الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برج إيفل أول ضحايا أزمة الطاقة.. مصير كارثي ينتظر أوروبا والبداية من باريس

برج إيفل يطفئ أنواره
برج إيفل يطفئ أنواره

تعاني الدول الغربية، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي، ومنها ألمانيا وفرنسا، من أزمة طاحنة في إمدادات الوقود والغاز الروسي الذي يشغل محطات الكهرباء والطاقة، نتيجة التضخم والأزمة الروسية الأوكرانية.  

أزمة أوروبا مع الغاز الروسي 

وقبل أيام، تدخلت روسيا في أوكرانيا، وانتفضت الدول الأوروبية، وتحديدا فرنسا وألمانيا، وأعلنت تضامنها مع أوكرانيا، وقررت توقيع عقوبات اقتصادية ضد روسيا. 

وفي هذا الصدد، رأت موسكو أن الأمر يحتمل الانحياز إلى جانب كييڤ، وقررت أن تعاقب تلك الدول بتعطيل الوقود، وليس بالوقف الكامل، وقررت الدول الأوروبية التعامل مع الأزمة واتخذت مجموعة من القرارات، منها تقليل الإضاءة داخل الشوارع، وبدأت بالفعل كل دولة إطفاء الأنوار التي كانت تضيء سماءها. 

وكان من أشهر الأماكن التي تم إطفاء أنوارها بالكامل،  برج إيڤل بباريس، حيث إنه من المقرر أن يظلم برج إيفل قبل أكثر من ساعة واحدة عن المعتاد بسبب أزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبحسب ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يضيء البرج، الذي يجذب أكثر من 7 ملايين سائح كل عام، حاليًا حتى الساعة الواحدة صباحًا بمساعدة 20 ألف مصباح وامض.

أهمية ترشيد استخدام الطاقة بباريس؟

لكن من المتوقع أن يعلن مجلس مدينة باريس أن النصب التذكاري الأشهر في العالم سيبدأ قريبًا في الإظلام الساعة 11:45 مساءً بواقع توفير ساعة يوميا، وذلك للحفاظ على الطاقة وإرسال رسالة إلى المواطنين الفرنسيين حول أهمية تقليل استخدامهم للطاقة في الأشهر المقبلة.

من جانبها، أعلنت المفوضية الأوروبية، أمس الاثنين، عن مسودة مشروع جديد يؤدي إلى فرض التزام على دول الاتحاد الأوروبي بترشيد استهلاك الكهرباء خلال ساعات الذروة.

وتنص هذه المسودة على أنه يستلزم الهدف الإلزامي اختيار 3 أو 4 ساعات في اليوم من الأسبوع لتقليل الاستهلاك، ويترك للدول تقدير اختيار الأوقات خلال اليوم.

وكانت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، كشفت عن تدابير دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة الطاقة والتي تشمل تقليص الطلب والتخزين المشترك وتنويع المصادر، بالإضافة إلى استثمارات ضخمة في مجال الطاقة المتجددة.

ارتفاع أسعار الغاز الأوروبي لـ 28%

وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 28٪ لتصل إلى 274 يورو لكل ميجاواط/ ساعة في اليوم الأول من التداول بعد أن أوقفت شركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم" التدفقات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 الحيوي إلى أجل غير مسمى.

ويقول الدكتور مدحت يوسف، الخبير البترولي، إن ترشيد الاستهلاك لا يعني الحل القاطع لمشكلة دول الاتحاد الأوروبي للتغلب علي أزمة الطاقة، ولكنه إحدى الوسائل لتقليل حجم المشكلة.

وأضاف يوسف، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أوروبا تعاني من نقص إمدادات الغاز الطبيعي من ناحية أساسية وتعتبر رئيسية نتيجة الاعتماد المتزايد على الغاز الطبيعي في استخدامات متنوعة، وليس فقط للتدفئة وتوليد الكهرباء، ولكن في صناعات أساسية تعتمد عليه. 

وأشار إلى أنه من الناحية الأخرى، تعاني أوروبا من أسعار الغاز الطبيعي المسال، والتي أصبحت خيالية وأثرت كثيرا على اقتصاديات معظم دول أوروبا.

بدائل للغاز الطبيعي في أوروبا 

وتابع: "جاءت ارتفاعات أسعار النفط عالميا لتزيد من الضغوط على أوروبا، والتي يمكنها الاعتماد على المحروقات لتمثل بديلا للغاز الطبيعي، لذلك لجأت العديد من دول أوروبا للاعتماد مرة أخرى على الطاقة النووية لتوليد الكهرباء بغض النظر عن اعتراضات الأحزاب الخضراء، والتي تنظر إليها كأحد المخاطر الشديدة المؤثرة علي حياة الشعوب الأوروبية".

وسبق وأعلنت شركة الطاقة الروسية العملاقة “جازبروم"، اليوم الأربعاء، انخفاض إمدادات الغاز الروسي إلى أسواق دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 48% منذ بداية العام، وبريطانيا بنسبة 49%، قائلة في بيان: "منذ بداية العام، خفضت دول الاتحاد الأوروبي واردات الغاز الروسي في أسواقها بنسبة 48%، وبريطانيا بنسبة 49%".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن "جازبروم" ذكرت في بيان لها أن سلطات الاتحاد الأوروبي قطعت كل فرص الحصول على وقود رخيص وعالي الجودة قبل الشتاء.

وفي وقت سابق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن أوروبا تشهد أوقاتا عصيبة، لكن هذه الأزمة ستؤكد وحدة القارة وتضامنها، وأضافت: "نحن بحاجة لتوفير مصادر الطاقة للجميع وبحاجة أيضا لترشيد الاستهلاك، لدينا بدائل عن الغاز الروسي من النرويج والجزائر والولايات المتحدة".

جدير بالذكر أن فرنسا تستورد من روسيا نحو 17% من إمداداتها من الغاز، لكنها أقلّ اعتماداً على الغاز الروسي من دول مجاورة، كما أن حكومتها تُعدّ خططاً بديلة. 

ويشكّل وقف الإمدادات مشكلة في الوقت الراهن، لأن مولّدات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية ستواجه صعوبة في تعويض النقص، نتيجة توقف عدة مفاعلات لإجراء أعمال صيانة.

وكان الاتحاد الأوروبي يستورد 40% من حاجاته من الغاز من روسيا، وكانت ألمانيا الاكثر اعتمادا على الغاز الروسي الذي يمثل 55% من استهلاكها، وذلك قبل غزو أوكرانيا.