الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأزمات تخنق لبنان.. ماذا ينتظر بلاد الأَرز بعد رفع الدعم عن البنزين؟

أزمة لبنان
أزمة لبنان

يعيش  لبنان لحظة فارقة في تاريخه يعتبرها كثير من المحللين السياسيين والمتتبعين لأحوال البلد العربي الشقيق هي الأسوأ على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث تتوالى عليه الأزمات من كل اتجاه.

أزمة لبنان

ماذا يحدث في لبنان؟

وتستمر الأزمة بـ لبنان في الانسداد بسبب تصارع القوى السياسية المختلفة وأطماعهم في الاستيلاء على السلطة والحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية لفرقائهم، بينما البلد يغرق وسط كومة كبيرة من المشكلات.

ويعاني لبنان من تدخلات خارجية تستغل حالة الانسداد السياسي للحصول على أكبر المكاسب السياسية لها ولحلفائها بالداخل، حيث يواجه لبنان تحديات كبيرة في التخلص من الأطماع الخارجية والصراع الداخلي المدعوم من الخارج وتصارع الدول في الأراضي اللبنانية لتحقيق مصالحها غير عابئين بالشعب اللبناني الذي يعاني بسبب المشاكل الاقتصادية والسياسية التي يعيشها.

ويواجه لبنان اليوم استحقاقات مهمة تتمثل في ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الاسرائيلي وتاليا استخراج النفط والغاز وهناك انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة، وتخفيف المعاناة المستفحلة عن كاهل المواطنين.

كما أن الطبقة الحاكمة يعملون بهدف استحواذ كل طرف على الدور الأساسي في المعادلة السياسية لتكون القوة الأكبر داخليا، وإبعاد لبنان عن محيطه العربي ليصبح في الحضن الخارجي، مستفيدا في ذلك من تراجع الدور العربي السياسي عن لبنان، ومن التطورات الإقليمية والدولية كالمفاوضات النووية مع إيران وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية.

أزمة لبنان

توفير الدولار للبنزين

واستكمالا لهذه الأزمات، قال متحدث باسم مصرف لبنان المركزي، إن المصرف توقف تماما عن توفير الدولار لواردات البنزين، في خطوة أدت إلى ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير يوم الإثنين، حيث قفز سعر 20 لترا من البنزين بواقع 20 ألف ليرة، وهي زيادة حادة مقارنة بتقلبات يومية عادية بواقع آلاف قليلة من الليرة في الأسابيع السابقة.

وكان مصرف لبنان قال العام الماضي، إنه سيتوقف عن توفير الدولار بأسعار الصرف المدعومة بشدة بسبب تضاؤل احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية، لكنه واصل القيام بذلك بسعر أقل من أسعار السوق في منصته للصرافة “صيرفة”، وخفض المصرف تدريجيا حجم الدولارات التي يوفرها عبر "صيرفة" خلال الأسابيع الماضية.

ومن جانبه قال الدكتور عبدالله نعمة، المحلل السياسي اللبناني: بالنسبة للأوضاع السياسية في لبنان
فبلا شك نواجه مشكلات كثيرة منها: الوضع الحكومي وانتخاب رئيس للجمهورية وترسيم الحدود البحرية مع الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى الحسابات الداخلية لجميع القيادات السياسية في البلاد، والنزاع الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف نعمة - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه من الملفت كلام الرئيس نبيه بري الذي أدلى به في 31 أغسطس الماضي في ذكرى الإمام موسى الصدر، وهو أن لبنان في خطر وقد ناشد الجميع على انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين.

عبدالله نعمة

سبب تتابع أزمات لبنان

ولفت: من الواضح أن الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة لا يريدان إعطاء أي فرصة نجاح لتشكيل حكومة في آخر عهد الرئيس ميشال عون، والسبب أن الرئيس ميشال عون هو زعيم التيار الوطني الحر والذي يترأسه صهره الوزير جبران باسيل، والذي يطرح نفسه لرئاسة الجمهورية بدل عمه أو الإتيان برئيس جمهورية من نفس التيار وهذا ما ترفضه أغلبية الأحزاب والقوى السياسية ومنهم الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وتابع: لا ننسى أن موضوع الترسيم أيضا مؤجل في نفس الوقت إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليكون في بداية عهد جديد، وإنجاز جديد للرئيس القادم ليعطيه اندفاعا قويا لقيادة البلد، كما أن إسرائيل في نفس الوقت تريد تأجيل موضوع الترسيم إلى ما بعد الانتخابات داخل الكيان الإسرائيلي رغم أن هناك تفاؤلا كبيرا في موضوع الترسيم وليس هناك من بوادر للحرب كما يدعون.

وأضاف نعمة: "أعتقد أن هناك رؤية كاملة للحل في لبنان تبدأ في شهر نوفمبر المقبل، وهي مرتبطة بالحل الإقليمي لمنطقة الشرق الاوسط ومنها الاتفاق النووي الإيراني - الأمريكي، وهناك تصور أن الحكومة اللبنانية المستقيلة يمكن أن تفعل لإدارة البلاد لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أما بالنسبة لتوقف مصرف لبنان عن صرف اعتمادات بالدولار للبنزين، فالسبب في ذلك هو ارتفاع الدولار الجنوني، (شارف على 37 الف ليرة للدولار الواحد)".

واختتم نعمة أن هناك أزمة حقيقية بالنسبة للبنزين، وأن التجار في السوق السوداء يحتكرون السوق رغم أن التسعيرة بالدولار، وهذا أيضا سبب يجعل الأزمة عند أصحاب المحروقات بسبب ارتفاع الدولار، فهم يقفلون أبوابهم مما يزيد الازمة طمعا بارتفاع سعر صحيفة البنزين. 

أزمة لبنان

وضع الاقتصاد في لبنان

وساهم النمو في إنفاق السائحين والمغتربين فى تسجيل الاقتصاد اللبناني خلال أغسطس أعلى مستوى نشاط منذ أكثر من تسع سنوات.

وأحرز النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص في لبنان تحسن على نحو طفيف، بجانب الدعم القادم من الإنفاق المؤجل للمواطنين اللبنانيين، الأمر الذي دفع مؤشر مديري المشتريات إلى ما فوق 50 نقطة، وهو الحد الفاصل بين الركود والنشاط.

وسجل لبنان معدل تضخم أسعار الاستهلاك بلغ 50% خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، بحسب إدارة الإحصاء المركزي التابعة لمجلس الوزراء.

وفق تقرير، صادر عن إدارة الإحصاء، فإن شهر يوليو سجل ارتفاعاً في الأسعار قدره 168.45%، على أساس سنوي، مقارنةً بالشهر عينه من العام الماضي، أمّا على أساس شهري، بلغ معدل التضخم في لبنان خلال يوليو 7.42% عن شهر يونيو.

وعلى مدار السنوات الثلاث الأخيرة عانى لبنان من انهيار مالي، وانكمش الاقتصاد 60% منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر 2018، بسبب تردّي الأوضاع الاقتصادية وامتناع المصارف عن إعطاء المودعين أموالهم بالدولار.

كما تضاف لأزمات لبنان الحالية أزمتها مع إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين، وكان وصول سفينة حفر إلى موقع غاز (كاريش) في يونيو الماضي أعاد التوتر للساحة، وزعمت كل من إسرائيل ولبنان أن المنطقة ملك لهما، وكانت جماعة حزب الله اللبنانية قد هددت في السابق بمهاجمة العمليات الإسرائيلية هناك.

أزمة لبنان

انفجارات بـ مرفأ بيروت

في الرابع من أغسطس، انفجرت كمية كبيرة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، مما أسفر عن مقتل 215 شخصا وإصابة ستة آلاف وتدمير مساحات شاسعة من بيروت.

واستقالت حكومة حسان دياب وتم تكليف سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة لكن الخلاف استمر حول الحقائب الوزارية، وأدانت محكمة تدعمها الأمم المتحدة عضوا في حزب الله بالتآمر لقتل رفيق الحريري بعد 15 عاما من اغتياله. وينفي حزب الله أي دور له في الجريمة.

وتفاقمت حالة الفقر في لبنان وتخلى سعد الحريري عن جهوده لتشكيل حكومة وتبادل مع الرئيس ميشال عون الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل، وفي أغسطس 2021، أعلن البنك المركزي أنه لم يعد بإمكانه تمويل دعم واردات الوقود، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء ونقص الوقود وتسبب في أعمال عنف متفرقة في محطات الوقود.

وفي سبتمبر 2021، بعد أكثر من عام من الخلافات حول الحقائب الوزارية، تم الاتفاق أخيرا على حكومة جديدة بقيادة نجيب ميقاتي، وسرعان ما حادت الحكومة عن مسارها بسبب التوتر بشأن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. وطالب حزب الله وحليفته حركة أمل بإقالة قاضي التحقيق طارق بيطار بعد أن وجه اتهامات إلى بعض حلفائهما.

ودعت الأحزاب الشيعية إلى الاحتجاج على القاضي، وقتل ستة من مؤيديهم بالرصاص عندما اندلعت أعمال عنف، وألقى حزب الله بالمسؤولية على حزب القوات اللبنانية المسيحي الذي نفى بدوره التهمة.

وتوقف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بسبب تدفق الشكاوى القانونية ضد القاضي من قبل مسؤولين اتهمهم بالضلوع في الكارثة. 

أزمة لبنان

انهيار الليرة في لبنان

وانخفضت الليرة اللبنانية في يناير الماضي - إلى 34 ألفا مقابل الدولار؛ لتفقد أكثر من 90 بالمئة من قيمتها منذ عام 2019، ووجه البنك الدولي انتقادات حادة للنخبة الحاكمة لدورها في واحدة من أسوأ الانكماشات في الاقتصادات الوطنية في العالم بسبب سيطرتها على الموارد.

وأعلن الحريري أنه لن يخوض الانتخابات البرلمانية، وفي أبريل، توصل لبنان إلى مسودة اتفاق مع صندوق النقد الدولي من أجل دعم محتمل بقيمة ثلاثة مليارات دولار، معتمدا على قيام بيروت بتنفيذ إصلاحات طال انتظارها.

وفي مايو خسر حزب الله وحلفاؤه أغلبيتهم البرلمانية في الانتخابات. لكن الأحزاب المهيمنة منذ فترة طويلة ما زالت تحتفظ بقبضتها، حيث أعادت تعيين السياسي الشيعي نبيه بري رئيسا لمجلس النواب وعينت ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة.

ويتنظر اللبنانيون الانتخابات الرئاسية التي يعتمدون عليها في إعادة البلاد إلى مسارها الإصلاحي والتخلص من الأزمات التي يعيشون بها وتوفير احتياجاتهم الأساسية، لذلك يريد الشعب الوصول إلى الانتخابات الرئاسية اللبنانية غير أن هناك أطرافا عدة لا تريد الوصول إلى الانتخابات الأن ذلك تأتي عكس مصالحهم، فهم لا يريدن لبنان الدولة بل يريدون لبنان الممزقةحتى يحققوا مصالحهم الشخصية.

وكان مجلس الأمن دعا إلى تشكيل سريع لحكومة شاملة جديدة وتنفيذ عاجل للإصلاحات الملموسة المحددة مسبقا، بما في ذلك الاعتماد السريع لميزانية مناسبة  لعام 2022 من شأنها أن تمكّن من إبرام سريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، للاستجابة لمطالب اللبنانيين.

وقال أعضاء المجلس، إن هذه الانتخابات كانت أساسية لتمكين اللبنانيين من ممارسة حقوقهم المدنية والسياسية، وشددوا على دور المؤسسات اللبنانية، بما في ذلك مجلس النواب اللبناني المنتخب حديثا، في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لمواجهة الأزمة غير المسبوقة.

أزمة لبنان