EN 
وصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم إلى مصر في زيارة تستغرق 24 ساعة ضمن جولته الأفريقية التي تشمل مصر وأوغندا وأثيوبيا والكونغو والتي تستغرق 5 أيام في القارة.
واستقبله صباح اليوم السفير سامح شكري وزير الخارجية، حيث عقد الوزيران جلسة مباحثات وذلك بمقر وزارة الخارجية يعقبها مؤتمر صحفي مشترك.
وتناولت المباحثات الثنائية المصرية الروسية مجمل موضوعات التعاون الثنائي بين القاهرة وموسكو، كما تم تبادل الرؤى حول عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية.
ومن المقرر أن يلتقى لافروف خلال زيارته أيضا، الأمين العام لـ جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، كما سيلتقى مندوبي الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، إذ سيجتمع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين.
اجتماع الرئيس السيسي مع لافروف
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الروسي الذي نقل رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وذلك بحضور ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وجيورجي بوريسينكو السفير الروسي بالقاهرة، وماكسيم ماكسيموف نائب مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالخارجية الروسي، كما حضره سامح شكري وزير الخارجية.
وفي مستهل الاجتماع، نقل لافروف رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرئيس السيسي تضمنت الإعراب عن التقدير والتحية إلى السيد الرئيس، كما تناولت بعض موضوعات التعاون الثنائي بين البلدين، والإعراب عن الأهمية التي توليها روسيا تجاه ترسيخ العلاقات الثنائية مع مصر في إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجاري تنفيذها حالياً.
كما تضمنت الرسالة الإعراب عن التقدير تجاه مبادرة مصر لتشكيل لجنة الاتصال الوزارية في إطار جامعة الدول العربية سعياً لتسوية الأزمة الأوكرانية وما تم خلالها من زيارة للعاصمة الروسية موسكو من قبل وزراء الخارجية المعنيين.
من جانبه، طلب الرئيس السيسي نقل تحياته إلى الرئيس فلاديمير بوتين، مثمناً مسيرة التعاون الثنائي المتمثلة في المشروعات الروسية بمصر في إطار العلاقات المصرية الروسية، وفي مقدمتها إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية والمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس وغيرها من المشروعات الاستثمارية والاقتصادية بين البلدين في كافة القطاعات.
الاطلاع على آخر التطورات العالمية
وخلال الحديث أطلع وزير الخارجية الروسي الرئيس السيسي على آخر تطورات الأوضاع بشأن الأزمة الأوكرانية ومستجدات التحركات الروسية في هذا الإطار على المستوى الدولي.
وفي هذا السياق، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية للأزمة، مؤكداً دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً من أجل الحفاظ على الامن والاستقرار الدوليين، مع استعداد مصر لدعم هذا المسار من خلال اتصالاتها وتحركاتها الدولية مع جميع القوى الفاعلة سواء في الإطار الثنائي أو المتعدد الأطراف.
كما تناول اللقاء كذلك بعض الموضوعات الثنائية في إطار علاقات التعاون المتميزة والتاريخية التي تجمع بين مصر وروسيا في مختلف المجالات خاصة التعاون في مجال قطاعات توريد الحبوب والغذاء، وكذلك قطاع البترول والغاز في ضوء الأزمة الراهنة بتلك القطاعات.
زيارة دورية لوزير الخارجية الروسي
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر وقعت مع روسيا اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة في 2018، وبمقتضي هذه الاتفاقية وأحد أبعادها أن يكون هناك زيارات عالية المستوي بشكل دوري على كافة المستويات سواء كانت زيارات على مستوى رؤساء الدول أو مستوى وزراء الخارجية.
وأضافت الشيخ في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الزيارة تعتبر هامة ودورية من وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف، خاصة أن آخر زيارة له لمصر كانت العام الماضي في أبريل، ومن المفروض أن يكون هناك زيارتان بحد أدنى بالتبادل بين مصر وروسيا على مستوى وزراء الخارجية.
وأشارت إلى أن الزيارة تأتي في توقيتها لأنها الزيارة الأولى لوزير الخارجية الروسي لمصر بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وبالتالي لها بعد بالنظر للسياق الدولي والإقليمي الذي تأتي فيه الزيارة، ولكنها تعتبر زيارة دورية.
أبرز الملفات على طاولة الحوار
وعن أبرز الملفات التي ستكون على طاولة الحوار، قالت أستاذ العلوم السياسية، إن هناك موضوعات كثيرة ومتنوعة ستكون على طاولة الحوار، والشق الاقتصادي سيكون له المساحة الأكبر في الحوار بين الطرفين، خاصة بعد توقيع اتفاقية نقل الحبوب الذي تم مؤخرا والاستفادة المصرية منه.
وتابعت: "سيكون هناك حديث أيضا عن أزمة الطاقة العالمية والتفاهمات التي تلحق بها، وكذلك مشاركة روسيا في قمة المناخ القادمة في شرم الشيخ، لكن الموضوع الذي من المتوقع أن يأخذ حيزا من النقاش سيكون القمة الروسية الأفريقية".
ولفتت الشيخ إلى أن القمة الروسية الأفريقية عقدت من قبل في أكتوبر 2019 بروسيا وكانت برئاسة مصرية روسية مشتركة، والمفترض أن تكون القمة القادمة في إحدى الدول الأفريقية.
وأكمل: "بالتالي جزء من زيارة وزير الخارجية الروسي للقارة هو اختيار العاصمة الأفريقية التي ستستضيف القمة الروسية الأفريقية القادمة".
