الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فادي زويل عن «رحلاتي مع أوبر»: قصص حقيقية وثقت بها اختلاف الشعوب|حوار

الكاتب فادي زويل
الكاتب فادي زويل

اثنتان وعشرون دولة زارها المهندس والكاتب المصري فادي زويل، بسبب دواعي عمله، انتقل من بلد إلى آخر، تارة يسافر بواسطة الطائرة وأخرى بواسطة قطار أو سيارة، زار العديد من المدن، ورغم التفكير المستمر في العمل إلا أنه أبصر جانبا مميزا في رحلاته وهو أحاديث قائد السيارة المستمرة، والتي دونها وتم نشرها تحت عنوان «رحلاتي مع أوبر» الصادر عن الدار المصرية اللبنانية.

22 قصة من حول العالم

يروي الكاتب المصري فادي زويل لـ «صدى البلد» كواليس كتابه، الذي يضم 22 قصة من رحلاته حول العالم، تدور جميعها مع سائقي سيارات أوبر ولكن باختلاف جنسياتهم، كل بطل قصة ذو خلفية ثقافية واجتماعية لا تتشابه مع غيرها وكأنه يمثل دولة بأكملها في سيارته الصغيرة.

رحلاته حول العالم لما يقرب من 30 دولة، كانت دافعا لإطلاعه على كل الثقافات معرفا نفسه بأنه مصري ويستكمل الحديث، ومن هنا يلاحظ ردود الأفعال.

ويقول: “في هذا الكتاب 22 قصة من رحلاتي حول العالم تدور جميعها مع سائقي أوبر منهم الغني والفقير، المثقف والسطحي، المتواضع والعنصري، المهاجر والمواطن، تعلمت منها الكثير وتأثرت بها في حياتي لما فيها من دروس قيمة وعبر”.

ويتابع أنه دوّن كل هذه الأحاديث لدراسة الفرق بين البلاد وتأثيرها في تجربة كل شخص، ولم يعلم كيف يستخدمها، حتى قرر نشرها وكان من المقرر إصداره في عام 2020 ولكن تأجل بسبب تداعيات فيروس كوفيد-19.

دروس سائقي أوبر

على حد وصف المهندس المصري خريج قسم الحاسب الآلي جامعة الإسكندرية، فإن هذه الأحاديث مع سائقي سيارات أوبر اعتبرها دروسا، وعند سؤاله “لماذا سائقو سيارات أوبر بالتحديد”، أوضح أن أغلبهم متعلمون بدرجة أعلى من المتوسط، كذلك لهم خلفيات ثقافية بعكس سائقي سيارات التاكسي.

يستكمل فادي زويل، مهندس مصري تخرج في قسم الحاسب الآلي بجامعة الإسكندرية وحاصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة تكساس، ولدواعي العمل زار فادي ما يقرب من 30 دولة، حتى استقر في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من 10 أعوام.

استغرقت رحلاته حوالي ثلاثة أعوام، منذ عام 2017 حتى عام 2020، بمعدل سفر شهري، وأحيانا ثلاث مرات شهريا، تتنوع الرحلات ما بين داخلية في الولايات المتحدة حيث يعيش، أو في دولة أخرى.

معاناة المهاجرين

كانت سيارات “أوبر” هي وسيلتها المعتادة في التنقل خلال هذه الفترة، لم يبدأ في كتابة أحاديثه مع سائقي أوبر حتى التقى بسائق أفريقي في مدينة سياتل الأمريكية، وكانت بداية الحديث تعبيره عن حبه للمصريين، على حد وصفه اعتبر المصري القديم رمزا لسمو الجنس الإفريقي.

واستكمل السائق الأفريقي حديثه، وجد فيها زويل قصة مفيدة لمن يسمعها، وقرر كتابتها حتى لا ينساها ليقصها على بناته، إذ وجد فيها مثالا لمعاناة المهاجرين، واعتاد هذه الطريقة لكتابة كل القصص المؤثرة خلال رحلاته.

أدب الرحلات

بعد كتابة القصص ذات الأحداث المثيرة، فكر في نشرها في كتاب يندرج تحت تصنيف أدب الرحلات، وبدأ استكمال أحاديثه مع سائقي سيارات أوبر لمعرفة تفاصيل جديدة عنهم، ربما تكون شخصية أو تتضمن قصة مؤثرة أو عبرة، يوضح: “في كثير من الأحيان تكون الأحاديث سطحية”.

رحلات حول العالم

واحدة من تجاربه في ألمانيا، كانت صمت سائقي سيارات أوبر، رحلات كاملة لا ينطق فيه سائق بكلمة واحدة حتى وإن حاول زويل الحديث معه، ويتابع: “عندما طلبت أوبر في ميونخ، جاءتني سيارة فخمة مرسيدس E300 موديل السنة ولم أدفع سوى مبلغ ضئيل أجرة! سألت السائق: هل تحقق أوبر أي ربح في ألمانيا؟".

وفي الولايات المتحدة سأله سائق: “هل تسمح إن سألت من أين أنت؟
مصر
لم أتوقع ذلك، هل أنت مصري مسلم أم  قبطي(استخدم اللفظ قبطي وليس مسيحي) ؟
أصابتني الصدمة من السؤال و عجز لساني عن الرد لبضعة ثوان وأخيراً قلت: سؤالك غريب ما الذي دفعك لأن تسأل مثل هذا السؤال؟
معذرة ؛ لقد عشت في نيوجرسي سيتي لبضع سنوات واختلطت ببعض المصريين، هناك أحياء يسكنها المصريون من الديانة المسلمة وأحياء أخرى يسكنها ذوو الديانة المسيحية الأرثوذكسية.

قلت له وعلى وجهي علامات الدهشة: أنا آسف ولكني أستغرب كلامك، حيث اعتدت أن أعيش في مصر. لم يكن هناك أحياء مختلفة لكلتا الديانتين، في منزل والدي حيث قضيت طفولتي كان المنزل يحتوي الجيران مسلمين ومسيحيين وكنت كطفل لي أصدقاء من كلتا الديانتين، وكمسلم لم أكن أنفر من أي من الأصدقاء أو الجيران المسيحيين.

إني أُصدقك، فقد رأيت مثل هذا النموذج في جنسيات مختلفة، ظروف بلادهم الأصلية تجبرهم على التعامل مع بعضهم البعض، ولكن عندما يأتون هنا لأمريكا تبدأ هذه الأطياف في خلق تكتلات اقتصادية وسكانية متباعدة مثل الجالية الهندية فـالسيخ والهندوس لهم مجتمعاتهم المنفصلة، كذلك اليهود الاشكناز والسفارديم ينتشرون خاصة في ولاية نوارك ونيويورك كل منهم يتواجد في أماكن معينة”.