التفاصيل الكاملة لانسحاب شكري من اجتماع وزراء الخارجية .. موقف عربي موحد مؤيد للموقف المصري .. حكومة ليبيا المنتخبة تشيد بموقف القاهرة من مناصرة حقوق الأشقاء

السفير أحمد أبو زيد : 

• لا يمكن أن تستمر مصر في اجتماع ترأسه شخصية لا تمثل الشرعية في ليبيا
• انسحاب الوفد برئاسة وزير الخارجية حق سيادي لـ مصر
• جميع الحضور وافقوا على ضرورة إعلان تقرير صلاحيات رئاسة الدورة 158 لمجلس وزراء الخارجية العرب 

غادر وفد مصر برئاسة سامح شكري وزير الخارجية، الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة 158 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، المنعقدة الثلاثاء في القاهرة، عقب تسليم رئاسة الدورة لوزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش.

يأتي انسحاب مصر تعبيرا عن رفضها تسليم الرئاسة لنجلاء المنقوش وزيرة الخارجية في الحكومة الليبية، المنتهية ولايتها، وفقا لمخرجات الحوار الوطني الليبي، واعتماد لجنة الأمن لذلك .

وتتنافس حكومتان في ليبيا إحداهما منتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة، في طرابلس، وأخرى مكلفة من البرلمان الليبي بقيادة فتحي باشاغا وزير الداخلية الليبي المدعوم من الجنرال خليفة حفتر.

حق سيادي لـ مصر 

ووصف السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية انسحاب الوفد المصري حق سيادي لها ولكل دولة لها موقف سياسي وقانوني ومدى احتياجها لهذه الخطوة من عدمه، موضحا أنه لا يمكن أن تستمر مصر برئاسة وزير الخارجية، في اجتماع ترأسه شخصية لا تمثل الحكومة الشرعية في ليبيا، وفقا لتصريحاته

وأضاف أبوزيد عن أن جميع ممثلي الدول العربية في الاجتماع الوزاري مطلعين على موقف مصر ويعلمونه تجاه هذه الحكومة؛ المنتهية ولايتها، وفقًا لقرارات الحوار الوطني الليبي والتاريخ المحدد لنهاية ولايتها واعتماد مجلس الأمن بهذه الأمور

وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن ترأس ممثلة الحكومة المنتهية ولايتها في الاجتماع الوزاري كان محل نقاش مسبقا في الجلسات غير الرسمية بين وزراء الخارجية العرب

وزير الخارجية يؤكد دعم مصر للأونروا وما تقدمه من خدمات للفلسطينيين

رؤية مصر وتحقيق العدالة.. تفاصيل مشاركة وزير الخارجية في أسبوع المناخ بالجابون

الموقف العربي وصلاحية مجلس المنقوش

وتابع أن هناك توافق في الآراء حول ضرورة وجود إيضاح قانوني ودراسة قانونية من جانب الأمانة العامة للجامعة العربية، وتوضيح مسألة الصلاحيات الموضوعة وصلاحيات الرئاسة للدورة 158 لمجلس وزراء الخارجية العرب، مؤكدًا ضرورة تكليف الأمانة بإعداد الدراسة للنظر في مدى صلاحية المجلس.

واكد السفير احمد أبو زيد أن جميع الوزراء وافقوا داخل المجلس على ضرورة إعلان التقرير محل النظر وتقديمه.

وعن موقف وزارة الخارجية، قال المتحدث الرسمي “ننتظر موقف الجامعة العربية، من التعامل مع الرئاسة الليبية، لاسيما وأن الفترة المقبلة تشهد استحقاقات سياسية مهمة، ومنها الاجتماع الوزاري العربي الأوربي في أكتوبر المقبل، لافتا إلى أنه جرى تأجيل البت في تلك الاستحقاقات مسبقا لحين البت في موقف ليبيا”. 

وعين مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا رئيسا للوزراء في فبراير الماضي، بعد سحب الثقة من حكومة عبد الحميد الدبيبة الذي يصر على استمرار حكومته في السلطة، غير الممنوحة له من الجهة التشريعية المنتخبة والمعبرة عن أطياف الليبيين 

وكانت مصر قد اعلنت موقفها بدعم قرارات البرلمان الليبي وعلى رأسها تولي باشاغا الحكومة، مؤكدة في بيان رسمي أن “مجلس النواب الليبي هو الجهة التشريعية المنتخبة، والمعبرة عن الشعب الليبي الشقيق، والمنوط به سن القوانين، ومنح الشرعية للسلطة التنفيذية، وممارسة دوره الرقابي عليها”.

رد ممثلة الحكومة الليبية المسحوب منها الثقة 

كشفت نجلاء المنقوش ممثلة الحكومة الليبية المنتهية ولايتها في أعمال الدورة 158 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري والذي عقد امس في القاهرة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن موقفها من مغادرة الوفد المصري برئاسة وزير الخارجية عقب تسلمها رئاسة الاجتماع

وقالت المنقوش، ردا على سؤال بهذا الشأن “نحن نحترم موقف وزير الخارجية سامح شكري، ولكن ليس بالضرورة أن نتوافق معه” زاعمة أن الموقف المصري “مخالف لميثاق جامعة الدول العربية وقرارات مجلس الأمن” حسب قولها، مدعية أن حضورها في اجتماع جامعة الدول العربية "مدعوم دوليا بمواثيق دولية".

اما عن عدم اعتذارها عن رئاسة الدورة، وفقا للطلب المصري، قبيل الجلسة الافتتاحية، بررت المنقوش، قائلة: “ما حدث خلاف في وجهات النظر، هناك وجهة نظر سياسية معينة قد نختلف أو نتفق معها، وموضوع النقاش كان سلسا جدا، واستمرت الدورة ونجحت” 

حكومة ليبيا المكلفة تشيد بـ مصر   

وفي المقابل، أشادت حكومة ليبيا المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، بموقف مصر، خلال اجتماع جامعة الدول العربية، الثلاثاء، في القاهرة.

وقالت وزارة الخارجية الليبية، في بيان رسمي، إن موقف مصر "لأبان عن احترام للشرعية الوطنية والتزام بخيارات الأجسام المنتخبة ومناصرة لحق الليبيين في استرداد وامتلاك العملية السياسية".

ودعت حكومة ليبيا المنتخبة من البرلمان كل الدول العربية إلى "اتخاذ موقف مماثل، تتجسد فيه روح الأخوة ووحدة المصير، وذلك من خلال احترام إرادة الليبيين وأجسامهم المنتخبة في اختيار حكومتهم الشرعية".

كما دعت الوزارة جامعة الدول العربية وأمانتها إلى "فك الارتباط نهائيا بالحكومة السابقة المسماة حكومة الوحدة الوطنية، كونها منتهية الولاية ومسحوبا منها ثقة مجلس النواب، وأن يقتصر حصرًا التعامل مع الحكومة الليبية الشرعية".

ودعت حكومة باشاغا جامعة العربية إلى عدم تولي حكومة الدبيبة رئاسة دورة مجلس للجامعة على المستوى الوزاري، واعتبرت في بيان  أن الجامعة "تخالف بهذا الإجراء دورها في التضامن الكامل مع ليبيا في أزمتها".