الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قيادي بالوفد: الوحدة الوطنية حظيت باهتمام بالغ من الدولة المصرية على مر العصور

محمد الكردي القيادي
محمد الكردي القيادي بحزب الوفد

أكد محمد الكردي مرشح مجلس الشيوخ السابق عن حزب الوفد محافظة الجيزة، أن قضية الوحدة الوطنية من القضايا التي حظيت باهتمام بالغ من جانب الدولة المصرية على مر العصور نظراً لعظيم أثرها على الأمن القومي للبلاد، وأثبت التاريخ أن الوحدة الوطنية كانت من أهم ركائز بناء وتقدم مصر قبل وبعد  الفتح الإسلامي.

وأضاف الكردي، في مداخلة هاتفية لقناة الحدث اليوم، أن التاريخ ذكر لنا صوراً جلية وواضحة من صور التسامح والحفاظ على الوحدة الوطنية في بداية الفتح الاسلامي  حين علم عمرو بن العاص رضي الله عنه بخروج الأسقف بنيامين هرباً من عنف الرومان وظلمهم فأرسل من ينادي عليه ويدعوه إلى المجيء آمناً من أجل إدارة شئون أهل ملته، فجاء وتولى  أمور إخوانه وأتباعه في أمن وسلام .

وأضاف الكردي، أن عصر الدولة المصرية الحديثة كان من أزهي عصور الوحدة الوطنية بفضل  مؤسسها محمد علي باشا الذي رأى أن مصر الحديثة لن تنجح إلا بمسلميها ومسيحييها معاً، وبالفعل استطاع كلاهما أن يقدم للوطن أفضل ما لديهما، وأدى ذلك إلى ازدهار سريع وطفرات إقتصادية وعلمية وعسكرية بالغة الأثر، وعادت مصر لمكانتها الحضارية مثلما كانت في ماضيها وعصورها الذهبية من حيث النهضة والتقدم والرخاء الاقتصادي .

وتابع محمد الكردي: جاءت ثورة 1919 حتى جسدت ملحمة وطنية جديدة  من ملاحم النضال والوحدة الوطنية كان شعارها الأساسي "عاش الهلال مع الصليب " ، ثم جاءت حرب الكرامة في   6  أكتوبر 1973 ليسجل التاريخ أروع الملاحم بين المسلمين والمسيحيين سعياً لتحرير الأرض والحفاظ على العرض، فكانت وحدة سُطرت حروفها بالدماء الطاهرة وشهداء نصرة الحق ورد الظلم والعدوان من أجل والدفاع و تحرير أرض الوطن .

وأكمل محمد الكردي، أنه في عهد الرئيس الأسبق مبارك تقرر اعتبار يوم ٧ يناير وهو يوم مولد السيد المسيح أجازة رسمية لمسيحيى مصر ومسلميها، ثم جاءت مظاهرات 25  يناير 2011  لتجسد مرة أخرى مظاهر التلاحم الوطني والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين حيث كان من أهم ملامحها أن  الأقباط هم من كانوا يقومون بحماية المسلمين أثناء الصلاة في ميدان التحرير.

وأوضح أنه في أحداث ثورة 30  يونيو اتخذت ملامح الوحدة بين عنصرى الأمة طابعاً خاصاً وأعادت للأذهان ذكريات الوحدة الوطنية لثورة ١٩١٩ ، فقد خرج إمام المسجد وبجواره القسيس ليقولا (لا لحكم الجماعة الإرهابية)، حتى  نجحت الثورة بفضل التلاحم ومشاعر الوحدة الوطنية، وحاولت شراذم وأعوان الخونة أعضاء الجماعات الإرهابية معاقبة الأقباط بإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين بحرق بعض الكنائس في الصعيد وأماكن أخرى، ولكن تصدى المسلمون للدفاع عن إخوانهم المسيحيين وحماية ممتلكاتهم من بطش الجماعات الإرهابية، وكان للجيش المصري العظيم دور كبير في ترميم الكنائس  .

ولفت إلى أنه بمجيء الرئيس عبدالفتاح السيسي، سجل التاريخ مرحلة جديدة من مراحل الوحدة والتلاحم الوطنى، باعتباره أول رئيس مصري يسعى للحضور والمشاركة فى أعياد الميلاد المجيد بالكاتدرائية الأرثوذكسية  ليؤكد  للجميع أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي فكلاهما مصري ولا فرق بينهما كما نص الدستور .

واكمل: شهدت سنوات حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي بعض محاولات إثارة الفتنة الطائفية سواءً من داخل أو خارج مصر ولكن سرعة تصدي الرئيس السيسي لتلك المحاولات الفاشلة كانت كلمة السر للقضاء عليها، فعندما أعدمت  جماعة داعش الإرهابية مجموعة من الأقباط العاملين بدولة ليبيا ظلماً وغدراً أصدر الرئيس السيسي أوامره للقوات المسلحة بأخد الثأر لشهداء الوطن خلال ٢٤ ساعة، وبالفعل قامت القوات الجوية المصرية بتدمير مواقع ومعسكرات  تنظيم داعش بالمنطقة الشرقية بليبيا،  وأكد الرئيس أن حق المصريين لا يضيع هدراً .

وأضاف أنه دوماً تثبت مصر أن مسلميها ومسيحييها يعيشون فى تآخٍ حقيقي،  في ظل مجتمع  آمن لا عنصرية فيه ولا طائفية، تجمعهم وحدة وطنية راسخة القواعد، وهيهات أن  يستطيع أيا ما كان أن يفرق بين المسلم والمسيحي، لافتا: لذا، وجب علينا جميعا أن نحمي الوحدة الوطنية من أي محاولة تهدف إلى إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد .

وأنهى: رسالتي إلى كل متعصب يحاول أن يثير الفتنة، اعلم إنك لا تخدم قومك ولا وطنك بل العكس هو الصحيح، فأنت تخدم أعداء الوطن الذين يتربصون به ويسعون إلى إشعال الفتنة لكي تسقط مصر في أيديهم، وعلى الجميع أن يعلم أننا  جميعاً ركاب في سفينة واحدة، وسكان في وطن واحد وجسد واحد، فلنرفع جميعاً شعار "الدين لله والوطن للجميع " ، ولنكرر ما قاله أسلافنا من قبل، وعاش الهلال مع الصليب.