الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العواطف والتوتر والربو

د مجدي بدران
د مجدي بدران

تتدفق العواطف عبر أجسادنا طوال الوقت ، وتنظم كل شيء ، بما في ذلك أفكارنا. العواطف جزء منا. تنتشر المشاعر بين الناس مثل الفيروس ، حتى لو لم ننتبه للعواطف . نحن نرسل ونلتقط الرسائل العاطفية. العدوى العاطفية تحدث حتى على وسائل التواصل الاجتماعي.

العواطف لا تسبب الربو ، ولكن إذا كان الشخص يعاني من الربو ، يمكن أن  تعجل الضغوط النفسية بأزمات الربو. هناك أشخاص لا يصابون بأزمات الربو إلا مع فرحهم الشديد، أو ضحكهم ،أو حزنهم.

الإجهاد يمكن أن يضعف جهاز المناعة، و يزيد من التعرض لنوبات الربو والالتهابات، وتفاقم أعراض الربو. عندما يبكي الناس خاصة الأطفال أو يشعرون بالقلق والضيق ، ويصبح التنفس أصعب وأسرع وأقل سلاسة ويتنفسون من خلال الفم مما يسمح للهواء البارد والجاف بالوصول للممرات الهوائية و ظهور أعراض الربو. كما أن البكاء يزيد من الإفرازات التنفسية التي تجعل التنفس أكثر صعوبًة ويزيد أعراض الربو سوءًا. كما أن التوتر، أو تدني الثقة بالنفس، قد يؤثر سلبًا على الالتزام بالعلاج.

طمأنة الطفل المريض بالربو تفيد حالته الصحية و النفسية حتى لو لم يكن يعانى من التوتر.

غياب التفاهم الأسرى يفاقم الربو. غياب الحب والتفاهم و الطمأنينة فى الأسرة من أسوأ العوامل التى ترتبط بعدم تحسن حالات ربو الأطفال ،و زيادة معدلات أزمات الربو. كلما زادت النزاعات الأسرية كلما زادت معدلات أزمات الربو، و حدة أزمات الربو، و معدلات حجز الأطفال فى المستشفيات بسبب الربو. أطفال الأسر المفككة الذين يعانون من أزمات ربوية شديدة يغلب فيهم وجود دلالات للتدخين السلبى فى تحاليل الدم والبول. معدلات التدخين تزداد فى الأسر المفككة و هذا يزيد أيضًا من معاناة أطفال الربو.

الأمومة الغائبة تسبب التوتر مما يزيد من حالات الربو. يسبب التوتر والكبت العاطفى الأزمات التنفسية و زيادة  شدة النوبات المتكررة التى يعانى منها الأطفال المصابون بحساسية الصدر. تبين أن16% من المراهقين المصابين بحساسية الشعب الهوائية يعانون من التوتر أو الاكتئاب، مقارنة مع 9 % فى المراهقين الطبيعيين.  

الطلاق يزيد من حساسية الأطفال. العديد من الدراسات العالمية بينت أن للطلاق تأثيرات سلبية على أبناء المطلقين خاصة البنات مثل :زيادة معدلات القلق والإكتئاب، و التأخر الدراسى، و تضاعف معدلات الحساسية الجلدية و الحساسية الصدرية. الطلاق يسبب توتر الأبناء، و التوتر يسبب زيادة كيمياء الغضب ،وهذه تزيد من الحساسية سواء كانت جلدية أو أنفيه أو صدرية أو حساسية العين أو حساسية عصبية. 

العوامل النفسية لها دور فى حدوث وحدة أعراض الربو. تبين أن الضغوط النفسية يمكنها أن تعجل أو تفاقم الربو، كما أن التوتر قد يؤثر سلبًا على الالتزام بالعلاج. لم نعد نعترف بأن هناك سبب واحد للربو ، بل أسباب متعددة ، و المهارة فى تحديد الأسباب المسببة للربو،و عدم السيطرة على الربو يجعلنا نبحث عن أسبابه الغامضة.

 تكرار الأزمات يسبب غياب الطفل عن المدرسة وأحيانًا الامتحانات،و هذا يصيبه بالتوتر الذى يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسى و الربو ذاته. الاسترخاء يفيد فى تحسن الربو، وكذلك ممارسة الرياضة  باعتدال، والصلاة ، و التماسك الأسرى،و قضاء وقت أطول مع أفراد الأسرة خاصة الأب والأم.