الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علماء الآثار البولنديون يتراجعون ويعترفون بالخطأ: مومياء وارسو ليست حاملًا

صدى البلد

قام فريق علمي بولندي من مشروع مومياء وارسو مؤخرا بقيادة الأثرية كاميلا براولينسكا مديرة ومؤسسة المشروع بإعادة تقييم للمومياء المدعوة بـ"المومياء الحامل"، وأثبتوا بالدلالات العلمية، أنها ليست حاملا؛ وذلك في مقالة علمية نُشرت مؤخرًا في مجلة علوم الآثار والأنثربولوجية في عدد ٢٩ يوليو ٢٠٢٢.

وكان بعض الأعضاء في مشروع وارسو للمومياوات قد قاموا بنشر بحث في إبريل عام ٢٠٢١ في مجلة علم الآثار، يدعون فيها أن مومياء مصرية قديمة من القرن الأول الميلادي والمحفوظة في متحف وارسو الوطني تحمل جنينا بداخلها، و ادعوا أنهم اكتشفوا بذلك أول مومياء مصرية حامل، وهو ما اعترضت عليه حينها دكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب و خبيرة المومياوات في وزارة السياحة و الآثار المصرية.

هدم الفرضية البولندية 

ونشرت دكتورة سحر سليم مقالة علمية في نفس المجلة (مجلة علم الآثار) في يناير ٢٠٢٢، تؤكد أن ما ادعته الدراسة البولندية أنه جنينا ما هو إلا لفافات من مواد التحنيط، فهي مُسمطة، ولا تحمل أي عظام أو صفات تشريحية للجنين، وأنه لا يمكن أن يترك المحنطون جنينا بداخل المومياء؛ لأن ذلك لابد وأن يفسد عملية التحنيط، ولذلك لم يوجد أي سابقة لجنين بداخل مومياء مصرية قديمة مُحنطة.

 

خبرة عالمية

واهتمت الأوساط العلمية العالمية ببحث دكتورة سحر سليم، فأعقب ذلك أصوات علمية مؤيدة لها منهم البروفيسور أركاديوس سولتيسياك أستاذ ونائب عميد كلية الآثار في جامعة وارسو البولندية، والذي أقر صحة رأي دكتورة سحر سليم، وأشاد بخبرتها العالمية في مجال فحص الأجنة والمومياوات؛ وذلك في مقالة نشرها على الصفحة الرسمية لجامعة وارسو في فبراير ٢٠٢٢.

وأكد سولتيسيك أن كشف مشروع مومياوات وارسو لأول مومياء حامل غير صحيح، واصفًا الأمر برمته بأنه "محض أمنيات".

 

خطأ فرضية

وعادت كاميلا براولينسكا رئيسة ومؤسسة مشروع وارسو للمومياوات مع أعضاء آخرين لإعادة دراسة للمومياء الحامل، في دراسة نُشرت مؤخرًا في ٢٩ يوليو ٢٠٢٢م لتؤكد خطأ فرضية مومياء وارسو، وشددت أن ما اعتُقد أنه جنينا في الدراسة السابقة بواسطة بعض أعضاء المشروع ما هو إلا خطأ علمي، والسبب عدم استعانتهم بالخبراء في مجال الأشعة والآثار.

وبذلك يُصحح مشروع وارسو في هذه الدراسة الحديثة الخطأ السابق، ويؤكد زيف حمل المومياء مؤيدًا المجتمع العلمي العالمي، ومؤكدًا المصداقية العلمية لمشروع وارسو للمومياوات.