الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم يحبس أنفاسه| غموض حول زيارة نانسي بيلوسي لتايوان.. وموقف صيني حاسم

نانسي بيلوسي
نانسي بيلوسي

بدأت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، اليوم، جولة آسيوية استهلتها بزيارة سنغافورة وذلك دون الإشارة إلى زيارة محتملة لتايوان قد تتسبب بمزيد من التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين التي تعتبر الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي جزءا من أراضيها. 

وتأتي زيارة بيلوسي وسط توتر عسكري في المنطقة، حيث أجرى الجيش التايواني أكبر مناوراته السنوية هذا الأسبوع، تضمنت محاكاة لعمليات صد لهجمات صينية من البحر.

تفاصيل جولة بيلوسي بآسيا 

وقالت بيلوسي في بياناً لها إن "وفدا من الكونجرس برئاستها سيزور منطقة المحيطين الهندي والهادئ لإعادة تأكيد التزام أمريكا حيال حلفائها وأصدقائها في المنطقة".

وأضافت من خلال البيان "في سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان، سنعقد اجتماعات على مستوى عال لمناقشة طرق تعزيز قيمنا ومصالحنا المشتركة بما في ذلك السلام والأمن والنمو الاقتصادي والتجارة، ووباء كوفيد-19 وأزمة المناخ وحقوق الإنسان والحكم الديمقراطي".

وأكدت وزارة الخارجية في سنغافورة أن زيارة بيلوسي والوفد المرافق لها ستجري في الأول والثاني من أغسطس. 

وتحافظ رئيسة مجلس النواب الأمريكي على الغموض بشأن زيارة محتملة إلى تايوان لأسباب أمنية.

ومن جانبه يرى السفير على الحفنى، سفير مصر لدى الصين سابقاً ، أن هذا تطور غير محمود حيث أن العالم يشهد مرحلة من الاضطراب بفعل الأزمة الأوكرانية التي أتت في أعقاب جائحة كورونا وتأثر الاقتصاد العالمي نتيجة اضطراب سلاسل التوريد وهو ما ترتب عليه موجة تضخم غير مسبوقة وأزمة سلع غذائية، وارتفاع أسعارها، الأمر الذي أثر على اقتصاديات الدول الكبرى والصغرى دون استثناء.

توتر العلاقات بين أمريكا والصين 

وأشار الحفني في تصريحات لـ "صدى البلد"، إلى  الجدل المثار حول زيارة نانسي بيلوسى يأتي في أعقاب فترة طويلة من توتر العلاقات الأمريكية الصينية والتي اتخذت أشكالاً ، عدة وإقحام عدد من دول المحيط الهادي والمحيط الهندي في هذه التوترات بتشكيل كيانات جديدة لمواجهة الصعود الصيني.

وأوضح أن التصعيد الأمريكي الصيني المرتبط بتايوان ، ليس بالشيء الجديد إلا إنه يأتي في سياق عدة أشكال من التنمر الأمريكي والغربي بالصين.

وأضاف الحقنى فيما يتعلق بالأوضاع  في الصين الذى أصدر 

ولفت إلى أن قرار الكونجرس الأمريكي مؤخراً بشأن فرض عقوبات بدعوى إتباع الصين ممارسات عمل قسري داخل الصين في هونج كونج وإقليم شينجيانغ الغربي، يرفع درجة التوتر الصيني الأمريكي رغم مصلحة البلدين الذين ترتبطان بشبكة كثيفة من المصالح تقتضى  عدم  اللجوء للتصعيد خاصة مع الظروف العالمية الراهنة مستبعدا قيام نانسي بيلوسى بزيارة تايوان.

الموقف الأمريكي من تايوان

على صعيد أخر يرى الدكتور مهدى عفيفي باحث ومحلل سياسى وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الإدارة الأمريكية قالت موقفها للصين بشأن تايوان وذكرت إنها مستقلة عن الصين، وتأتى زيارة نانسي بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكي كنوع من التأكيد من قبل الإدارة الأمريكية والكونجرس الأمريكي على دعم تايوان.

مناورات عسكرية سنوية للجيش التايواني 

وردا على زيارة نانسي بيلوسى، أكد المتحدث باسم القوات الجوية الصينية شين جينكي أمس الأحد في تصريحات نقلتها صحيفة "يومية الشعب" أن "سلاح الجو يملك تصميما حازما وثقة كاملة وقدرات  للدفاع عن السيادة الوطنية ووحدة وسلامة أراضي البلاد"، وقال إن الدفاع عن الأراضي الصينية هو "مهمة مقدسة" للجيش.

وتوجه بيلوسي باستمرار انتقادات علنيّة للصين وأقامت علاقة صداقة مع الدالاي لاما وأثارت استياء بكين عام 1991 أثناء زيارة عبر عرض لافتة في ساحة تيان أنمين تكريما لمتظاهرين مدافعين عن الديمقراطية قتِلوا هناك قبل عامين.

وتأتي زيارة نانسي بيلوسي مع تصاعد التوتر العسكري في المنطقة، حيث أجرى الجيش التايواني أكبر مناوراته العسكرية السنوية هذا الأسبوع، تضمنت محاكاة لعمليات تصد لهجمات صينية من البحر

ومنذ أسابيع، تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين بسبب معلومات تفيد أنها قد تزور الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين جزءا من أراضيها. وستعتبر بكين مرور بيلوسي على الجزيرة ولو لفترة قصيرة، استفزازا.

ولا تقيم واشنطن علاقات دبلوماسية مع تايبيه وتعترف بالنظام الشيوعي في بكين كممثل وحيد للصين. لكن الولايات المتحدة تبيع أسلحة للجزيرة وتشيد بنظامها "الديمقراطي".

من جهة أخرى، قالت البحرية الأمريكية إن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس رونالد ريغن" أبحرت مع أسطولها من سنغافورة متوجهة إلى بحر الصين الجنوبي في إطار عملية مقررة. وردا على ذلك، أجرت الصين السبت تدريبات عسكرية "بالذخيرة الحية" في مضيق تايوان.

الأولى لرئيس مجلس النواب الأمريكي 

ذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية أن الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، قد تؤدي إلى "عواقب رهيبة".

وأشارت إلى أن "العواقب قد تكون رهيبة ليس فقط على العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة، بل وعلى الاستقرار في المنطقة بأسرها".

وأضافت الصحيفة أن "السلطات الصينية ستكون مستعدة للرد على الزيارة المحتملة لبيلوسي إلى الجزيرة".

ونقلت الصحيفة عن أو يونغ بينغ، مدير معهد دراسات تايوان التابع لجامعة تسينغ هوا في بكين، قوله إن "رد فعل الصين سيكون شاملا على الأصعدة العسكري والدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي".

وأوردت الصحيفة آراء الخبراء العسكريين الذين لم يستبعدوا أن الصين قد تقرر وضع عراقيل في المياه والأجواء حول تايوان لغرض إجراء تدريبات واسعة النطاق، فيما يشير الخبراء إلى أن بكين قد ترسل مقاتلات لاعتراض طائرة بيلوسي.

وتخطط رئيسة مجلس النواب الأمريكي زيارة تايوان مطلع أغسطس القادم "لعرض الدعم الأمريكي على تايوان".

وفي حال قيامها بهذه الزيارة ستكون هي الأولى لرئيس مجلس النواب الأمريكي منذ 25 عاما.

وطالبت بكين واشنطن بالتخلي عن خطط هذه الزيارة، محذرة من اتخاذها إجراءات "لمنع التدخل الخارجي".

يذكر ان نانسى بلوسى  سياسية أمريكية في الحزب الديمقراطي، تشغل حاليا منصب رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وذلك منذ يناير عام 2019. وهي أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تشغل هذا المنصب. بعد انتخابها أول مرة في الكونجرس في عام 1987، قادت الديمقراطيين في مجلس النواب منذ عام 2003، وهي أول امرأة تقود حزبًا في مجلس النواب، إذ عملت مرتين رئيسةً للأقلية الديمقراطية (2003-2007 و2011 - 2019، عندما كان الجمهوريون يتمتعون بالأغلبية)، ورئيسةً لمجلس النواب (2007-2011 و2019 حتى الوقت الحالي، خلال فترات الأغلبية الديمقراطية).

وكانت بيلوسي من المعارضين البارزين لحرب العراق وأيضًا لمحاولة إدارة بوش عام 2005 خصخصةَ الضمان الاجتماعي جزئيًا.