EN 
أوقات عصيبة عاشتها الجالية المصرية في السعودية خلال الأسبوعين الماضيين، بعد مقتل الصيدلي أحمد حاتم على يد سيدة سعودية، رميا بالرصاص بمدينة سكاكا، والذي لم تجف دماؤه حتى تعرض طبيب مصري آخر يدعى أيمن عبد السلام محمد رزق يعمل بالطب الشرعي بمنطقة القصيم لإطلاق نار، وأصيب بثلاث رصاصات.
الصيدلي ضحية لقمة العيش في السعودية
ويرصد "صدى البلد" - خلال هذا التقرير، أبرز المعلومات عن قصة مقتل الصيدلي أحمد حاتم على يد سيدة سعودية، وتعرض طبيب آخر يعمل بالطب الشرعي لإطلاق نار على يد مواطن سعودي قبل عدة أيام.
واُستُشهد الصيدلي أحمد حاتم وهو يؤدي واجبه بمنطقة (سكاكا) بالمملكة العربية السعودية إثر إطلاق النار عليه من إحدى المواطنات السعوديات لرفضه صرف مضاد حيوي بدون تذكرة طبية تنفيذاً لقوانين مهنة الصيدلة بالمملكة العربية السعودية، بخلاف الإعانة المالية التى سيتم صرفها لأسرته أيضا من النقابة العامة للصيادلة.
ووصل إلى مطار القاهرة الدولي جثمان الصيدلي أحمد حاتم، والذى تم اطلاق النار عليه من سيدة سعودية وهو داخل الصيدلية التي يعمل بها، وشيع المئات من أهالى قرية كفر دنشواى التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، جثمان الصيدلي الشهيد من مسجد الخلايلة، بالقرية إلى مقابر عائلته.
وودع الأب المكلوم ابنه إلى مثواه الأخير وسط بكاء ودموع الحزن على فراق نجله، حيث أكد أنه "لم يره منذ عامين منذ أن سافر إلى السعودية من أجل لقمة العيش والصرف على علاجه"، حيث يعاني من "السرطان منذ 14 عاما".
وطالب الأب المكلوم بحق نجله والقصاص من السيدة التي قتلته، حيث إنها دمرت أسرة بأكملها فالراحل ترك طفلا في عمر العامين دون مصدر رزق.
وناشد أهل القرية المسئولين"عودة جميع الحقوق الصيدلي الشاب ابن قريتهم حتى تكون عونا لأهله"، حيث إنه لا يوجد "مصدر دخل لهم".
وودعت السيدات جثمان الصيدلي أحمد حاتم بالصراخ والبكاء، حيث اكتفت زوجته بترديد: "مع السلامة يا أحمد عوضنا على ربنا".
واستطاعت قوات الأمن السعودية القبض على السيدة، وتتابع القنصلية العامة بالرياض التحقيقات، وأرسل القنصل طارق المليجي، مندوب له لمتابعة سير التحقيقات.
ويجرم لقانون السعودي صرف مضادات الحيوية "دون وصفة طبيب وتصل عقوبتها للحبس سنة وغرامة 100 ألف ريال وسحب ترخيص مزاولة المهنة".
محاولة قتل طبيب مصري في السعودية
وبعد واقعة الصيدلي أحمد حاتم بأيام قليلة، أطلق مواطن سعودي الرصاص على الطبيب الشرعي المصري، أيمن عبد السلام رزق، وتحديدا منذ نحو 5 أيام، في مقر عمله بمدينة القصيم.
ولا يزال الطبيب المصري على قيد الحياة، وخرج أمس من الرعاية المركزة، ولم تصب الرصاصة منطقة مميتة، وتم إلقاء القبض على مطلق النار، وكان الطبيب المصري ينفذ قرار النيابة السعودية بتشريح جثمان شقيق المتهم، إلا أن الأخير "أصر على الحصول على تصريح دفن دون تشريح جثمان شقيقه".
ووقعت حينها- مشادة بين الطبيب المصري والمواطن السعودي بسبب تشريح الجثمان، وتنفيذ المصري أمر النيابة، ما جعل المواطن السعودي يطلق النار على الطبيب، ولكن الرصاصة لم تصب منطقة مميتة.
وعلى الفور، تم نقل الطبيب إلى المستشفى لإجراء جراحة عاجلة واستخراج الرصاصة من جسمه، وبالفعل نجح الفريق الطبي في إنقاذ الطبيب واستخراج الرصاصة، وتم نقله إلى غرفة الرعاية.
وتأتي هذه الواقعة بعد مرور أيام من مقتل الصيدلي احمد حاتم على يد سيدة سعودية في مدينة سكاكا شمال السعودية بسبب تطبيقه للقانون والتعليمات الصادرة من وزارة الصحة السعودية بعدم صرف ادوية مضاد حيوي الا بوصفة طبية.
ونوه رئيس مكتب التمثيل العمالي بـ القنصلية العامة المصرية بالرياض، إلى أن الطبيب أيمن عبد السلام لم يباشر تشريح تلك الحالة بنفسه، ولكن تم الاعتداء عليه في مقر عمله؛ ظنًا من الجاني أن الطبيب المصري هو من قام بتشريح جثمان أخيه، وقد باغته الجاني بإطلاق ثلاثة أعيرة نارية في صدره، وعند سقوطه على الأرض قام الجاني بإخراج ساطور وضربه به، إلا أن "الطبيب تلقى تلك الضربات على ذراعه؛ ما تسبب في كسر الذراع".
وبحسب البيان، "تتابع جميع الجهات المعنية بالمملكة العربية السعودية تطورات تلك الحادثة المؤلمة؛ نظرًا لكون الطبيب المصري المعتدى عليه أحد كوادر وزارة الصحة السعودية ومديرًا لمركز السموم، وطبيبا شرعيًا يقوم بأداء مهام وظيفته الرسمية".
الهجرة والطبيب المصري المعتدى عليه
من جانبها تواصلت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، مع الطبيب المصري بالسعودية أيمن عبد السلام محمد رزق، والذي يعمل بوزارة الصحة السعودية مديراً بمركز السموم بمنطقة القصيم، شمال المملكة العربية السعودية، ويبلغ من العمر 60 عاما، بعد تعرضه لحادث اعتداء من أحد الأشخاص من أبناء منطقة القصيم، نتج عنها إصابته بثلاثة أعيرة نارية في صدره، فضلا عن ضربه بساطور في ذراعه.
وخلال تواصلها مع الطبيب المصري أيمن عبد السلام وزوجته، اطمأنت السفيرة نبيلة مكرم، على حالته الصحية، حيث تم إجراء العمليات الجراحية اللازمة له واستخراج الطلقات النارية من صدره وهو الآن بحالة جيدة، كما سيتم إجراء جراحة أخرى في ذراعه، مؤكدة تقديم كافة أنواع الدعم للطبيب المصري حتى يستكمل مراحل علاجه، متمنية له الشفاء العاجل.
وقدمت وزيرة الهجرة الشكر للطبيب المصري أيمن عبد السلام، لما يقوم به من خدمات للجالية المصرية وتقديمه كل المساعدة والدعم لأفراد الجالية المصرية، لافتة إلى أن هذا ليس بغريب عن المصريين بالخارج.
وقالت وزيرة الهجرة إن السلطات السعودية تمكنت من إلقاء القبض على الجاني، مؤكدة على استمرارها في المتابعة والتواصل مع أسرة الطبيب المصري المتواجدة حالياً معه بالسعودية لحين خروجه سالما من المستشفى وحصوله على كافة حقوقه القانونية، بالمتابعة والتنسيق مع القنصلية المصرية بالرياض والتى تتابع الحادث فور حدوثه، كما تتابع سير التحقيقات مع الجاني لحفظ حقوق الطبيب المصاب.
وقد تعرض المصري أيمن عبد السلام لحادث اعتداء من أحد الأشخاص من أبناء منطقة القصيم على خلفية وفاة أخيه لوجود شبهة جنائية في الوفاة، قررت النيابة العامة تشريح الجثمان، وتنفيذاً لقرار النيابة قام الطبيب الشرعي أيمن عبد السلام بالتشريح وإعداد التقارير.
وتتابع جميع الجهات المعنية بالمملكة العربية السعودية تطورات تلك الحادثة المؤلمة نظراً لكون الطبيب المصري المعتدى عليه أحد كوادر وزارة الصحة السعودية ومديرا لمركز السموم، وطبيبا شرعياً يقوم بأداء مهام وظيفته الرسمية.
