الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء يكشفون كيفية تنمية المعلم مهنياً في ظل استراتيجيات التعلم الإلكتروني.. وأهم أسس سياسة تدريب المدرسين

معلم
معلم

خبراء التعليم:

كيفية تنمية المعلم مهنياً في ظل استراتيجيات التعلم الالكتروني

هناك مبادئ وأسس يجب أن تقوم عليها سياسة تدريب المعلمين

تطوير المناهج الدراسية ضرورة أساسية تعزز التخطيط لمستقبل أفضل

كيف يمكن الوصول لدرجة الرضا عن مستوى تأهيل وتدريب طلاب كليات التربية

تشهد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، حراكًا كبيرا خلال السنوات الماضية لتغيير طرق ومناهج التدريس، في مختلف المراحل العمرية، وخلال تلك الفترة واجهت الوزارة العديد من المشكلات، التي عملت علي حلها وكانت أبرزها العجز في عدد المعلمين.

أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن دور المعلم تغير بسبب التغييرات التربوية الجديدة التي تفرضها التطورات السريعة وثورة الاتصالات والمعلوماتية والتقدم العلمي والتطور التقني وظهور عدد من النظريات التربوية الجديدة التي تجعل من المتعلم محوراً للعملية التعليمية والمعلم مرشد وموجه ذو أهمية فائقة، وأدواره تتعدد بحسب ما تضيفه المستحدثات التربوية التي تعد مرآة عاكسة للتغيرات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية التي يفرزها النظام العالمي الجديد باعتبار أن النظام المحلي جزء من النظام العالمي . 

وأوضح أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن تلك التغييرات حصلت نتيجة نهضة علمية وثورة تقنية ارتبطتا مع بعضهما البعض، ونتيجة لتتابع الاكتشافات، وتطور طرق تحويلها لإنجازات يمكن استخدامها في واقعنا المعاصر.

ولفت الدكتور حسن شحاتة، إلى تكنولوجيا المعلومات لا تعنى التقليل من أهمية المعلم، أو الاستغناء عنه كما يتصور البعض بل تعنى في الحقيقة إضافة جانباً جديداً في دوره، ولابد لهذا الجانب أن يختلف باختلاف مهمة التربية، من تحصيل المعرفة إلى تنمية المهارات الأساسية، وإكساب الطالب القدرة على أن يتعلم ذاتياً .

وأشار أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، إلى إن التعليم الحديث يلعب دورا مهما في الرفع من جودة التعليم، وإنجاح العملية التعليمية هدف من هذه الدراسة الي تحقيق استخدام التكنولوجيا الرقمية كاداه ووسيله لترقية عملية التعليم في مؤسساتنا على اختلاف مراحلها.

وقال الخبير التربوي، إن قيام المعلم بدوره في توظيف تقنية المعلومات في التعليم تتيح له التغلب على مشكلة جمود المحتوى الدراسي وعرض مادته التعليمية بصورة أكثر فاعلية كما أن توظيف تقنيات المعلومات من جانب المعلم يوفر خدمات تعليمية أفضل، ويتيح له وقتاً أطول لتوجيه طلابه واكتشاف مواهبهم ، والتعرف على نقاط ضعفهم.

وتابع الدكتور حسن: "كما سيعمل على تنمية المهارات الذهنية لدى الطلاب، ويزيد من قدرتهم على التفكير المنهجي ويحثهم على التفكير المجرد ويجعلهم أكثر إدراكاً للكيفية التي يفكرون بها ويتعلمون من خلالها".

وأعلن أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أهم جوانب الدور التي يقوم المعلم بأدائها في ظل التقدم العلمي هو العناية بتعليم الطلاب كيف يفكرون وأن يدربهم على أساليب التفكير واكتساب مهاراته حتى يستطيعوا أن يشقوا طريقهم بنجاح فيعلمهم أنماط التفكير السليم من خلال إعادة النظر في طرق التدريس التي يتبعها والاهتمام باستخدام أدوات التفكير الأساسي وتعلم نماذج حل المشكلات ومواجهة التحديات التي يفرزها الواقع والتعامل مع المشكلات الحقيقة.

واختتم حديثة ببعض النصائح إلى المعلمين، قائلا: يجب على المعلم أن يعمل كباحث وأن يكون ذا صلة مستمرة ومتجددة مع كل جديد في مجال تخصصه، وفي طرق تدريسه، وما يطرأ على مجتمعه من مستجدات، وأن يظل طالباً للعلم ما استطاع، مطلعاً على كل ما يدور في مجتمعه المحلي والإقليمي والعالمي من مستحدثات، حتى يستطيع أن يلبي حاجات طلابه من استفساراتهم المختلفة، ويمد لهم يد العون فيما يغمض عليهم ويأخذ بيدهم إلى نور العلم والمعرفة، وأن يصبح المعلم نموذجاً في غزارة علمه.

ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن المعلم يعد الركن الأساسي في العملية التعليمية ولا يمكن إحداث أي تغيير أو تطوير في العملية التعليمية إلا بتطوير المعلم، ومن هنا يعد تطوير المعلم من جميع الجوانب الخطوة الأساسية إذا أردنا النجاح للتعلم الإلكتروني بنجاح، وهو ما يسمي بالتنمية المهنية للمعلم .

وقال استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، لـ "صدى البلد"، إن نطاق التحدي كبير، بينما الحل يكمن في زيادة مهارات القوى العاملة وإعادة تدريبها لضمان عدم فقدانها الوظائف، التي ستظل متوفرة بتطور تكنولوجي، ومسؤولية الحكومات اليوم تتمثل بضمان توفر قوى عاملة تقنية ماهرة لمواكبة أي تغير يحدث في فضاء التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وتابع الخبير التربوي: "نحن امام لحظة محورية للنهوض بقطاع التعليم، وجعله اكثر ملاءمة للأطفال والشباب في مصر في ظل الظروف السائدة، وما يحتاجه طلابنا وهو نظام تعليمي حديث قادر على امتلاك المهارات الضرورية التي يحتاج إليها سوق العمل، ومضافرة الجهود والعمل بقلب واحد وبعزيمة وإرادة سياسية قوية لتنفيذ الخطة الشاملة للتعليم قبل الجامعي والتعليم العالي".

وأوضح استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن التدريب أثناء الدراسة يرتبط بمفهوم التربية المستمرة أو التعليم مدى الحياة، ومن الأهداف العامة للتدريب أثناء الدراسة:

  • الاهتمام بالمجتمع وثقافته ومشكلاته ودراستها دراسة واعية وتحليل أهدافه تحليلاً عميقاً
  • الاهتمام بالعلوم والتفكير العلمي والبحث التجريبي .
  • الاهتمام بالنواحي العلمية وتفهم قيمة التعليم المهنية .
  • الاهتمام بمشكلات الوطن العربي الأساسية والاقتصادية والاجتماعية .
  • التأكيد على كل ما من شأنه إعداد مواطنين منتجين .
  • تحفيز المعلمين على النمو المهني المستمر .
  • التفهم العميق للعملية التربوية وطبيعة عملية التعلم .
  • الأخذ بعمليات النقد البناء وإتقان عمليات التقييم .
  • تقدير العلاقات الاجتماعية والعمل مع الجماعات .

المبادئ والأسس التي تقوم عليها سياسة تدريب المعلمين

من المبادئ والأسس التي تقوم عليها سياسة تدريب المعلمين :-

  • أن يكون تدريب المعلم بعد تخرجه تدريباً مستمراً .
  • أن يتناول التدريب الكفاية للجوانب العلمية التطبيقية .
  • أن يخطط محتوى البرنامج التدريبي ، وتحدد طريقته على ضوء تحديد مستويات الكفاية المطلوبة .

ومن جانب اخر أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن التحول الرقمي من أولويات الفترة الراهنة في قطاع التعليم وظهر ذلك في تطوير المناهج الدراسية ليصبح التحول الرقمي ضرورة أساسية ومتطلبًا رئيسيًا يهدف إلى التخلص من الطرق والقيود التقليدية القديمة، حيث يعتمد على استخدام أحدث الوسائل التي ظهرت مع تطور التكنولوجيا والدقة في الإدارة وإنجاز العمل المطلوب وتوفير التأمين والأمن اللازم للمعلومات وتقديم الخدمات بطرق جديدة ومبتكرة وتعزيز القدرة على التخطيط لمستقبل أفضل.

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في التعليم والتعلم له أهمية كبيرة في تطوير العملية التعليمية في المدارس والجامعات، لأنه يزيد من التفاعل بين الطلاب في تبادل المعلومات والحصول عليها بسهولة دون الحاجة للتواجد في نفس المكان كما كان الحال في الطريقة التقليدية في التعليم منذ سنوات.

وأضافت الخبيرة التربوية، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التطوير التكنولوجي بالمرحلة الثانوية وما تم بذله من مجهودات خلال الأعوام السابقة يعد دلالة على قدرة الوزارة بكوادرها على الاستمرار في تطوير التعليم وصولًا إلى العدالة والمساواة لجميع الطلاب في العملية التعليمية.

وتابعت الدكتورة سامية خضر: ونتيجة للتقدم الحاصل في التكنولوجيا الرقمية الحديثة، تأثرت بها مناهج التعليم بشكل عام، فالطالب يميل بطبعه نحو الجديد والمتجدد وغير المألوف، فالتقنية تمتاز بكونها جذابة وممتعة ومسلية ومشوقة، وتستجيب لمقتضيات حياتنا وتلبي حاجاتنا المعاصرة، وهي نتاج جهد مختصين، صمموها بقوالب تناسب مختلف الأعمار والاتجاهات والميول، ومن هنا لا يمكن تصور بقاء التعليم بعيداً عن تلك العوامل التي أصبحت تتحكم في كل تصرفاتنا، ورؤيتنا للأمور وقراراتنا التي نتخذها.

وقالت وسائل التكنولوجيا الحديثة في التعليم والتعلم، سهلت عملية التواصل بين الطلاب أنفسهم من جهة وبين المعلم من جهة أخرى وهناك العديد من الوسائل التكنولوجيا التي استخدمت في دمج التكنولوجيا في التعليم ابتداءً من استخدام الحواسيب الشخصية، اللاب توب، الهواتف الذكية، شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وغيرها من التقنيات الحديثة.

وطالبت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، بضرورة اتخاذ الإجراء الأفضل في ضوء دراسة الظروف والمتغيرات المحيطة بنا، ومراعاتها قبل اتخاذ القرار المناسب حول الطريقة والأسلوب الأمثل في استخدامها.

واختتمت الخبير التربوية، بأن التحول الرقمي في عملية التعليم عملية التخلص من الطرق والقيود التقليدية القديمة المعتمدة في عملية التدريس، واستبدال هذه الطريقة بأسلوب حديث يعتمد على استخدام أحدث الصور والوسائل التي ظهرت مع تطور التكنولوجيا، والتي تفتح للطالب آفاقًا جديدة للتفكير، والخضوع للتجربة والتعلم عن بعد.