مخاوف متزايدة بأوكرانيا من استخدام بوتين الشتاء كسلاح في معركته

  ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن المخاوف تتزايد في أوكرانيا من أن يستغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الطقس البارد كسلاح في الحرب ضد أوكرانيا وذلك من خلال تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، إذ تعتمد العديد من الدول الأوروبية على روسيا في التدفئة في أشهر الشتاء الباردة، مما يمنح موسكو المزيد من النفوذ في الوقت الذي تقاتل فيه أوكرانيا التي شهدت طفرة مؤخرا في المعركة واستردت آلاف الأميال من الأراضي في هجوم أخير.
وتعليقا على ذلك نسبت الصحيفة -في تقرير عير موقعها الإليكتروني اليوم الأربعاء- إلى سامانثا جروس، وهي مديرة مبادرة أمن الطاقة والمناخ في معهد بروكينجز قولها إن "السؤال الحقيقي هو: ما هي كمية الغاز الطبيعي التي ستقدمها روسيا برئاسة بوتين هذا الشتاء؟"
وقالت الصحيفة إن بوتين هدد بوقف مبيعات الطاقة لبعض الدول انتقاما من اقتراح طرحه الاتحاد الأوروبي للحد من أسعار النفط والغاز الطبيعي الروسي، في حين دفعت أزمة الطاقة في أوروبا بالفعل البلدان نحو حافة الركود.
وأشارت جروس -في مقابلة مع الصحيفة- إلى أن الرئيس الروسي قال أيضا الأسبوع الماضي إنه سيزيد مبيعات الغاز إلى أوروبا في حال خفف المجتمع الدولي العقوبات ردا على العملية الروسية، وهو الأمر الذي لن يتحقق على الأرجح (بحسب رأي الصحيفة).
في غضون ذلك ، عززت الولايات المتحدة بشكل كبير من صادراتها من الغاز الطبيعي منذ بداية الأزمة، لكن الحكومة الفيدرالية تواجه ضغوطا داخلية للإبقاء على جزء كبير من هذا الإمداد في الولايات المتحدة في فصل الشتاء.
وقالت جروس: "بالنسبة للأوروبيين، ومع اقترابهم من وضع مخيف بالنسبة للطاقة في الشتاء، فإن رؤية التقدم العسكري لأوكرانيا يعد سببا لحشد المزيد من الثبات التي ستحتاج إليها". و"أعتقد أن هذا التحول الخاص في الأحداث في ساحة المعركة يظهر أن هذه القضية تستحق العناء وأن هناك مكاسب عسكرية يمكن تحقيقها".
وأشارت ذا هيل إلى أن أوروبا تخضع لضغوط متزايدة لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، ويقال إنها خفضت الواردات بنسبة 35٪ منذ بدء الحرب.
من جانبه قال مايكل ألين، المساعد الخاص للرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش في مجلس الأمن القومي قوله: "أعتقد أنهم يعرفون أن النقد الذي وجهته الولايات المتحدة لهم -وهو أنهم يعتمدون بشكل غير ضروري على الغاز الروسي ، في محله وهم الآن بحاجة إلى التنويع في أسرع وقت ممكن"، مضيفا أن أوروبا تتطلع إلى مصادر أخرى للغاز ، مثل الولايات المتحدة.
وقال إريك أولاند، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان في عهد الرئيس السابق ترامب: "يحتاج الأوروبيون إلى التفكير مليا في كيفية تخطيطهم للتعامل مع هذا الأمر" "وربما يتعين القيام بالمزيد إذا قرر الرئيس بوتين أن الطاقة هي واحدة من أقوى أسلحته هنا للرد على ما يحدث في أوكرانيا".