس والاضاءة المتواضعة إلا أنك تنتظر المشهد تلو الأخر لتغوص مع كل شخصية من الشخصيات الشبابية وهم مساحات صوتية مختلفة وطاقات فنية سيكون لهم شأن يخطفون قلبك منذ البداية..

 

المسرحية إخراج الفنان محمد صبحي وبطولة الفنانه سميرة عبد العزيز والفنان عبد الرحيم حسن والفنانة جيهان قمري والفنان حمدى السيد ومجموعة الشباب ندى ماهر ، ميرنا  ذكرى  ،كمال عطية ، رحاب حسين ، رحاب الشناط ، محمد سعيد
، محمد يوسف ، منه طارق ، أنجيليكا ، ليلى فوزى ، داليا حسن ، محمد شوقي ، مايكل ، مصطفى يوسف ، محمود أبوهيبة

 

المسرحية مليئة بكثير من الرسائل الإيجابية، والتي تتدفق منذ المشهد الأول، وحتى لحظة تحية الجمهور في نهاية المسرحية.. تحية لهذا الديكتاتور الطيب، والحاسم العاشق، ورائد المسرح الذي علم أجيالا .. دمت لنا مبدعاً ومصلحاً يا أستاذ ومبروك التكريم .