الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقيقة هدم مقبرة طه حسين ونقل رفاته إلى فرنسا|حفيدته ترد

حقيقة إزالة مدفن
حقيقة إزالة مدفن طه حسين

استيقظ أهالى منطقة التونسى بجنوب القاهرة على زيارة وفد يضم ثمانية أشخاص زعموا أنهم  مسئولون حكوميون، وقاموا بوضع علامة x حمراء على مقبرة طه حسين عميد الأدب العربى، الواقعة فى منطقة مقابر قرافة سيدي عبد الله بمنطقة التونسي بالقرب من مسجد ابن عطاء الله السكندري، جنوب القاهرة، استعداداً  لهدمها، في إطار عملية تطوير للمنطقة وإنشاء محور ياسر رزق.

وأعرب جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، عن استيائه الشديد من هذه الأخبار، واصفا إياها بـ الكارثة الثقافية، فيما تم تداول أنباء غير معروف مصدرها تفيد باعتزام حفيدته نقل رفاته إلى فرنسا.

حقيقة هدم مقبرة طه حسين

في هذا الصدد، تواصل "صدى البلد"، مع المسئولين الذين أبدوا تعجبهم من تداول مثل هذه الأخبار، حيث أكد فى البداية مسئول رفيع المستوى بمحافظة القاهرة، فى تصريحات خاصة، أنه لا صحة لتلك الأخبار المتداولة غير المعروف مصدرها، نافياً وصول المحافظة أي مذكرات أو مكاتبات رسمية تفيد بهدم مقبرة عميد الأدب العربى طه حسين، ولم يسمع من قبل عما يسمى “محور ياسر رزق”.

من جانبه، كشف مصدر مسئول آخر داخل محافظة القاهرة، أن أنباء هدم مقبرة عميد الأدب العربى طه حسين، سبق وتم تداولها فى مطلع شهر مايو الماضى بنفس الصور ونفس الأقاويل، وخرج حينها اللواء إبراهيم عوض، نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية، ونفى ذلك الأمر نفيا قاطعاً، مؤكداً تقديرهم واعتزازهم وفخرهم بعميد الأدب  العربى الذى قهر الظلام، مطالباً وسائل الإعلام المختلفة بتحري الدقة فيما يتم تناوله وتداوله من أخبار لما لها من تأثير سيئ على المواطنين والإضرار بالأمن  والسلم الاجتماعى.

فيما أعربت مسئولة بالمجلس الأعلى للثقافة، فى تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، عن دهشتها من الأخبار المتداولة بشأن هدم مقبرة طه حسين، مؤكدة أن المجلس لم يصله أى شىء يفيد بهدم مقبرة عميد الأدب العربى طه حسين، ووصفت ذلك الأمر بأنه “كارثة ثقافية وفضيحة عالمية”، مشيرة إلى أن “الدول الأجنبية تقدس مقعداً كان يجلس عليه طه حسين، وكذلك مقعد لنجيب محفوظ، فكيف لنا كبلد الثقافة والفنون والأدب  أن نهدم مقبرة عميد الأدب العربى، وهو أمر مستبعد حدوثه ، فهي مجرد خرافات سوشيال ميديا”.

حفيدة طه حسين لم تنفِ أو تؤكد

حاول “صدى البلد” التواصل مع الصفحة المنسوبة لحفيدة الأديب طه حسين، غير أنها لم تؤكد أو تنفِ الأخبار المتناقلة عن هدم المقبرة.

كانت الدكتورة مها عون، ابنة حفيدة الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، كشفت عن تفاصيل جديدة في أزمة إزالة مدفن العائلة، حيث أدلت بتصريحات سابقة في يونيو الماضي، خلال مداخلة مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج "كلمة أخيرة" المذاع عبر قناة "أون أي"، قائلة: “حتى الآن لم نستطع الحصول على معلومات مؤكدة من الجهات المختصة، كلما توجهنا للمحافظة لا نحصل على أي معلومات موثقة”. 

وأكدت: "التربي المسئول عن المدافن أخبروه بإيقاف عمليات الدفن وطلبوا منه أوراق المدفن، وشهد الشارع الخلفي لتلك المدافن وصول معدات واستمرت علامات  X على المدافن بما يعني منع الدفن".

وتابعت: "لو فيه قرار قولولنا، محافظ القاهرة قال مافيش إزالة ورغم ذلك العمليات والإجراءات مستمرة كما هي".

وناشدت المحافظة والمسئولين عدم هدم تلك المدافن في إطار عملية التطوير قائلة: “أو على الأقل أبلغونا كعائلة وورثة للراحل”.

طه حسين عميد الأدب العربي

عميد الأدب العربي هو طه حسين وصاحب البصمة الكبرى في الثقافة العربية، استطاع أن يقهر الظلام ويتغلب على إعاقته ليصل إلى أرفع المناصب، ويحتل قمة الأدب العربي رغم ما تعرض له من انتقادات بسبب آرائه وكتاباته، كان أدبه مدرسة حديثة، وركناً أساسيا من حقبة كاملة هي حقبة التنوير في الفكر العربي.

ولد الدكتور طه حسين في الرابع عشر من نوفمبر عام 1889م في عزبة “الكيلو” التي تقع على مسافة كيلومتر من مدينة “مغاغة” بمحافظة المنيا في صعيد مصر، وكان والده موظفًا صغيرًا بسيط الحال، يعول ثلاثة عشر من الأبناء كان ترتيب طه حسين السابع بينهم.

فقد بصره في السادسة من عمره بعد إصابته بالرمد، وحفظ القرآن الكريم قبل أن يغادر قريته إلى الأزهر الشريف، وتتلمذ على يد الإمام محمد عبده، لكنه طرد من الأزهر، ولجأ إلى الجامعة المصرية في عام 1908 ودرس الحضارة المصرية القديمة، والإسلامية، والجغرافيا، والتاريخ، والفلك، والفلسفة، والأدب وعكف على إنجاز رسالة الدكتوراه التي نوقشت في ١٥ مايو عام ١٩١٤م وحصل على درجة الدكتوراه الأولى في الآداب عن أديبه الأثير: “أبي العلاء المعري”، ثم سافر إلي باريس ملتحقًا بجامعة “مونبلييه”.

عاد طه حسين من فرنسا عام 1918م بعد أن فرغ من رسالته عن ابن خلدون، وعمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني حتى عام 1925م، ثم عين أستاذًا في قسم اللغة العربية مع تحول الجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية، وأصبح عميدًا لكلية الآداب سنة 1930، وحين رفض الموافقة على منح الدكتوراه الفخرية لكبار السياسيين سنة 1932، طرد من الجامعة ولم يعد إليها إلا بعد سقوط حكومة صدقي باشا، وفى عام 1942م أصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديرا لجامعة الإسكندرية حتى أحيل للتقاعد في 16 أكتوبر من عام 1944م، واستمر كذلك حتى 13 يناير 1950 عندما عين لأول مرة وزيراً للمعارف، وكانت تلك آخر المهام الحكومية التى تولاها طه حسين، حيث انصرف بعد ذلك إلى الإنتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التى كان عضوا بها من داخل وخارج مصر، وتوفي الأديب الكبير في 29 أكتوبر من عام 1973م عن عمر ناهز 84 عاماً.

ونال طه حسين العديد من الجوائز والأوسمة بلغت أكثر من 36 جائزة مصرية، ودولية منها “وسام قلادة النيل” عام 1965م، و”جائزة الدولة التقديرية في الآداب”، كما قلده ملك المغرب محمد الخامس “وسام الكفاءة الفكرية”، وذلك عندما قام طه حسين بزيارة للمغرب وهو وسام رفيع يقدم للعلماء والأدباء وغيرهم من المتميزين، و”جائزة الأمم المتحدة” لإنجازاته في مجال حقوق الإنسان، وذلك في عام 1973م، وقامت فرنسا بمنحه “وسام اللجيون دونيه” من طبقة جراند أوفيسيه، كما حصل على عدد كبير من الدكتوراه الفخرية من جامعات عالمية مثل “ليون” و”مونبلييه”، و”روما”، و”أثينا”، و”مدريد”، و”أكسفورد”.

وتم اختيار الدكتور طه حسين عضواً في عدد من الهيئات، فكان عضوًا بالمجمع العلمي المصري، والمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وعضوًا مراسلاً للمجمع العلمي العربي بدمشق، والمجمع العلمي العراقي، وعضوًا أجنبيًّا في المجمع العلمي الفرنسي، والمجمع العلمي الإيطالي، وعضوًا عاملاً بمجمع اللغة العربية منذ عام 1940م، كما تم انتخابه نائبًا لرئيس المجمع عام 1960م، وكان  أول من شغل هذا المنصب، كما تم انتخابه رئيسًا للمجمع عام 1963م خلفًا لأحمد لطفي السيد، وظل في هذا المنصب حتى وفاته.