EN 
مخاطر المهنة ومصاعبها التى قد تكون فيها نهاية حياة بفك ثعبان سام، لم تمنع 4 أشقاء من استكمال رسالة والدهم، الذى عاش طوال عمره فى مهنة استخراج الثعابين وإنقاذ الأهالى من مخاطر الأفاعي والحشرات السامة بمحافظة قنا والمناطق المحيطة بها.
الأشقاء الأربعة يعتبرون اصطياد الثعابين وتخليص الأهالى من شرورها، بمثابة مهمة إنسانية فى المقام الأول، رغم الوقت الذى يستغرقه ترويض واصطياد ثعبان مشاكس، والذى قد يمتد لساعات طويلة، خاصة الأنواع السامة، حيث تولوا مهمة اصطياد الثعابين منذ 24 عاماً بعد وفاة والدهم.
رحلة التعامل مع الثعابين والعقارب، لا تمر دون إصابة أو لدغة سامة كل فترة، فقد تعرض بعض الأشقاء للدغات من ثعابين، لكن التعامل السريع والاحترافى مع اللدغة، ساهم فى الشفاء منها بشكل سريع.
حصلنا على القسم من الطريقة الرفاعية بسوهاج
قال محمد إبراهيم، 35 عامًا: “توارثت مع أشقائى مهنة اصطياد الثعابين والحشرات السامة، من والدنا الذى رحل عن الدنيا منذ 24 عاماً، وتركنا نواصل العمل فى هذه المهنة الخطرة، لكننا تعودنا عليها ولم تعد ترهبنا ألاعيب الأفاعي أو سموم العقارب، فقد تعلمنا خلال هذه السنوات كيفية التعامل باحترافية مع هذه الكائنات القاتلة، حتى نحمى أنفسنا ونحمى الآخرين من شرورها”.
وأضاف إبراهيم أن ترويض واصطياد الثعابين لا يعتمد على المهارات فى التعامل مع الثعابين فحسب، لكن قبل ذلك لا بد من الحصول على القسم من شيخ الطريقة الرفاعية بمحافظة سوهاج، فهو الطريقة الوحيدة لترويض الثعابين والتعامل معهم دون خوف من سمومهم أو لدغاتهم المميتة.
عملت فى صيد الثعابين وعمرى 17 عاماً
واستطرد: “عملت فى هذه المهنة وعمرى 17 عاماً، ولم ألتحق بالتعليم، لذلك كل وقتى أقضيه فى صيد الثعابين، وأعتبرها ثوابا وأجرا عظيما لأننا نساهم فى إنقاذ الناس من مخاطر الثعابين والعقارب التى قد تقضى على حياتهم فى لحظات بسبب السم القاتل الذى تحويه الحشرات داخل أحشائها”.
وأوضح أن "الحصول على القسم من الطريقة الرفاعية يستغرق حوالى 40 يومًا، بعدها يمكن لصائد الثعابين" الحاوى" التعامل مع الثعابين والعقارب دون خوف، بمجرد تلاوة القسم، والذى يفرض علينا ألا نؤذى ما نصطاده من ثعابين، وكل ما نملك أن نفعله هو خلع الأسنان المتصلة بعرق السم وعددها اثنان، ثم نضعه فى إناء ماء، وبعدها نضع الثعابين فى " قروية" مجهزة لهذا الغرض.
طريقتان فقط للتخلص من الثعابين
فيما قال أحمد إبراهيم: “بعد اصطياد الثعابين، هناك طريقتان للتخلص منها، إما إلقاؤها فى منطقة جبلية بعيدة، أو تسليمها لشيخ الطريقة الرفاعية بسوهاج، حيث يتم استخدامها فى أغراض بحثية أو طبية، من أبرزها استخراج السم للعلاج من لدغات العقارب والثعابين، ولا يمكن أن يظل الثعبان معنا فوق 40 يوما”.
وأضاف أن عدد العاملين فى هذه المهنة فى تناقص مستمر، فعددهم حالياً لا يتجاوز عشرة أشخاص على مستوى المحافظة، نظراً للمخاطر التى يجلبها العمل فى هذه المهنة، لافتاً إلى أنه تعامل حتى الآن مع حوالى 100 نوع من الثعابين بمحافظة قنا، من أكثرها انتشار الكوبرا التى يتراوح طولها بين مترين ومترين ونصف المتر، والطريشة التى تتميز بلونين فقط الأصفر أو الأبيض.
مصر بها 366 نوعا من الثعابين
و أوضح أن مصر بها 366 نوعا من الثعابين، وتتفاوت كمية السم من نوع لآخر، فالعقارب تحوى 60 مللى سم، فيما تحوى الثعابين 260 مللى سُم، أما الطريشة 360 مللى، وتنتشر الأفاعى دائمًا فى المناطق الصحراوية وكرم النخيل والعنب أو المناطق المهجورة، أما أكثر الأماكن التى تنتشر بها الثعابين فى قنا فهى منطقتا الحميدات بمدينة قنا والقلعة بمركز قفط.
الثعابين
