تطلق الشركة المصرية للأقمار الصناعية، أحدث قمر صناعي، القمر المصري "نايل سات 301"، ليحل محل "نايل سات 201"، الذي ينتهي عمره الافتراضي 2028.
القمر المصري نايل سات 301
والقمر الجديد له إمكانيات فنيَّة متعددة، فيبلغ عمره الافتراضي 15 عامًا ويزن 4.1 طن ويضم 38 قناة قمرية، مقابل 26 قناة قمرية في القمر الحالي 201، لا سيما أنَّه سيتوسع في نطاق تغطيته الموجودة حاليًّا، فيضاف لها دول جنوب القارة الإفريقية ودول حوض نهر النيل، وذلك لتحقيق تواصل أكبر مع شعوب القارة الإفريقية ويواكب توجهات القيادة السياسية في تعميق العلاقات المصرية الإفريقية.
ولم تقتصر إمكانيات القمر الجديد "نايل سات 301" عند ذلك الحد فقط، بل يُقدِّم خدمات الإنترنت عريض النطاق لتغطية محافظات الجمهورية والمناطق النائية، لتوفير خدمات الإنترنت للمشروعات الجديدة ومشروعات البنية الأساسية والمجتمعات العمرانية الجديدة وحقول البترول شرق البحر المتوسط وخاصة حقل ظهر.
وتوفير هذه الخدمة يُحقِّق تكاملًا مع القمر المصري "طيبة 1"، وبذلك تكون مصر قادرة على تقديم خدمة الإنترنت الفضائي، من خلال قمرين صناعيين بما يضمن تأمين واستمرار هذه الخدمة.
وتم تصنيع "نايل سات 301"، وفق تكنولوجيا متقدمة تُمكنه بمفرده وذاتيًّا من تحديد أي مصدر للتشويش، ويتمكّن من مُعالجة عمليات التشويش، مثل التي تتعرَّض لها الأقمار الصناعية بين الحين والآخر، لتوفير التأمين الكامل للقنوات التليفزيونية العاملة عليه.
ويتميز "نايل سات 301"، بإمكانية المناورة بالهوائيات، لتغيير مناطق التغطية وفقًا لاحتياجات الدول الإفريقية، التي تُعتبر سوقًا جديدًا لأقمار النايل سات.
وأجرت الشركة المصرية للأقمار الصناعية مفاوضات مكثفة، من أجل توسيع وتعميق الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الكيانات العاملة في مجال بث القنوات الفضائية مع السعودية والكويت والإمارات والأردن والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وشركة OSN وشركة SES وشركة جلف سات الكويتية.
وتتويجا للجهود العلمية والفنية التي قام بها فريق العمل المصري تم اختيار مصر لاستضافة مقر وكالة الفضاء الإفريقية والذي يؤكد قدرة مصر على توظيف الوكالة لخدمة القارة في مجال تكنولوجيا الاستشعار من بعد وعلوم الفضاء، ودفع جهود التنمية الوطنية والإقليمية الإفريقية، وفقاً لأجندة إفريقيا 2063.
حول الأقمار الصناعية المصرية
ويعرض "صدى البلد"، أهم المعلومات حول الأقمار الصناعية واستخدامها ورحلة مصر منذ البداية مع الأقمار الصناعية، والتي كانت كالتالي:
ما هو القمر الصناعي؟
الساتل أو القمر الاصطناعي أو الصناعي، هو مركبة تدور في فلك في الفضاء الخارجي حول الأرض أو حول أي كوكب آخر، ويقوم بأعمال عديدة مثل الاتصالات والفحص والكشف، والساتل هو تابع لكوكب سيّار كالقمر بالنّسبة للأرض.
أول قمر صناعي في العالم
في 4 أكتوبر 1957، أطلق الاتحاد السوفيتي القمر (سبوتنيك 1) وكان أول قمر صناعي في العالم، ومنذ ذلك الحين توالت عمليات إطلاق الأقمار الصناعية، وفي 1 يناير 2021، كان هناك 6542 قمرا صناعيا في المدار، إلا أن نصفها فقط نشطة أما البقية فهي أقمار صناعية "ميتة" لم تعد مستخدمة وتعد مخلفات فضاء.
وسيصبح الفضاء أكثر ازدحاما، مع توقع ارتفاع عدد الأقمار الصناعية في المدار بنسبة 500% خلال العقد المقبل.
استخدامات الأقمار الصناعية
ويتم إطلاق الأقمار الصناعية لمجموعة متنوعة من الاستخدامات مثل:
البحث العلمي
تم استخدام الأقمار الصناعية الأولى لدراسة الغلاف الجوي العلوي والفضاء الداخلي للأرض، كما وتدرس الأقمار الصناعية العلمية اليوم مجموعة كبيرة من الأجسام في الفضاء، ويمكن لمراصد الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض مراقبة الأجرام السماوية دون التداخل الناجم عن الغلاف الجوي للأرض.
مجال الاتصالات
كان التطبيق الرئيسي للأقمار الصناعية توفير روابط اتصالات بعيدة المدى، لذا تستخدم شركات الهاتف ومحطات التلفزيون والصحف والمجلات أقمار الاتصالات لنقل البيانات إلى أجزاء مختلفة من العالم، وتشكل مجموعة الأقمار الصناعية المستخدمة في الاتصال بين المحطات الأرضية نظام اتصالات عبر الأقمار الصناعية.
قد توفر هذه الأنظمة اتصالات دولية مثل إنتل سات التي تضم حوالي 400 محطة أرضية موجودة في 150 دولة، أو توفر اتصالات محلية فقط كما يفعل نظام تيل سات الكندي، وبحلول نهاية القرن العشرين زادت قدرة الأقمار الصناعية بشكل كبير على التعامل مع إشارات الاتصالات وتم تطوير الشبكات الرقمية للخدمات المتكاملة لإنشاء نظام صوتي وبيانات ونص وفيديو عالمي.
الأرصاد الجوية
تستخدم سواتل الأرصاد الجوية أدوات حساسة للغاية للحصول على بيانات لاستخدامها في نماذج الغلاف الجوي المولدة بالحاسوب والتي تشكل أساس التنبؤ الحديث بالطقس، وتستخدم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أقمارًا صناعية تعمل دوليًا.
التنقل والمواصلات
من الممكن تحديد الموقع الدقيق للسفينة على الأرض باستخدام إشارات العديد من الأقمار الصناعية لحساب الموقع النسبي للسفينة والأقمار الصناعية، ويمكن للنظام الذي يستخدم إشارات شعاع الليزر تحديد المواضع في نطاق أقل من 2.5 سم.
ويأخذ جهاز استقبال نظام تحديد المواقع العالمي المحمول باليد والذي يمكن استخدامه على متن سفينة أو طائرة أو على اليابسة إشارات من ثلاثة على الأقل من 24 قمراً صناعياً تدور حول الأرض ويربط بياناتها لتحديد موقع المستقبل.
المسح الجيولوجي
وتُستخدم التقنيات التي تستخدمها الأقمار الصناعية للملاحة أيضًا لعمل خرائط دقيقة للمناطق النائية من الأرض، ويوفر نظام لاندسات الولايات المتحدة البيانات للمحطات الأرضية حول العالم، ويستخدم الجيولوجيون وغيرهم من المتخصصين هذه البيانات لاستكشاف المعادن والتنبؤ بالمحاصيل والسيطرة على الفيضانات والحفاظ على التربة وإعادة التحريج وإدارة الأراضي.
الاستخدامات العسكرية
تستخدم الدول المراقبة العسكرية والاستطلاع أو أقمار التجسس لمراقبة نشاط الدول الأخرى، وقد التقط البعض بما في ذلك الولايات المتحدة بيج بيرد والأقمار الصناعية كوزموس السوفيتية صوراً لمثل هذا النشاط العسكري.
وبذلت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في أواخر القرن العشرين، قبل تفككهما جهودًا لتطوير أقمار صناعية قاتلة مصممة لتدمير المركبات الفضائية والأقمار الصناعية للعدو، كما قاموا بالتحقيق في إمكانية تسليح محطات فضائية بأسلحة متطورة لتدمير أهداف بعيدة مثل الصواريخ النووية للعدو.
بداية مصر مع الفضاء
مصر هى أول دولة في إفريقيا والشرق الأوسط بدأت الدخول في علوم الفضاء الأساسية، حيث بدأت عام 1905 العمل لرصد ومتابعة الفضاء عن طريق منظار 30 بوصة جرى العمل به في مرصد حلوان، وظلت مساعى مصر نحو الفضاء مستمرة،وتطور الأمر كثيرا في حقبة ستينيات القرن الماضي، وبدأت مصر متابعة الأقمار الصناعية بالتلسكوبات والكاميرات الفوتوغرافية وكذلك أشعة الليزر عالية الدقة في مرصد حلوان بالتعاون مع دولة التشيك.
وخلال حقبتي سيتينيات وتسعينيات القرن الماضي، كانت هناك مساعي مصرية في علوم الفضاء، يمكن القول إنها كانت تمهيدا لنقطة الانطلاق والتصنيع التي بدأت جديا سنة 1998، فعلى سبيل المثال كانت مصر من أوائل الدول في إفريقيا والشرق الأوسط التي استخدمت الاستشعار عن بعد في خدمة المشاريع القومية، تلاها بعد ذلك إنشاء مركز الاستشعار عن بعد بأكاديمية البحث العلمي عام 1972، والذي أصبح لاحقا الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء.
انطلاق "نايل سات 101"
جاء عام 1998 ليعلن الانطلاقة الأولى لمصر في مجال صناعة وإطلاق الأقمار الصناعية، فتعاونت مصر مع دول صديقة في هذا المجال مثل روسيا وأوكرانيا وكازخستان، على تدريب كوادر مصرية في هذا المجال، أثمر هذا التعاون عن إطلاق أول قمر صناعي مصر " نايل سات 101" في 28 أبريل 1998 وانتهى عمرة الأفتراضى عام 2013.
"نايل سات 102- 103"
توالى بعد ذلك عمليات إطلاق أقمار صناعية مصرية، ففي 17 أغسطس عام 2000، أطلقت مصر القمر الصناعي نايل سات 102، من قاعدة جويانا الفرنسية، وبدأ تشغيله رسميا في 12 سبتمبر 2000 بواسطة شركة بريطانية – فرنسية، وفي 2004 جرى إطلاق القمر الصناعي نايل سات 103، المخصص لاغراض الاتصالات.
سلسلة "إيجيت سات"
وفي 17 أبريل 2007 حدث تطور نوعي، إذ أطلقت مصر بالتعاون مع أوكرانيا القمر الصناعي "إيجيبت سات-1"، أول قمر صناعي مصري للاستشعار عن بعد، من على قاعدة الإطلاق بكازخستان.
وفي 21 فبراير 2019، أطلقت مصر القمر الصناعي "إيجيبت سات A" من قاعدة إطلاق بايكونور الروسية، لدعم أغراض البحث العلمي والاستشعار عن بعد ومجالات التنمية المستدامة المختلفة بالدولة على مستوى (الزراعة ـ التعدين ـ التخطيط العمراني ـ البيئة)، وكذلك الرصد السلبي للمخاطر الطبيعية مثل (التصحر ـ حركة الكثبان الرملية ـ السيول) وغيرها، وعوضا عن القمر الصناعي "إيجيبت سات- 2" الذي فٌقد الاتصال به في فبراير عام 2015، وجرى إطلاقه عام 2014 بالتعاون مع الصين.
القمر الصناعي (كيوب سات)
كما تم إطلاق 3 أقمار صناعية من نوع (كيوب سات)، من قاعدة الانطلاق باليابان إلى المدار المخصص له،وتم تصميمها وتنفيذها بالكامل دون الاستعانة بأية خبرات أجنبية، فضلا عن دورها في تطوير تكنولوجيا صناعة الفضاء المحلية، والاستعانة بها في مجالات الزراعة والجيولوجيا والمجالات المرتبطة بالتنمية، حسبما أعلنت وزراة التعليم العالي والبحث العلمي.
الأقمار الصناعية التجريبة
وفي إطار برنامج الأقمار الصناعية التجريبية لخدمة أغراض البحث العلمي، أطلقت مصر أول قمر صناعي تجريبي في أوائل عام 2017، وينتهي في العام الجاري 2022.
وفي ديسمبر 2019، أطلقت مصر القمر الصناعي "طيبة 1" الذي يعد القمر الأول الذي تدخل به مصر عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات، الأمر الذي يعد نقلة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ويعمل على دعم جهود التنمية الشاملة التي تسعى الدولة لتحقيقها.
وفي العام 2020، أطلقت مصر أول قمر مصري تعليمي جرى تصنيعه وتجميعه بأياد مصرية 100% من خلال طلبة من 18 جامعة من أجل خدمة البحث العلمي ويحمل اسم "إيجيبشين يوني فيرسات" بتكلفة إجمالية وصلت إلى 5 ملايين جنيه.
ووصل وزن القمر إلى 1 كيلو جرام، بحجم يساوي 10 سم X سم، وتم تزويده بكاميرا تصوير لالتقاط بعض الصور الفضائية وإرسالها إلى مركز الاستقبال.