EN 
فى كل يوم نسمع ونشاهد قصص وحكايات تعبر عن شهامة وجدعنة أبناء الشعب المصري الأصيل، الذين يعبرون دائماً عن المعدن الأصيل، ليكونوا بذلك نماذج مشرفة، ويجسدوا بصمات خالدة بأعمالهم وسلوكياتهم الإيجابية.
وفى هذا الصدد نلقى الضوء عبر عدسة " صدى البلد " على أحد النماذج المشرفة التى نكن لها كل التقدير والاحترام لما يتميزون به من الأمانة، ونبل الأخلاق الرفيعة، وهو الشاب الأسوانى " محمد عبد الفتاح منصور " الشهير " بعلى علوش- 22 سنة " سائق التوك توك، الذى ضرب المثل المشرف فى قيامه برد مبلغ مالى بلغت قيمته " 70 ألف جنيه " لأحد زبائنه الذى كان يستقل مركبة التوك توك الخاصة " بعلى علوش "، ولكنه عند نزوله من التوك توك ترك فيه كيس كان يوجد فيه المبلغ المالى، وبعض المتعلقات الأخرى الخاصة به كالهاتف المحمول ودفاتر وغير ذلك.
تفاصيل شهامة الشاب الأسوانى الأمين على علوش سائق التوك توك.. يرد 70 ألف جنيه لزبون تركها بمركبته
وعن تفاصيل هذه القصة نجد أنها بدأت مع دقات الساعة العاشرة صباحاً ، حينما تسلم الشاب "على علوش" مركبة التوك توك من صاحبها ليعمل عليها باقى اليوم ، وأنه يعمل كسائق توك توك، بجانب عمله الأساسى فى بيع الفول حتى يستطيع أن يجمع مصاريفه مع عمله الآخر ليساعد أسرته، ويجهز نفسه حتى يستطيع أن يتزوج خطيبته.
وقال الشاب الأمين بأن أحد الشباب طلب منه أن يقوم بتوصيله من أمام بوابة مدخل منطقة المحمودية حتى منطقة التأمين، وكان فى يديه "كيس بلاستيك" أسود اللون، وقبل السجل المدنى بقليل فى تلك المنطقة نزل "الزبون" ولم ينتبه علوش لما نسيه هذا الرجل من كيس كان بحوزته حتى ركب زبون آخر غيره، وهو يلاحظ وجود كيس أسود على الكرسى الخلفى، وأعطاه له ، وعندما فتحته كانت المفاجأة بوجود مبلغ مالى كبير وهاتف محمول.
جدعنة شاب أسوان.. لم يغويه الشيطان.. فرد مبلغ مالى لصحابه تركه ناسيا فى مركبة التوك توك الخاصة به
وأوضح علوش بأنه لم يغويه الشيطان فبعد مرور نحو ساعتين، قام بالعودة مرة أخرى إلى المكان الذى قام بإنزال الزبون صاحب الكيس فيه ، وعندما وصل للمكان ونزل من التوك توك سأل صاحب محل بقالة بجواره، فرد عليه هو أنت فين، فى واحد بيدور عليك من بدرى الراجل دايخ عليك، وعندما رآه صاحب المفلوس طار من الفرح، وقام بإحتضانه وقبل رأسه بسبب موقفه النبيل فى إعادة "الفلوس" له مرة أخرى والذى بداخله مبلغ 70 ألف جنيه وهاتف محمول ومتعلقات أخرى خاصة به ، وهو ما قابله أهل المنطقة بالترحيب والشكر له على موقفه الأمين، والذى أثر كثيراً فيهم، لتسود حالة من البكاء وتسيطر عليهم جميعاً، وهو بكاء الفرحة.
وأكد مثال النبل والشرف على علوش على أنه تربى على الأمانة من صغره، ولم يتعلم أكل الحرام أبداً، ورغم ضيق الحال به وأسرته إلا أنه لا يمد يديه للحرام أو يأخذ أموالاً لم يتعب ويشقى بها وهو ما تربى عليه من والده ونشأ على ذلك منذ صغره، لينهى قوله " ربنا يغنينا بالحلال ".
