الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليس انضماما فعليا.. ماذا يعني تصديق جو بايدن لدخول فنلندا والسويد الناتو؟

جو بايدن يصدق على
جو بايدن يصدق على انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو

تتزايد التوترات بين الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبين روسيا، خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية التي كانت الفيصل والكلمة الهامة في العلاقات بين الجانبين.

وعلى خلفية هذه التوترات صادق الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو الحلف العسكري الأقوى في العالم والذي تقوده الولايات المتحدة والدول الأوروبية للتصدي لروسيا منذ أيام الاتحاد السوفيتي.

موافقة أمريكية لدخول فنلندا والسويد الناتو

ويحمل قرار بايدن بالتصديق على انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو رسالة عداء مباشرة لروسيا، خاصة أن فنلندا تعتبر من الدول ذات الحدود الكبيرة مع روسيا، وذلك يعني بالنسبة لموسكو خطرا على أمنها القومي واستقرارها، لذلك ينظر العالم بقلق علي هذه الخطوة من الرئيس الأمريكي وينتظر الرد الروسي التي حذرت من قبل من انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو.

وقبل المصادقة، قال بايدن لوسائل الإعلام: "عندما انتهكت روسيا بوتن السلام والأمن في أوروبا، عندما يتحدى المستبدون أسس نظام قائم على القواعد، فإن قوة التحالف الأطلسي والتزام أميركا بحلف شمال الأطلسي يصبحان أكثر أهمية من أي وقت مضى"، لافتا أن الناتو تحالف لا غنى عنه لعالم اليوم وعالم الغد.

كان قد وقع أعضاء حلف شمال الأطلسي بروتوكول الانضمام من أجلهما الشهر الماضي، مما يسمح لهما بدخول التحالف المسلح نوويا، الذي تقوده الولايات المتحدة، بمجرد تصديق الدول الأعضاء على القرار.

ويتعين أن تصادق برلمانات جميع الدول الأعضاء في الحلف على الانضمام قبل أن تحظى فنلندا والسويد بالحماية بموجب بند الدفاع، الذي ينص على أن الهجوم على دولة واحدة بالتحالف هو هجوم على جميع الأعضاء.

وسبق للرئيس الأميركي أن قال إن السويد وفنلندا "ديمقراطيتان قويتان بجيوش ذات قدرة عالية، في أكبر تحالف دفاعي في التاريخ"، مضيفا أن انضمامهما "سيعزز الأمن الجماعي لحلف الناتو ويعمق الشراكة عبر الأطلسي".

ليس انضمام فعلي

ومن جانبه، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إن مصادقة الرئيس الأمريكي جو بايدن على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، يأتي لتعزيز في الجبهة الشرقية للناتو في مواجهة روسيا، إلا أنه مازال هناك وقت أمام عملية الانضمام رسميا.

وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك عدة دول لم تصادق على انضمام الدولتين بصفة رسمية إلى جانب وجود بعض الإجراءات التي تأخذ الكثير من الوقت يعني أن الامر قد يستغرق شهورا وربما أكثر حال تعنتت إحدى الدول الأعضاء. 

وذكر أن انضمام فنلندا والسويد للناتو سيغيّر أمن مناطق شمال وشرق أوروبا والبلطيق، إذ يسمح لحلف الناتو بالتخطيط لدفاع كامل وموحد ضد أي مغامرة روسية محتملة ويقلل بشكل كبير من قدرة روسيا للهجوم.

وأشار إبراهيم إلى أن الناتو يعتبر روسيا تمثل تهديدا مباشرا للنظام الدولي، وخاصة دول حلف شمال الأطلسي، ما يؤكد أن الحرب مستمرة وأن أوكرانيا هي مسرح العمليات أو الملعب التي تلعب عليه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها مع روسيا وحلفائها مباريات الصراع على النفوذ الدولي.

تصاعد منحي الصراع

وأوضح أن التحول الكبير في سياسات الحياد العسكري التي انتهجها البلدان على مدى عقود، ينذر بتصاعد منحى الصراع بين روسيا وحلفائها من جهة وبين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، ما قد يصل بالأحداث إلى حرب عالمية ثالثة، حال ما قررت موسكو اتخاذ إجراءات عسكري ضد فنلندا إذا وضعت قوات وأسلحة تابعة للحلف على الحدود المشتركة بينهما.

ولفت إلى أن روسيا تعتبر  انضمام فنلندا السويد حلف الناتو، تهديد مباشر لأمنها القومي ومجالها الحيوي، ويسبب لها خسائر كبيرة على المستوى الجيوسياسي، وجعل العاصمة موسكو في مرمى أسلحة حلف شمال الأطلسي، ما قد يخلق أزمة مماثلة للأزمة الأوكرانية ويزداد حالة التوتر، ويخلق حالة الصراع الطويل تكون فيه كل الخيارات والاحتمالات مرشحة للحدوث سواء بتوسع المعارك لتكون حرب عالمية ثالثة، أو اللجوء إلى الأسلحة النووية في حدود تحقيق الأهداف.

رد الفعل الروسي

وتوقع الباحث في الشؤون الدولية، أن تلجأ موسكو لبعض الإجراءات المسبقة والتي منها قطع الغاز والكهرباء عن فنلندا، مع اتخاذ إجراءات تقنية عقابية آنية في شكل عقوبات اقتصادية وشن هجوما سيبرانيا ضد الدولتين، خاصة وأن خطوة الانضمام قد تفتح الباب أمام دول أخرى مثل مولدوفا الدولة المجاورة لأوكرانيا.

كما توقع أن تعمل روسيا على تعزيز حدودها، من خلال نشر المزيد من الصواريخ والأسلحة النووية، وتشكيل بعض وحدات عسكرية جديدة، خاصة وأن هناك حدود مشتركة مع فنلندا بأطوال نحو ١٣٠٠ كيلو متر، وجزيرة "غوتلاند" السويدية في بحر البلطيق، وهذا له تداعيات أيضا على ساحة الصراع المستقبلية في القطب الشمالي.

وحذر إبراهيم من توسع نطاق الحرب بسبب، انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي الذي يعتقد أن روسيا ليست لديها القوات الكافية أو المزيد من الصواريخ التي يمكن إرسالها إلى مناطق الصراع الجديدة وخاصة على حدودها.