الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موجة جفاف شديدة.. المجاعة تضرب الصومال رسميا| تفاصيل

مجاعة الصومال
مجاعة الصومال

أدى احتجاب الأمطار خلال موسم سقوط المطر بين أبريل ويونيو 2022، وغياب المساعدة الإنسانية الكافية، واستمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية نتيجة للحرب الروسية في أوكرانيا تفشي المجاعة رسميا في الصومال.

مجاعة الصومال

رسميا الصومال يواجة مجاعة
 

وأكد عادل بن عبد الرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي أن الصومال يمر بأزمة إنسانية حقيقية تتطلب تدخل المجتمع الدولي أجمع والمؤسسات المانحة بشكل فوري وسريع لتقديم المساعدات الممكنة لجمهورية الصومال الفيدرالية، فضلا عن مساندتها حتى تستطيع تجاوز أزمة الجفاف والمجاعة التي تتعرض لها، مؤكدا دعم البرلمان العربي لجهود الصومال حتى تتمكن من تجاوز تلك التحديات التي تواجهها.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس البرلمان العربي، للسفير إلياس شيخ عمر، سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، بمقر الأمانة العامة للبرلمان بالقاهرة.

ونوه ” العسومي ” إلى حرص البرلمان العربي على تعزيز التعاون مع جمهورية الصومال، في هذه المرحلة الهامة التي تمر بها، بما يحقق آمال وتطلعات الشعب الصومالي في الاستقرار والسلام والتنمية الاقتصادية، مشيدا بالجهود التي تبذلها الدولة في سبل مكافحة الإرهاب وأن تتجاوز محنتها في واحدة من أسوء أزمات الجفاف التي تمر بها.
من جانبه، أشاد سفير جمهورية الصومال بالقاهرة بالدور الكبير الذي يقوم به البرلمان العربي، ونشاطه في تفعيل الدبلوماسية البرلمانية للدفاع عن قضايا أمتنا العربية، وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.

مجاعة الصومال

الصومال يواجه أزمة عصيبة منذ التسعينات

فيما قال لسفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ونائب رئيس المجلس المصري للشئون الافريقية، إن الصومال يواجه فترة عصيبة منذ التسعينات وحتى الأن وربما في السنوات الأخيرة حدث نوع من إنشاء المؤسسات السياسية الصومالية، وأنه تم انتخاب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود، وهو كان رئيسا للصومال في الفترة من 2012 وحتى 2017، وفي خلال فترة حكمه حينها حققت الصومال قدرا متميزا من الأمن والاستقرار نسبيا وأيضا في محاولة لدفع عملية التنمية، وبعدها شهدت الصومال للأسف فترة بها الكثير من الاضطرابات والصراعات سواء على المستوى الداخلي من القوة والأحزاب السياسية وقادة الولايات، كما شهدت نشاط لحركة الشباب الصومالية التي زعزعت الأمن والاستقرار.

وأضاف حليمة في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الفترة الحالية التي يتولى فيها حسن الشيخ محمود الرئاسة، ورث فيها مهام صعبة وحدد أولويات بناء عليها، وهي مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وإجراء مصالحة بين القوى والأحزاب والقطاعات السياسية الأخرى فضلا عما ورثه من ثلاثة مليون مواطن صومالي يواجهون خطر المجاعة ويحتاجون إلى مساعدات انسانية عاجلة، ولاشك أن الوضع السئ لعدد كبير من الصوماليين ناتج عن أسباب سابقة قديمة تتعلق بالأمن والاستقرار، وما يعانيه الصومال من زعزعة الأمن والاستقرار وبالتالي من تردي الأوضاع الاقتصادية بإعتبار أن الأوضاع السياسية كانت متأزمة، والأوضاع الاقتصادية متدهورة، فلا شك أنه أثر على حياة العديد من الصوماليين بالإضافة إلى حالة الجفاف التي مر بها الصومال مؤخرا والتي زادت من محنة الصومال فيما يتعلق بالمجال الانساني، رغم مايمكن أن يقدم إليه من مساعدات انسانية سواء كانت غذائية أو طبية.

وقال حليمة إن الأزمة الأوكرانية وتداعياتها فيما يتعلق بمشاكل الطاقة والغاز وأيضا الغذاء كان لها عاملا إضافيا كسبب تراكمي آخر في المجاعة في الصومال، ولاشك أن مجمل هذه العوامل تدفع الكثير من الدول وخاصة في ظل رئاسة الرئيس الجديد إلى تقديم الدعم والمساندة إلى الصومال في هذه المرحلة سواء في المجال الانساني أو في مجال مكافحة الإرهاب أو في مجال إجراء المصالحات 
ولا شك أن زيارة الرئيس الصومالي لمصر مؤخرا ولقاءة بالرئيس عبدالفتاح السيسي كان هناك اتفاق شامل لدعم الصومال سواء فيما يتعلق بتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب أو دفع عملية التنمية المستدامة وخاصة في قطاعي الصحة والتعليم وكذلك فيما يتعلق بالأوضاع الخاصة بالأمن الغذائي.

مجاعة الصومال

تحذيرات أممية ودولية بشأن المجاعة


ويذكر أن التحذيرات الحكومية والأممية كانت توالت من تحول أزمة الجفاف التي يشهدها الصومال، إلى حالة مجاعة نتيجة قلة التساقطات المطرية خلال ثلاثة مواسم متتالية، وسط موجات نزوح للمتضررين نحو المدن الكبرى.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن غياب الأمطار إلى جانب النزاعات المستمرة في أجزاء كثيرة من الصومال، أسفرت عن حاجة ربع السكان (نحو 15 مليون نسمة) لمساعدات غذائية فورية، من أجل تجنب أزمة إنسانية كبرى مثل تلك التي شهدتها البلاد عام 2011، عندما أودت المجاعة بحياة 250 ألف شخص.
وسبق أن حذرت عدة وكالات أممية من أن ملايين الصوماليين معرضون للمجاعة، مع اشتداد الجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص التمويل الهائل، مما يجعل ما يقرب من 40 في المائة من الصوماليين على حافة الهاوية.

أتى ذلك في أعقاب إصدار تقرير جديد لتحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الذي وجد أن ستة ملايين صومالي، أو ما يقرب من 40 في المائة من السكان، يواجهون مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي، مع وجود جيوب من ظروف المجاعة على الأرجح في ست مناطق في البلاد.

وفي بيان مشترك، أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي، أن تأثير الجفاف الذي طال أمده يستمر في تدمير الأرواح وسبل العيش، وأن الاحتياجات المتزايدة تفوق الموارد المتاحة للمساعدة الإنسانية، ودعت الوكالات إلى ضخ الأموال على الفور للتمكين من زيادة المساعدة المنقذة للحياة في الصومال.

يذكر أن المجاعات في الصومال تحصد الأرواح منذ عام 1992 وتوفى حوالى 220 ألفاً.
ثم ضربت البلاد مجاعة أخرى عام 2010 واستمرت حتى عام 2012 وأدت إلى وفاة نحو 260 ألف شخص، وحاليًا تعانى الصومال من مجاعة أخرى بسبب موجة الجفاف الشديدة التي تضرب البلاد والناتجة عن ظاهرة النينو المناخية التي ضربت شرق أفريقيا وجنوبها، بالإضافة إلى نقص الغذاء الذي يؤدي إلى حدوث الكثير من حالات الوفاة وكذلك نفوق الحيوانات بأعداد كبيرة، والكثير من حالات الوفاة كانت بسبب مرض الكوليرا الناتج عن نقص المياة النظيفة.