الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حذر منه النبي .. خطأ في الصلاة يسبب العمى

النظر إلى الأعلى
النظر إلى الأعلى بعد القيام من الركوع أثناء الصلاة

هل النظر إلى الأعلى بعد القيام من الركوع، غير جائز؟ حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من النظر إلى الأعلى بعد القيام من الركوع أثناء الصلاة، لأنه ينافي الخشوع، ويعرض المصلي للانشغال بما يراه، وقد يتعرض المصلى إلى خطف بصره -العمى-.



روى البخاري (750) عن أَنَس بْن مَالِكٍ عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ».
 


وينبغى على المسلم أن ينظر أثناء الصلاة إلى موضع سجوده، لأنه أدعى إلى الخشوع والتواضع لله سبحانه وتعالى، قوله: «ورفع بصره إلى السماء»، أي: يكره رفع بصره إلى السماء وهو يصلي، سواء في حال القراءة أو في حال الركوع، أو في حال الرفع من الركوع، أو في أي حال من الأحوال؛ بدليل وتعليل: أما الدليل، فلأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة، أو لتخطفن أبصارهم» أي: إما أن ينتهوا، وإما أن يعاقبوا بهذه العقوبة وهي: أن تخطف أبصارهم فلا ترجع إليهم، واشتد قوله صلى الله عليه وسلم في ذلك.

 

طريقة الركوع الصحيحة

 

يقع بعض المصلين في أخطاء أثناء الركوع، وبالنسبة للوضعية الصحيحة للركوع، إنه يجب أن يكون الظهر مستقيمًا أثناء الركوع، ولا يكون فيه انحناء، وإذا وضع عليه كأس استقر ولم يقع،هذا لغير أصحاب الأعذار من المرضى وغيرهم، وقال الدكتور سعد ربيع، العالم الأزهري، إن الركوع هو الركن السادس من أركان الصلاة ولا تصح إلا به.

 

وأضاف «ربيع»، خلال درس فقهي بالجامع الأزهر، أنه إذا فرغَ المصلى من القراءة، سكت سكتة لطيفةً بمقدار ما يترادّ إليه نَفَسُهُ، ثم يرفع يديه على الوجوه كتكبيرة الإحرام، ويكبر، وهو واجبٌ، ثم يركع بقدر ما تستقر مفاصلُه، ويأخذ كلُّ عضوٍ مأخذَه.

 

وأوضح كيفية الركوع: أن يضع المصلي يديه على رُكبتيه، ويمكّنهما من ركبتيه، ويفرّج بين أصابعه، كأنه قابضٌ على ركبتيه، ويمد ظهرَه ويبسطَه، حتى لو صب عليه الماء لاستقر، ولا يخفض رأسَه، ولا يرفعه، ولكن يجعله مُساويًا لظهره، ويُباعد مِرفقيه عن جَنبيه ويقول في رُكوعه: «سُبحان ربي العظيم» ثلاث مرات

أخطاء في الركوع

وهناك بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين أثناء الركوع، ومنها أولًا: عدم الاستواء في الركوع:مِن الخطأ رفع الرأس أو خفضه وجَعْلُ الظَّهْر مُقوّسا أثناء الركوع، إلا مِن عُذر.

 

 فقد وصفت عائشة رضي الله عنها ركوع النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "وكان إذا ركع لمْ يُشْخِصْ رأسَه ولمْ يُصَوِّبْه ولكن بين ذلك". أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها.

 

 

وأخرج البخاري في صحيحه عن أَبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيّ رضي الله عنه قال: أَنَا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «رَأَيْتُهُ إِذَا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلاَ قَابِضِهِمَا، وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ القِبْلَةَ، فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ اليُسْرَى، وَنَصَبَ اليُمْنَى، وَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، وَنَصَبَ الأُخْرَى وَقَعَدَ عَلَى مِقعَدَتِهِ». وقوله: "هَصَرَ ظَهْرَهُ" أي مَدَّهُ وسَوّاه.

 

وأخرج الترمذي وأبو داود عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكَعَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ كَأَنَّهُ قَابِضٌ عَلَيْهِمَا، وَوَتَّرَ يَدَيْهِ فَنَحَّاهُمَا عَنْ جَنْبَيْهِ. قوله: "ووتر يديه" أي عوّجهما، من التوتير وهو جعل الوَتَر على القوس. وقوله: "فنحّاهما عن جنبيه" يعني أبعد مرفقيه عن جنبيه حتى كان يده كالوتر وجنبه كالقوس.

 

ثانيًا: عدم الطمأنينة في الركوع:من الخطأ سرعة بعض الناس في الركوع، مع أن الطمأنينة فيه واجبة، بقدْر ما تسكن فيه أعضاء المصلي ومفاصِله وتسترخِي.ففي الصحيحين، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام، فقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل»، فرجع الرجل فصلى كما كان صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وعليك السلام»، ثم قال: «ارجع فصل فإنك لم تصل» ثلاثا. فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني. فقال صلى الله عليه وسلم : «إذا قمتَ إلى الصلاة فكبّرْ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها».

 

ثالثًا: عدم الاعتدال بعد الرفع من الركوع:والمراد بالاعتدال: سكون الأعضاء مع استقامة الظهر واستواء البدن أثناء القيام. فبعض الناس يرفع رأسه من الركوع قليلا ثم يهوي إلى السجود مباشرة مِن غير أن يستويَ قائما. وقد قال صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته: «ثم ارفع حتى تعتدِل قائما». 

 

وقالت عائشة في وَصْفِ صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: "وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما" أخرجه مسلم. ولحديث أَبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيّ الذي تقدم؛ وفيه: "فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ". والفقار بفتح الفاء والقاف: جمع فقارة، وهي عظام الظهر.


رابعًا: النظر إلى الأعلى بعد الاعتدال من الركوع:حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من النظر إلى الأعلى بعد القيام من الركوع، أثناء الصلاة، لأنه ينافي الخشوع، ويعرض المصلي للانشغال بما يراه، وقد يتعرض المصلى إلى خطف بصره -العمى-.


روى البخاري (750) عن أَنَس بْن مَالِكٍ عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ».