الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أضخم هجوم إرهابي على إثيوبيا.. كيف اخترقت حركة الشباب الصومالية أمن وحدود البلاد؟

صدى البلد

شنت حركة "الشباب" الصومالية، خلال الأيام الماضية، عدة هجمات على الحدود الإثيوبية، تمكنت خلالها من التوغل داخل الأراضي الإثيوبية، في عملية وصفها خبراء ومسؤولون أمنيون بأنها أكبر توغل عسكري للجماعة منذ فترة، بينما قال الجيش الإثيوبي أمس، إنه تمكن من صد الهجوم وقتل نحو 500 عنصر من الحركة المتطرفة.

وقال مسؤولون وخبراء أمنيون في إثيوبيا، إن مقاتلي حركة الشباب الذين عبروا الحدود نحو شرق إثيوبيا الأسبوع الماضي، ما زالوا نشطين داخل البلاد، رغم مزاعم المسؤولين الإثيوبيين بأنها قضت على قوات الشباب، حسبما أفاد موقع "فويس أوف أميركا" الأمريكي.

وأوضح المسؤولون أن قوات الأمن الإثيوبية، اشتبكت مع مقاتلي حركة الشباب في قرية لسكورون الإثيوبية على الحدود، حيث شوهد رئيس ولاية "الصومال" الإثيوبية، مصطفى عمر، وهو يلتقي بوحدات من القوات الإثيوبية التي تم إرسالها إلى المنطقة لمواجهة قوات الشباب.

وحسب الموقع الأمريكي، فإن حوالي 500 مقاتل من حركة الشباب، دخلوا إثيوبيا الأربعاء الماضي، في أكبر توغل للجماعة المسلحة داخل إثيوبيا، وفقا لتقدير نشطاء وعناصر أمنية سابقة داخل حركة الشباب، الذين تحدثوا لـ "فويس أوف أميركا".

أسباب الهجوم على إثيوبيا

وقال المسؤول السابق في حركة الشباب الذي يعيش الآن في السويد، عمر محمد أبو عيان، إن توغل حركة الشباب في إثيوبيا على الأرجح كان لأسباب دعائية، مضيفا أن الحركة الإسلامية المتطرفة التي تقاتل الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي منذ عام 2007، تريد أن تظهر أنها قادرة على العمل في إثيوبيا، فضلا عن الصومال وكينيا.

وأضاف أبو عيان: "إن استطاعوا رفع علمهم، فسيكون ذلك نصرا لهم.. لقد كانوا يحلمون منذ فترة كبيرة بالتوغل في إثيوبيا ورفع علمهم هناك. هذا سيكون انتصارا كبيرا، وسيشجع المجاهدين الدوليين على دعمهم".

وبدأ هجوم حركة الشباب على القرى والبلدات الإثيوبية قرب الحدود مع الصومال، يوم الأربعاء الماضي، بعدما قطع مقاتلو الحركة شبكات الهاتف.

ويعتقد مسؤولو المخابرات في الصومال، أن الهجوم على البلدات الإثيوبية كان هدفه صرف نظر القوات الأمنية الإثيوبية من أجل عبور وحدات أخرى مسلحة من حركة الشباب الحدود الإثيوبية، دون أن تعترضها أي قوات أخرى.

وقال محمد عبدي التل، محافظ مدينة باكول الصومالية، التي شن مقاتلي حركة الشباب الهجوم منها: "كانت هناك مجموعتان، مجموعة تقاتل على الحدود، ووحدات أخرى عبرت الحدود. لقد مروا عبر طريق آتو أثناء القتال. إنهم متجهون إلى منطقة بيل بين دولتي الصومال وإقليم أوروميا في إثيوبيا".

أهداف حركة الشباب داخل إثيوبيا

أكد عضو سابق في حركة الشباب الصومالية لم يرغب في الكشف عن اسمه لموقع "فويس أوف أميركا"، أن خطة الحركة هي رفع علمها داخل إثيوبيا، ثم إصدار بيان تعلن فيه أن الجهاد امتد إلى جبهة جديدة في القرن الأفريقي.

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي، مات برايدن، المتخصص في شؤون منطقة القرن الأفريقي، إن الهجوم على إثيوبيا، يبدو وكأنه بداية لمبادرة استراتيجية كبرى لتأسيس قوة قتالية نشطة في إثيوبيا.

وأوضح برايدن أنه على الرغم من تعرض حركة الشباب لبعض الهزائم التكتيكية، إلا أنها حققت بعض الأهداف المهمة، لا سيما إثبات قدرتها للمرة الأولى على القيام بعمليات عسكرية كبيرة داخل إثيوبيا.

وأضاف "تشير التقارير الواردة من إثيوبيا إلى أن بعض وحدات حركة الشباب توغلت لمسافة تصل إلى 100 كيلومتر داخل إثيوبيا".

وأضاف المحلل السياسي أن الاضطرابات الداخلية في إثيوبيا وتركز القوات في الشمال في صراع تيجراي يجعل هذا الوقت مناسبًا لحركة الشباب لشن هجوم.

وخاضت القوات الفيدرالية الإثيوبية حربًا ضد متمردي جبهة تحرير تيجراي، التي كانت تحكم البلاد سابقا، في نوفمبر 2020.

وأدى الصراع في شمال إثيوبيا بين قوات الحكومة الفيدرالية ومتمردي تيجراي إلى إضعاف القوات الفيدرالية وساهم في استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد.