الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوكرانيا تقلب الطاولة على روسيا.. هل تتغير موازين الحرب لصالح كييف؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

تأخذ الحرب الروسية الأوكرانية منحي مغاير في الأيام القليلة الماضية، حيث تتقدم القوات الأوكرانية الذي يقوم بهجوم عكسي ضد الجيش الروسي الذي يحتل أراضي كبيرة في أوكرانيا.

 

وعلى عكس التوقعات يتراجع الجيش الروسي في المواجهات أمام الجيش الأوكراني الذي استعاد أراضي كبيرة وسط حالة من الهدوء الروسي الذي يفسرة البعض هددوء ما قبل العاصفة والرد الروسي.

تقدم أوكراني على الروس

ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن الجيش الأوكراني استعاد من القوات الروسية مدينة إيزيوم الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا، في إطار هجوم مضاد واسع النطاق.

وفي كلمة وجّهها إلى الأمة بمناسبة مرور 200 يوم على بدء الحرب في أوكرانيا، شكر زيلينسكي القوات الأوكرانية التي "حرّرت المئات من مدننا وبلداتنا، ومؤخرا بالاكليا وإيزيوم وكوبيانسك"، في إشارة إلى ثلاث مناطق استراتيجية استعادها في الآونة الأخيرة الجيش الأوكراني.

قال الجيش الأوكراني إنه استعاد السيطرة على 3000 كيلومتر مربع من الأراضي أثناء هجوم سريع على المناطق التي احتلتها القوات الروسية في شرقي البلاد.

وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس الماضي، بأن قواته نجحت في استعادة أوكرانيا تعلن عن مكاسب عسكرية كبيرة بعد هجوم سريع على القوات الروسية.

قال الجيش الأوكراني إنه استعاد السيطرة على 3000 كيلومتر مربع من الأراضي أثناء هجوم سريع على المناطق التي احتلتها القوات الروسية في شرقي البلاد.

ويشير هذا التقدم، إذا ثبتت صحة ما يقال عنه، إلى أن أوكرانيا ضاعفت المكاسب العسكرية في يومين وعدة ساعات.

وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس الماضي، بأن قواته نجحت في استعادة السيطرة على حوالي 1000 كيلومتر مربع في المنطقة الشرقية.

وكانت قد حققت القوات الأوكرانية تقدما ملحوظا في الفترة الأخيرة بعد دخول مدينتي إزيوم وكوبيانسك السبت الماضي.

خسائر روسية كبيرة

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تتراجع، مرجحة أن ذلك سوف يسمح لها "بتنظيم صفوفها" في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو.

كما أكدت انسحاب القوات الروسية من مدينة بلاكليا من أجل "تعزيز جهودها" على جبهة دونيتسك.

وباغتت الهجمات الأوكرانية السريعة القوات الروسية، مما دفع الزعيم الشيشاني رمضان قديروف إلى إثارة تساؤلات عن الانسحاب الروسي.

وقال قديروف، في رسالة عبر تطبيق تليغرام، إذا لم يتغير الموقف على الأرض بالنسبة لروسيا، فسوف يضطر إلى أن يطلب من قيادة البلاد شرح معطيات الموقف الراهن.

ورغم ذلك لا تزال روسيا تسيطر على حوالي 20 في المئة من أوكرانيا، لكن البعض يتصور أن الحرب قد تنتهي قريبا. ويصر قديروف أن "روسيا سوف تنتصر وسوف تُسحق أسلحة الناتو".

وحال استمر تقدم القوات الأوكرانية، سوف يكون ذلك هو التغير الكبير الأول على جبهة القتال الذي تشهده البلاد منذ انسحاب روسيا من محيط العاصمة كييف في إبريل/ نيسان الماضي.

وكانت مدينة كوبيانسك مركزا للإمدادات الروسية. كما تعد خسارة إزيوم - التي استغرقت السيطرة عليها من موسكو أكثر من شهر في بداية الحرب - إهانة كبيرة للرئيس الروسي.

روسيا تعاني عسكريا

وقال خبير عسكري، إن هذه هي المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تفقد فيها روسيا وحدات عسكرية كاملة.

كما يُعد هذا التقدم إشارة إلى قدرة الجيش الأوكراني على تحرير الأراضي المحتلة، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لكييف التي تستمر في مطالبة الحلفاء الأوروبيين، الذين يعانون من ضغوط شديدة على صعيد هذا الصراع، بالمزيد من الدعم العسكري.

وأكد ديمترو كوليبا، وزير خارجية أوكرانيا، أن التقدم العسكري الأوكراني الذي يتحقق على الأرض في الفترة الأخيرة قد يؤدي إلى نهاية الحرب بسرعة تفوق التوقعات حال استمرار توافر الأسلحة التي ترسلها قوى الغرب.

وأشار مسؤولون بوزارة الدفاع البريطانية، السبت الماضي، إلى أن الكثير من المناطق التي استعادت أوكرانيا السيطرة عليها كانت تحت "سيطرة غير محكمة" من القوات الروسية.

كما قالت ناتاليا غومنيوك، المتحدثة باسم قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الأوكراني، إن الجيش أحرز تقدما لمسافة تتراوح بين "2 كيلو متر وعشرات الكيلومترات على طول هذه الجبهة".

لكن بعض التقارير أشارت إلى أن القوات الروسية التي تقاتل على الجبهة الجنوبية تتشبث بمراكز دفاعية، مما أدى إلى مواجهة القوات الأوكرانية مقاومة شديدة منذ بداية الهجوم.

وقال مسؤولون محليون في مدينة خاركيف إن شخصا واحدا على الأقل ودمرت عدة منازل جراء قصف صاروخي روسي استهدف المدينة السبت الماضي.

أسباب التراجع الروسي

وفي هذا الصدد، قال رامي إبراهيم، الباحث في العلاقات الدولية، إن تراجع الجيش الروسي، خلال الأيام الماضية وتقدم الجيش الأوكراني في عدة مواقع له أسباب عديدة، منها ما هو متعلقة بإعادة ترتيب القوات وأخرى متعلقة بقصور في الإمدادات الروسية، وأيضا أسباب أخرى متعلقة بالدعم الغربي لأوكرانيا.

وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه من الممكن أن يكون التراجع الروسي تحرك تكتيكي لإعادة تجميع قواتها وإعادة تمركزها في منطقة دونيستك، إلا أن هذا الانسحاب يشير إلى إمكانية حدوث تحول كبير في الحرب، وقد يكون من الخيارات القليلة أمام القيادة الروسية حيث إنها تعدل أهدافها وفق ظروف الحرب.

وأوضح أن القوات الروسية تواجه نقص في بعض اللوجيستيات اللازمة لاستكمال المعارك في بعض المناطق الأوكرانية، منها ما تم تداوله ببعض وسائل الإعلام الروسية وهو نقص في نظارات الرؤية الليلية والسترات الواقية من الرصاص والإسعافات الأولية والطائرات المسيرة.

وأشار أن مواصلة التقدم السريع للقوات الأوكرانية عبر الشمال الشرقي قد يدخل المعارك في مرحلة جديدة قد تختلف عن النمط المتبع خلال الفترة الماضية، في ظل الدعم الغربي عسكريا واقتصاديا لكييف.

واعتبر إبراهيم أن التراجع الروسي يمثل انتكاسات متتالية، رغم أنها من الممكن أن تكون محاولة لإعادة تجميع القوات، لأن روسيا تخوض حرباً شرسة ليس فقط ضد أوكرانيا، ولكن ضد الدول الغربية حيث يوجد الكثير من القوات الاوروبية والأمريكية وخاصة البريطانية في أوكرانيا وهذ القوات تحتل مواقع قيادية لإدارة المعارك ضد موسكو.

ونوه الباحث في العلاقات الدولية، بأن هذه المعارك لها طبيعة خاصة لأنها في ظاهرها ه بينا روسيا وأوكرانيا، وحقيقتها هي بين المعسكري الشرقي وفي مقدمته روسيا والمعسكر الغربي ومفي مقدمته والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، كما أنه سكون من تداعيات هذه الحرب إعادة تشكيل النظام الدولي.