الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد مغادرة بن زايد باريس.. أزمة أوكرانيا تتصدر مباحثات الرئيسين

الشيخ محمد بن زايد
الشيخ محمد بن زايد والرئيس الفرنسي

غادر رئيس دولة الإمارات،  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،  اليوم الثلاثاء، العاصمة الفرنسية باريس بعد زيارة استمرت يومين.

وجاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وذلك في أول زيارة دولة له إلى فرنسا، والتي تناولت العلاقات الإستراتيجية الراسخة بين البلدين.

ووفقا لصحيفة "البيان" الإماراتية، أثنى الرئيسان على عمق الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات وفرنسا والتي ترتكز على الصداقة المتينة والثقة المتبادلة بين البلدين، مؤكدين الالتزام المشترك تجاه توسيع آفاق التعاون الثنائي في جميع المجالات والعمل معا في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية.

وتناول البيان الإماراتي الفرنسي المشترك العديد من القضايا وهي:

- الأزمة في أوكرانيا، حيث أعرب الرئيسان عن قلقهما العميق بشأن الحرب في أوكرانيا وتأثيرها المروع على المدنيين وتداعياتها على الوضع الإنساني وآثارها على أسواق السلع العالمية،  وشددا على الضرورة الملحة لتكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة.

كما أشاد الرئيس الإماراتي بالجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس ماكرون في هذا الشأن.

 

- وحول أزمة أمن الطاقة والغذاء، بحث الرئيسان مجموعة من الفرص والتحديات الإقليمية والعالمية، واتفقا على العمل معا لإيجاد الحلول للتخفيف من حدة تأثيرها على البلدين والعالم.

كما اتفقا على إقامة شراكة إستراتيجية شاملة في مجال الطاقة بين دولة الإمارات وفرنسا والتي تمثل خطوة مهمة في سبيل تعزيز أمن الطاقة واستقرار تكلفتها.

ورحب الرئيسان بالاتفاقية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية " أدنوك " وشركة " توتال للطاقة " حول توفير الوقود بهدف زيادة أمن إمدادات الوقود في فرنسا.

وفي السياق ذاته، أكدت دولة الإمارات دعمها للجهود العالمية بشأن الأمن الغذائي وعملها مع فرنسا لإيجاد السبل لتخفيف الضغوط المتواصلة على منظومة الإمدادات العالمية؛ معلنةعن دعمها لمبادرة " تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة /FARM/" وخاصةً فيما يتعلق باعتماد نظام تجارة الأغذية والذي يتميز بالانفتاح والشفافية والمرونة فضلاً عن توفير المعلومات ذات الصلة لدعم "نظام المعلومات المتعلق بالأسواق الزراعية /AMIS/.


- وفيما يتعلق بالاقتصاد والاستثمار والصناعة، أعرب الرئيسان عن طموحاتهما المشتركة حول مواصلة توسيع الشراكة الاقتصادية المتميزة بين البلدين وذلك بناءً على الشراكة الاستثمارية الواعدة التي تم إطلاقها في ديسمبر 2021.

وأبدى الجانبان اهتمامهما بتطوير التعاون الثنائي في المجالات ذات المصالح والقدرات المشتركة.


- وحول العمل المناخي، أكد الرئيسان أهمية العمل المناخي والذي يمثل أولوية قصوى للبلدين، معربين عن الطموحات والأهداف المشتركة للبلدين في هذا المجال المهم.

وهنأ الرئيس ماكرون دولة الإمارات على اختيارها لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ /COP-28/، والذي ستنطلق أعماله في عام 2023، وأكد استعداد فرنسا لتقديم الدعم الكامل ومشاركة خبرتها من تنظيم الدورة الحادية والعشرين من المؤتمر ذاته..كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم حول العمل المناخي لتعزيز آفاق التعاون المشترك بين فرنسا ودولة الإمارات.

وهنأ الجانب الفرنسي دولة الإمارات بنجاح تشغيل برنامجها للطاقة النووية السلمية.. وأكد الجانبان الدور المهم للطاقة النووية في دعم جهود البلدين للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاعات الطاقة وعزمهما على مواصلة التعاون المتين في هذا القطاع من خلال تبادل الخبرات الفنية وتوفير التكنولوجيا والوقود النووي..فضلاً عن مجالات البحث والتطوير.

كما أشاد الجانبان بالتقدم المحرز على صعيد مذكرة التفاهم بشأن الهيدروجين منزوع الكربون وفيما يتعلق بجهود البحث والتطوير البحري، فقد اتفق الجانبان على توثيق التعاون الثنائي لتطوير برنامج البحوث البحرية لتعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام.


ــ السلام والاستقرار، يدرك الرئيسان أهمية هذه الشراكة الإستراتيجية كونها عنصراً أساسياً في جهود التعاون المشتركة والمتبادلة تجاه تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها.

وبحث الرئيسان آفاق تعزيز السلام والحوار والدبلوماسية في المنطقة، وأعربا عن أملهما في أن تؤدي المفاوضات النووية مع إيران إلى اتفاق يضمن تعزيز الأمن الإقليمي.

وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان  بالنجاح الذي حققه مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون، فيما أشاد الرئيس ماكرون بالاتفاق الابراهيمي الذي يسهم في نشر السلام والازدهار في المنطقة من خلال مد الجسور والتعاون. وأكد الرئيسان على أهمية استمرار جهود تعزيز السلام والازدهار.

وبالنظر إلى خارج المنطقة، أشار الرئيسان إلى أهمية النظام متعدد الأطراف كونها سبيلا أمثل لزيادة التفاهم والثقة المتبادلة على الصعيد الدولي، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التعاون الجماعي.

وأشاد الرئيس ماكرون بدور دولة الإمارات كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فيما أشاد صاحب السمو رئيس الدولة بالإنجازات في مجال تعدد الأطراف التي تحققت خلال الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي.

وفي هذا الصدد، أكد الرئيسان مجددا التزامهما تجاه توسيع وتطوير التعاون التاريخي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في جميع المجالات..لتعزيز دورهما في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها.