الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة نانسي بيلوسي لـ تايوان.. هل تتوقف أمريكا عن استفزاز الصين؟

نانسي بيلوسي
نانسي بيلوسي

يترقب العالم في الوقت الراهن، تصاعد أزمة خطيرة جراء زيارة محتملة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المحتملة إلى تايوان، الأمر الذي اعتبرته الصين "لعبًا بالنار" متوعدة بـ"رد عسكري صادم"،

وتأتي هذه الزيارة المحتملة في وقت حساس للغاية، إذ يحتفل الجيش الصيني بعيد تأسيسه في الأول من أغسطس، بينما يتوقع أن يسعى الرئيس الصيني شي جين بينج إلى فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة.

وتصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، وتعتبرها بكين جزءا من أراضيها متوعدة بضمّها بالقوة إذا لزم الأمر. وتعتبر بكين أن تايوان جزءًا من أراضيها، وتقول إنها عازمة على "استعادة السيطرة ولو بالقوّة" على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والبالغ عدد سكانها حوالى 23 مليون نسمة.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مصادر مطلعة، قولهم إن نانسي بيلوسي ستترأس وفدا برلمانيًا أمريكيًا يزور تايوان في أغسطس المقبل، بعدما ألغت زيارة في أبريل بسبب جائحة كورونا.

واعتبرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن "زيارة بيلوسي ستكون خطوة استفزازية بشكل صارخ ضد الصين، وستثير توترا أكثر خطورة من أزمة مضيق تايوان في عام 1996، وستتسبب في انتكاسة كبيرة للعلاقات الصينية الأمريكية".

ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مسؤول أمريكي أن "الصين يمكن أن ترد على الزيارة أيضا من خلال تحليق طائرات مقاتلة إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية المعلنة من جانب واحد، مما قد يؤدي إلى رد من تايوان والولايات المتحدة".

وأفادت "سي.إن.إن" نقلاً عن مصادر بأنه على الرغم من كل هذا التوتر فإن زيارة بيلوسي إلى تايوان تظل غير مؤكدة، خاصة وأن السفارة الصينية في واشنطن، ناشدت أعضاء في الكونجرس الأمريكي بإقناع بيلوسي بعدم الذهاب إلى تايوان.

ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤولين قولهم، إنهم لا يخشون كثيرًا من أن تُهاجم الصين طائرة بيلوسي، لكنهم أشاروا إلى أنها ستدخل واحدة من أكثر النقاط سخونة في العالم، حيث يمكن أن يتسبب حادث مؤسف أو خطأ أو سوء فهم في تعريض سلامتها للخطر، لذلك فإن وزارة الدفاع تضع خططاً لأي حالة طوارئ.

وأرسلت الصين طائرات حربية إلى منطقة الدفاع الجوي التي أعلنتها تايوان عدة مرات في الأشهر الأخيرة، وهو عمل لا ينتهك أي قانون دولي، ولكنه عادة ما يؤدي إلى اتخاذ تايوان إجراءات دفاعية احترازية، بما في ذلك في بعض الأحيان الدفع بطائراتها المقاتلة.

وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام أمريكية بوجود أنباء حول توجه حاملة الطائرات النووية الأمريكية رونالد ريجان إلى بحر الصين الجنوبي، مع الإشارة إلى احتمال أن تتجه إلى مضيق تايوان.

وأول أمس الخميس، قال مسؤولون أمريكيون إن وزارة الدفاع "البنتاجون" تقوم بإعداد خطط أمنية، تحسباً لأي حالة طوارئ قد تصاحب الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينج، خذّر في محادثة هاتفية نظيره الأمريكي جو بايدن، من "عدم اللعب بالنار" في شأن تايوان. ونقلت وكالة "شينخوا" عن شي جين بينج قوله إن "بكين تعارض بشدة التدخل في شؤون تايوان وستدافع بقوة عن سيادتها عليها.. نحن نعارض بشدة النزعات الانفصالية والتدخل الخارجي في شؤون تايوان.

وأكد الرئيس الصيني عزم بلاده حكومة وشعبا على حماية سيادة الدولة وسلامة أراضي بلادهم.

كما قال مسؤول أمريكي لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية إن الصين قد تفرض منطقة حظر طيران حول تايوان. ومع ذلك، لم تعلن الحكومة الصينية عن تفاصيل حول كيفية الرد.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن عدة مرات إن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا إذا هاجمت الصين تايوان، لكن البيت الأبيض تراجع عن تلك التصريحات في كل مرة.

وتحت عنوان "زيارة بيلوسي إلى تايوان ستجعل بايدن خاسرًا"، قالت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية إن الزيارة ”لا معنى لها“ مشيرةً إلى أنه لا ينبغي أن ينظر إليها على أنها استعراض للقوة، حيث وصلت العلاقات الأمريكية الصينية إلى مستوى متدن للغاية.

المجلة قالت إن الرحلة المحتملة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان قد تسببت في ضجة كبيرة في واشنطن ”مع حديث لاذع عن أن الصين قد تسقط طائرتها أو أن الزيارة قد تؤدي إلى أزمة شاملة“.
 


وأضافت: “سكب المسؤولون الأمريكيون الماء البارد على بعض المزاعم الصينية، بينما لا يزالون يعبرون عن مخاوفهم بشأن توقيت الزيارة“، مشيرة إلى أن ”الغرض الدقيق من رحلة بيلوسي – وهي معارضة قوية للحزب الشيوعي الصيني – غير واضح“.

وتابعت: ”إن وسائل الإعلام والمسؤولين الصينيين تكره بيلوسي بشدة. وسينظر إلى الزيارة على أنها فشل من جانب تشين جانج – سفير بكين لدى واشنطن – ودبلوماسيين آخرين في الولايات المتحدة“. 

وأردفت: ”تتمثل إحدى المشكلات في أن القيادة الصينية تفترض أن مثل هذه القرارات تتخذ من أعلى إلى أسفل، إذ يتحدث بايدن، مع نظيره الصيني شي جين بينج اليوم الخميس، لكن من غير المرجح أن يتمكن من إقناعه بأنه لا يستطيع منع رئيس مجلس النواب من السفر“.
 

 


-