هل استخدمت أمريكا «الصاروخ السري» لقتل أيمن الظواهري؟

كان اللافت للنظر في العملية الأمريكية لقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، أن المبنى الذي يختبئ فيه بأفغانستان لا يحمل أي آثار انفجار، رغم استهدافه بصاروخين لم ينفجرا ولم يحدثا أي أضرار تذكر، كما لم يصب أحد في المنزل سوى الظواهري.

وفتحت الضربة الأمريكية الدقيقة تساؤلات حول نوع الصاروخ الذي استهدف الظواهري، حيث يعتقد أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA استخدمت "نسخة سرية" من صاروخ "هيلفاير" Hellfire R9X خلال العملية.

استهداف دون أضرار

لم تعترف وزارة الدفاع الأمريكية أو وكالة الاستخبارات رسميا باستخدام "هيلفاير" R9X، لكن تم الكشف للمرة الأولى عن هذا الصاروخ في مارس 2017، عندما استهدفت واشنطن القيادي بتنظيم القاعدة "أبو الخير المصري"، في غارة بطائرة مسيرة أثناء قيادته سيارته في سوريا.

وكشفت الصور المنشورة حينها، عن ثقب كبير بسقف السيارة، حيث تم تدمير الجزء الداخلي منها، بينما بدا الجزء الأمامي والخلفي من السيارة سليمين.

وبعدها، نفذت واشنطن هجمات عدة بطريقة مماثلة، لكن قبلها، كانت الصواريخ المعروفة من طراز "هيلفاير" التي تطلقها الطائرات المسيرة أو المروحيات، معروفة بشدة انفجاراتها، التي غالبا ما تسبب أضرارا جانبية.

ويعتقد أن الولايات المتحدة طورت نسخة سرية من صاروخ R9X مزودة بـ6 شفرات، وتمزق الهدف دون أن تنفجر.

أمريكا تحذر من هجمات انتقامية ردا على قتل أيمن الظواهري

سيد التنكر.. نسمة هواء أوقعت الظواهري بعد عقود من لعبة القط والفأر

يطلق على الصاروخ الغامض اسم "فلاينج جينسو"، نسبة إلى إعلان تلفزيوني شهير في الثمانينيات، عن سكاكين المطبخ التي تحمل علامة "جينسو" التجارية، التي تقطع علب الصلب والألومنيوم بشكل حاد.

ويشير البعض إلى الصاروخ باسم "قنبلة النينجا"، حيث بات السلاح المفضل لدى الأمريكيين لاغتيال قادة الجماعات الإرهابية في سوريا، في محاولة لتفادي وقوع إصابات بين المدنيين، ومن المرجح أن هذا ما حدث في عملية قتل أيمن الظواهري في كابول.

مقتل الظواهري

أكد مسؤول أمريكي رفيع في إدارة الرئيس جو بايدن، أن الظواهري كان في شرفة منزله وسط العاصمة الأفغانية كابول، عندما استُهدف بصاروخين من طراز "هيلفاير" صباح يوم 31 يوليو.

وأشار إلى أن عائلة زعيم تنظيم القاعدة كانوا موجودين بالمنزل، لكن "لم يتم قصفهم عمدا.. ولم يتضرر أحد منهم".

وأظهرت اللقطات المنشورة من مكان عملية قتل الظواهري، تضرر النوافذ في طابق واحد، بينما ظل باقي المبنى دون أي أضرار.

كما لفت المسؤول الأمريكي إلى أن الظواهري كان مختبئا منذ سنوات، وأن عملية تحديد مكانه وقتله نتيجة "عمل دقيق ودؤوب" لأجهزة مكافحة الإرهاب والاستخبارات، حسب وكالة "رويترز".

وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن بلاده ليس لديها تأكيد من خلال تحليل الحمض النووي لمقتل أيمن الظواهري، لكنها تأكدت من هويته من خلال مصادر أخرى.

وتابع كيربي في تصريحات لشبكة فوكس نيوز "ليس لدينا تأكيد من خلال تحليل الحمض النووي.. ولن نحصل على هذا التأكيد.. لسنا بحاجة إلى ذلك"، لكنه أضاف "لأدينا تأكيد بالمشاهد وتأكيدات من مصادر أخرى"، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة لا يزال يحتفظ بوجود صغير في أفغانستان.