الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الغاز بيذل.. عاصمة النور مهددة بالاظلام والجزائر أمل ماكرون الوحيد| القصة كاملة

زيارة ماكرون إلى
زيارة ماكرون إلى الجزائر

بعد حوالي 60 عاما من حصول الجزائر على استقلالها من فرنسا والذي أعلن عنه 1962، يسعى الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون إلى إعادة إصلاح العلاقات الفرنسية الجزائرية، وذهب في زيارة تستمر عدة أيام إلى الجزائر بالتزامن مع الذكرى الـ 60 لاستقلالها، حيث وصل ماكرون إلى الجزائر الخميس الماضي، في زيارة تهدف إلى إنهاء الخلافات بين البلدين، وتوطيد العلاقات وتعزيزها.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استقبل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لدى وصوله إلى المطار، وكان في الاستقبال أيضا رئيس الوزراء الجزائري، في ظل علاقات متوترة بين البلدين إثر التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ماكرون في سبتمبر 2021، والذي انتقد فيها النظام الجزائري، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.

توتر العلاقات الفرنسية الجزائرية

هذه التصريحات الفرنسية الغير محسوبة، دفعت الجزائر لاستدعاء الجزائر سفيرها في باريس للتشاور فيما أدلى به الإليزيه، واستدعى الأمر أيضا إلى حظر الجزائر مرور الطائرات العسكرية الفرنسية عبر أجوائها، بعد أن كانت الطائرات الفرنسية تستخدم المجال الجوي الجزائري عند دخولها وخروجها من منطقة الساحل الإفريقي.

ولكن منذ يناير العام الجاري 2022، بدأت العلاقات الفرنسية الجزائرية تتجه إلى التحسن التدريجي، بعد عدة زيارات أجراها وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان، كما هنأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، نظيره الفرنسي 25 أبريل الماضي بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية، ودعاه في زيارة إلى الجزائر.

أهداف زيارة ماكرون للجزائر

وبالفعل لبى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوة نظيره الجزائري، ليحمل رسائل هامة محملة بالتأثيرات والتحولات السياسية حول العالم، وهو ما أكده خالد شقير، الكاتب الصحفي المختص بالشأن الفرنسي، بأنه في ظل تدهور الأوضاع العالمية وبعد مرور 6 أشهر من اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يبدو أن أن المشهد الداخلي في فرنسا يمر بأزمة حقيقية بعد ارتفاع أسعار الغاز والطاقة، وبالتالي يعطي الرئيس الفرنسي أهمية كبيرة للجزائر خاصة لما تمتلكه الدولة العربية من أهمية استراتيجية لفرنسا.

خالد شقير، أوضح في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه خلال الفترة الأخيرة، شهدت العلاقات الفرنسية الجزائرية بعض الاضطرابات بعد تصريحات ماكرون عن الجزائر سبتمبر من العام الماضي، ولكن يحاول ماكرون الآن إعادة العلاقات الفرنسية الجزائرية، مشيرا إلى أن ملف الطاقة لم يكن الملف الوحيد الذي اهتم به الرئيس الفرنسي، بل أيضا لأنه يدرك أن الجزائر دولة محورية، وبالتالي هي زيارة في وقت هام للغاية لتهدئة الأوضاع.

زيارة ماكرون إلى الجزائر

وأكد شقير أن الجانب الجزائري رحب بالرئيس الفرنسي، في حين تسعى دول أفريقيا والساحل إبعاد فرنسا عن أفريقيا، والداخل الفرنسي يدرك الأمر، لذلك اتخذ الرئيس الفرنسي خطوات سريعة، بإنشاء مشروعات فرنسية وأوروبية داخل الدول الإفريقية، وفي القلب منها الجزائر لدعم الشباب على وجه خاص.

تطبيع العلاقات الفرنسية الجزائرية

من جانبه قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن هذه الزيارة تأتي في إطار عودة العلاقات الفرنسية الجزائرية إلى وضعها الطبيعي على المستوى السياسي ، أما على المستوى الأهم فإن الجميع يعلم أن أوروبا بأكملها تعاني من أزمة في الطاقة جراء الحرب الروسية الأوكرانية ، فبالتالي هذه الزيارة تأتي في سبيل توفير فرنسا لنفسها موارد أخرى بعيداً عن روسيا ،  مشيراً إلى أن أوروبا مقبلة على شتاء قارص ، فتحتاج لوجود مصادر بديلة ، فإن فرنسا تعتبر الجزائر بديلاً قوياً ، فكان لابد من عودة العلاقات الفرنسية الجزائرية والذي بدوره يؤدي لاستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية .

الجزائر بديل هام للطاقة

وبدوره قال طارق البرديسي ، خبير العلاقات الدولية إن أوروبا تعتبر الجزائر بديل مهم للطاقة ، خاصة بعد الازمة الروسية الاوكرانية ، حيث ان العلاقات ما بين فرنسا والجزائر تتيح لان يصبح هناك المزيد من العلاقات بينهم و توطيد للعلاقات . 

كما أن هناك مشاريع تقام بين الطرفين للاستفادة من هذه الطاقة ، حيث ان هذه المرحلة تتطلب شراكات اقتصادية جديدة .

زيارة ماكرون إلى الجزائر

توفيق العلاقات والتحالفات

وأوضح طارق البرديسي، أنه إذا كان هناك تقارب في العلاقات ما بين فرنسا والجزائر هذا يؤثر على  المغرب ، وعندما تقارب العلاقات الفرنسية المغربية سيكون هذا على حساب الجزائر وذلك بسبب ازمة البوليساريو ودعم الجزائر لجبهة البوليساريو .

وأشار إلى أن فرنسا تحاول ان توطيد العلاقات بين كل الأطراف .

واختتم خبير العلاقات الدولية ان ماكرون يخلق مشاريع في الداخل الجزائري لمساعدة الشباب الجزائري وتوطيد العلاقات بين فرنسا الجزائر.