الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السم في الحب!

هشام عصام
هشام عصام

ارتبطت حوادث الانتحار والقتل بدافع الحب بالأفلام السينمائية والأعمال الدرامية المنسوجة من خيال مؤلف، نشاهدها وتعبِّر وكأنَّها لم تكن لقناعتنا التامة بأنها مجرد خيال، إلى أن اصطدمنا بالواقع، وغيَّرت الحوادث الأليمة والجرائم البشعة هذا المفهوم لدى الجميع، فرائحة الدم عكَّرت نسمات الحب، والصراخ والعويل كتما أنفاس الضحكات وقتلا الابتسامات على شفاه المحبين.

 

حوادث قتل وانتحار هنا وهناك باسم الحب، شابٌ يتخلَّص من فتاةٍ في مقتبل العمر؛ لرفضها الارتباط به بعد محاولات عدة، دبَّ اليأسُ في نفسه حين علم بارتباطها بشخص آخر، فسوَّلت له نفسه «المُحِبَّة» التخلُّصَ منها أفضل من أن يراها مع غيره، فاختمرت في نفسه فكرة قتلها، وذبَحَها بدمٍّ بارد في الشارع وأمام المارة.

 

عذرٌ أقبح من ذنب، وتشويهٌ لمعانٍ جميلةٍ يحملها الحب بين مريديه، فالمُحب لا يؤذي من يُحب، ولا يرضى إلا بأن يراه راضيًا، فكيف تجتمع مشاعر الحب مع مشاعر القتل داخل قلب واحد؟! كيف يتحمل المُحب رؤية المحبوب يتألم لمرض أو لحزن أصابه، فما بالكم بالذي قتل حبيبه بيديه ذبحًا! كيف اختلطت مشاعره ورأى هذا انتصارًا للحب! أقسمت لكم أنه لم يكن حبًّا من الأساس، إنه مرض ورغبة في الامتلاك، «إن لم أكن أنا، فلن يكون غيري».

 

«حب إيه اللي إنت جاي تقول عليه.. إنت عارف قبلة معنى الحب إيه؟!»، كلمات شدت بها أم كلثوم قبل 62 عامًا، لتلقي باللوم على المحبين في زمن الحب، الزمن الذي شهد أجمل القصص الرومانسية، وأروع العلاقات، رحمة الله على أم كلثوم، لو كانت بيننا الآن لاستبدلت كلمات تلك الأغنية مصحوبة ببعض السباب والشتائم غير العفيفة لما يحدث في زماننا باسم الحب.

 

الحب أجمل ما يمكن أن يشعر به إنسان، الحب نور يضيء في السراديب المعتمة، قشعريرةٌ تصيبُ الأبدان من فَرْطِ السعادةِ، سَهَرٌ وضحكاتٌ وذكرياتٌ، أمَّا الدَمُّ والقتلُ والانتقامُ باسم الحب ما هي إلا ظلمٌ للحبِّ.