الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوتين والغرب.. هل يفوز الرئيس الروسي أمام العقوبات الدولية القاسية؟

بوتين
بوتين

يتساءل بعض المراقبين إلى متى يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتماد على دعم شرائح واسعة من الجمهور الروسي، مع تزايد العقوبات الدولية القاسية التي عزلت روسيا عن الاقتصاد العالمي وخفضت بشكل كبير الإمدادات من الواردات، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.

وذكرت التقارير أن الاستثمار الغربي هرب من روسيا إلى حد كبير بعد الحرب.

وتضررت بشدة قطاعات الاقتصاد، مثل الطيران، التي اعتمدت منذ فترة طويلة على الطائرات المصنعة في الولايات المتحدة أو أوروبا.

وعلقت كلير سيباستيان، وقالت لشبكة “سي إن إن”، إن بوتين ومسئوليه جهزوا أنفسهم لسنوات من العقوبات على الاقتصاد الروسي.

وعملوا على استبدال الواردات بتطوير بدائل محلية للسلع المستوردة، وتطوير نظام مدفوعات لتجنب العزلة المالية.

وقد أبدلت روسيا انسحاب  العلامات التجارية لماكدونالدز وستاربكس وغيرهما إلى علامات أخرى محلية، لدعم المرونة الاقتصادية.

لكن دراسة حديثة أجراها معهد القيادة التنفيذية بكلية ييل للإدارة ترسم صورة أكثر رعبًا.

يقول مؤلفو الدراسة إن روسيا لا تمتلك البنية التحتية لمجرد توجيه صادرات الطاقة مثل الغاز الطبيعي إلى آسيا.

تفتقر الشركات المصنعة الروسية إلى أجزاء من الموردين الدوليين؛ وأن الإحصاءات الرسمية الروسية لا تظهر عمق التراجع الاقتصادي الروسي.

يقول التقرير: "على الرغم من عمل بوتين الجاد للاكتفاء الذاتي وإحلال الواردات بسلع محلية، فقد توقف الإنتاج المحلي الروسي في بعض القطاعات مع عدم القدرة على استبدال الشركات والمنتجات والمواهب المفقودة".

وأضاف التقرير: "أدى تفريغ قاعدة الابتكار والإنتاج المحلية في روسيا إلى ارتفاع الأسعار وقلق المستهلكين".

ومع ذلك، لم ينهار النظام المالي الروسي، ولم يترجم قلق المستهلك إلى اضطرابات سياسية. 

بالنسبة لأوكرانيا وأنصارها، تحول الحديث الآن إلى إيجاد طرق لإلحاق الألم بالروس بسبب دعمهم السلبي لبوتين.


وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرًا: "إننا نعمل على فرض عقوبات جديدة على روسيا وعلى معاقبة مواطني الدولة الإرهابية ليشعروا بنصيبهم من المسئولية عما يحدث".

وأضاف: "النقاش حول قيود حول التأشيرات في أوروبا لحاملي جوازات السفر الروسية يتسع كل يوم، وينضم إليه دول جديدة وسياسيون جدد".

من غير الواضح ما إذا كان حظر التأشيرات سيغير السلوك الروسي في النهاية، وهو أمر ينفيه مراقبون.

وعارض  بعض القادة الأوروبيين - وعلى الأخص المستشار الألماني أولاف شولتز - حظر السفر.

وفي حديثه في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا في أوسلو، قال شولتز للصحفيين إنه يتعين على القادة أن يكونوا "واضحين للغاية" بشأن قضية حظر التأشيرات لأن ما يحدث في أوكرانيا هي "حرب بوتين" و "ليست حرب الشعب الروسي".

وذكر مراقبون، أنه بينما قد يكون بوتين هو صاحب القرار، فإن هناك أيضًا تأييد جماعي يدعمه ويساعده في تحقيق سياساته.

ويرى مراقبون أنه مهما كانت العواقب الاقتصادية التي يواجهونها من العقوبات، فإن القلة الحاكمة الموالية لبوتين لم تنكسر صفوفها.

كتب زعيم المعارضة الروسي المسجون أليكسي نافالني في ما وصفه بـ "خيط الغضب" من وراء القضبان: "حرب بوتين مع أوكرانيا مستمرة منذ 6 أشهر حتى الآن. منذ اليوم الأول، صرح القادة الغربيون بحزم أن النخبة الحاكمة مع بوتين سيواجهون عقوبات وشيكة ولن يفلتوا هذه المرة. لكنهم فعلوا ذلك".

وفي الصورة الكلية، تشير التقديرات إلى أن بوتين نجا من عقوبات  العالم من قبل، وهو مستعد للعب مباراة طويلة مع الغرب في أوكرانيا، وربما يعتمد هذه المرة على حقيقة أن الأوروبيين سيدفعون أسعارًا أعلى للطاقة خلال الأشهر الستة المقبلة، مما قد يزيد الضغط على الحكومات الغربية  لدفع أوكرانيا للخضوع لاتفاق سلام.