الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سورة تقرأ في جوف الليل.. فضلها وأسرارها التي يغفلها الكثيرون

سورة تقرأ في جوف
سورة تقرأ في جوف الليل

سورة تقرأ في جوف الليل .. يغفل كثير من المسلمين عن سورة تقرأ في جوف الليل، خاصة لما ثبت في شأن هذا الوقت من الليل من معجزات وأسرار جعلته يوصف بأنه موعد النزول الإلهي.

ومن خلال التقرير التالي نرصد ما جاء بشأن سورة تقرأ في جوف الليل، وحكم قيام الليل بالذكر والدعاء دون الصلاة وأقل قدر من الصلاة يكفي لقيام الليل.

قراءة القرآن

سورة تقرأ في جوف الليل

يعرف قيام الليل بأنّه قضاء الليل في الصلاة أو في غيرها من العبادات، وقال ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ قيام الليل يتحقق بأداء صلاة العشاء في جماعة، والعزم على صلاة الصبح في جماعة، وقد رغّب الله -تعالى- بهذه العبادة العظيمة، وجعل لها الكثير من الفضائل، أبرزها بشكلٍ مفصلٍ:

1- قيام الليل من صفات عباد الرحمن والمؤمنين، وعلامة من علامات المتّقين، فمن اتصف به كان من المتقين النبلاء؛ لأنّه لا يقدر على قيام الليل إلا من وفّقه الله - تعالى- له، قال –تعالى-: «وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا* وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا».

2- وعد الله -عزّ وجلّ- من يقوم الليل بالمنزلة العالية والمقام المحمود، وهذا دليل على ما يترتب على قيام الليل من الأجر العظيم.
3- إجابة الدعاء؛ ففي الليل ساعة لا يسأل فيها المسلم شيئًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه.
4- بابٌ من أبواب الخير، ودليلٌ على شكر الله على نعمه، وفيه مغفرة للذنوب، ودخول الجنة.

5- أفضل صلاة بعد صلاة الفريضة، قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم-: «أفضل الصّيام، بعد رمضان، شهر الله المُحرَّمُ، وأفضل الصَّلاة، بعد الفرِيضة، صلاةُ اللَّيل».

وقيام الليل لُغةً: مصدر قَوَمَ، قام الشَّخْصُ: وقف ونَهَض، انتصب، وعكسُه قَعَد، كان قاعدًا فقام، قام الأمرُ: ظهر واستقرَّ، وقام اللَّيل: صَلّى، وفي الاصطلاح: الصّلاة تَطَوُّعًا والذِّكرُ ليلًا، وصلاة قيامُ اللّيل: هي ما يُصَلّى من النّوافل بعد صلاة العشاء قبلَ النَّوم، وقيل: هو قَضاءُ اللّيل كلّه أو ساعةً منه بالصّلاة أو الدّعاء أو غير ذلك، فلا يُشترط أن يكون القيام طوال اللّيل أو أكثره، بل يصحّ أن كان لساعة أو ساعتين أو حتّى لجزءٍ قليلٍ منه، ويرى ابن عباس رضي الله عنهما أنّه يحصل بصلاة العشاء جماعةً، والعزم على صلاة الصّبح جماعةً، لقول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (من صلّى العشاء في جماعة فكأنّما قام نصف اللّيل، ومن صلّى الصُّبحَ في جَماعة فكأنَّما صَلّى الليل كُلَّه).

وقيل: معنى القيام أن يكون مُشتغلًا معظم اللّيل بطاعة، وقيل: ساعةٌ منه، يَقرأ القرآن، أو يُسبِّح، أو يذكر الله، أو يسمع الحديث.

سورة تقرأ في جوف الليل

ليس لقيام الليل سور مخصصة من القرآن يقرأ بها وإنما يقرأ بما تيسر له من القرآن، وأما وقتها فإن كان المقصود بها صلاة التهجد والوتر، فإن وقتها يبدأ من بعد أداء صلاة العشاء وراتبتها إلى طلوع الفجر الثاني، والتهجد وأداء الوتر في الثلث الأخير من الليل أفضل إن تيسر له ذلك، وإن خاف ألا يقوم آخر الليل فإنه يتطوع بما تيسر له ثم يوتر في أوله.

إلا أنه يستحب القراءة ببعض السور.. يقول الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، إنه يجوز للمسلم أن يصلى صلاة قيام الليل بسور القرآن القصيرة، مؤكدا أنه لا يشترط فى قيام الليل أن يصليه المسلم بالسور الطويلة فقط.

وأضاف «عاشور» في تصريح له، أن جميع آيات الله تعالى وسوره عظيمة فيجوز للمسلم أن يصلى بأي آيات أو أي سور شاء في صلاة قيام الليل.

فيما قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن قيام الليل من الأمور التي حث عليها القرآن وحرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى : "قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا"، مشيراً إلى أن الأمر في الدعاء فيه متسع فللسائلة أن تدعو بما شاءت دون أن تلزم نفسها بشيء.

ولفت وسام إلى أن السائلة لها أن تدعو بما تحب وأن تصلي القيام ركعتين ركعتين، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، موضحاً في أمر القراءة فإن هناك سور مجربة منها سورة المزمل المعروفة بسورة قيام الليل، وسور يسّ وتبارك والواقعة.

صفة صلاة الليل

ما هي صفة صلاة الليل؟

قيام الليل أو ثلث الليل أو جوف الليل، هي مسميات لوقت رغبت على طاعته وبينت فضله الكثير من الأحاديث النبوية فمن ذلك ما أورده سهل بن سعد -رضي الله عنه- حيث قال: "جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، ‌عِشْ ‌مَا ‌شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مَفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ".

كما أخبرت الآيات القرآنية بفضل هذا الوقت حيث قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، ‌وَأَفْضَلُ ‌الصَّلَاةِ، ‌بَعْدَ ‌الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ".

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ورغّب فيه، فقال: "عليكم بـ قيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد"، وعنه صلوات الله وسلامه عليه قال: "أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس".

وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟"، قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً".

وقد ميز هذا الوقت بـ نزول رب العالمين إلى السماء الدنيا فينادي على أهل الأرض من يدعو منهم ومن يسأل ومن يستغفر؟، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر" متفق على صحته.

كما ورد عن رسول الله أيضاً قوله: "مَن قامَ بعَشرِ آياتٍ لم يُكتَبْ مِن الغافِلينَ، ومَن قامَ بمئةِ آيةٍ كُتِبَ مِن القانِتينَ، ومَن قامَ بألْفِ آيةٍ كُتِبَ مِن المُقَنطِرينَ"، أيّ "أعُطي قنطارا من الأجر".

ويبدأ وقت صلاة قيام الليل يبدأ بعدَ انتهاء صلاةِ العشاء إلى طلوع الفجر الثّاني، ويُفضّل أن تكونَ في الثّلث الأخير من اللّيل كما جاء في الحديث الصّحيح إذ يقول النّبي عليه الصّلاة والسّلام: «أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويُفطر يومًا»، يعني ذلك أنّه كان يصلّي السُدس الرّابع والسُدس الخامس، وإذا قام ففي الثّلث الأخير لما في ذلك فضل عظيم؛ لأنّ الله تعالى يَنزل إلى السّماء الدّنيا في هذا الجزء من اللّيل، إلا أنّها تجوز في أول الليل ووسطه وآخره أيضًا، كلّ ذلك كما فعل رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، فعن أنس بن مالك قال: «ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل مصليًا إلا رأيناه، ولا نشاء أن نراه نائمًا إلا رأيناه».

وحول حكم صلاة قيام الليل فقد اختلف الفقهاءُ في حكم إن كان مُستحبًّا، وبذلك قال مالك، وهو المشهور عند باقي الفقهاءِ، لكن الاستحباب في حقّ العباد، وأمّا في حقّه - صلّى الله عليه وسلم - فهو واجب، والواجب عليه - عليه الصّلاة والسّلام - أقلّه ركعتين، واحتجّوا بقوله تعالى: «ومن الليل فتهجد به نافلة لك»، قالوا: فهذا صريح في عدم الوجوب. قال الآخرون: أمَرهُ بالتهجّد في هذه السّورة كما أمره في قوله تعالى: «يا أيّها المزمل * قم اللّيل إلا قليلا»، ولم يجيء ما ينسخه عنه، قال مُجاهد: "إنّما كان نافلةً للنّبي عليه الصّلاة والسّلام؛ لأنّه قد غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فكانت طاعته نافلة، أي: زيادة في الثّواب، ولغيره كفّارة لذنوبه".

ومع هذا الاختلافِ في حكم قيام اللّيل بحقِّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- إلا أنّهم اتّفقوا على كونه سُنةً على غيره من المُسلمين، فقد قال القحطانيّ في شرح أصول الأحكام: "وقيام اللّيل سُنّة مُؤكّدة بالكتاب والسُنّة وإجماع الأُمّة".

وحول عدد ركعات صلاة قيام الليل ليس لها عددٌ مخصوصٌ من الرَّكعات؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم في كل ركعتين»، وعن عدد ركعات صلاة قيام الليل فالأفضل أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة؛ أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا فعل النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة».

الدعاء في الثلث الأخير من الليل

دعاء قيام الليل للستر

ومن دعاء الستر قولك:

«ربنا السر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، الخلق خلقك، والعبد عبدك؛ أنت الله الرءوف الرحيم، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، كل حق هو لك، وبحق السائلين عليك، أن تقبلني من عبادك الصالحين، وأن تجيرني من النار برحمتك».

«اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء وأهوال عظائم الضراء فأعذني رب من صرعة البأساء واحجبني عن سطوات البلاء ونجني من مفاجآت النقم واحرسني من زوال النعم ومن زلل القدم واجعلني اللهم ربي في حمى عزك وحياك حرزك من مباغتة الدوائر».

«اللهم ربي وأرض البلاء فاخسفها وجبال السوء فانسفها وكُرب الدهر فا كشفها وعوائق الأمور فاصرفه وأوردنا حياض السلامة واحملني على مطايا الكرامة واصحبني إقالة العثرة واشملنا ستر العورة وجد عليّ ربي بآلائك وكشف بلائك ودفع ضّرائك وادفع عني كلاكل عذابك واصرف عني أليم عقابك وأعذني من بوائق الدهور وأنقذني من سوء عواقب الامور واحرسني من جميع المحذور واصدع صفاة البلاء عن أمري واحلل يده مدى عمري إنك الرب المجيد المبدىء المعيد الفعال لما يريد». 

«اللهم استرنا بسترك الجميل، ولا تفضحنا بين خلقك ولا تخزنا يوم القيامة اللهم أعلِ بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم أسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض ويوم العرض عليك».

«اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» .«اللهم ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، واكشف عني ما نزل بي من ضر وشر كل ما أردت من الأمور، وخلصني خلاصا جميلا يا رب العالمين».

«لا اله الا الله قبل كل شيء، ولا اله الا الله بعد كل شيء، ولا اله الا الله يبقى ربنا ويفنى كل شيء».

دعاء الستر من الفضيحة فى الدنيا «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله».
 

«لا اله الا الله العظيم الحليم، لااله الا الله رب العرش العظيم، لااله الا الله رب السموات السبع ورب الأرضين، ورب العرش الكريم».