الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة مفجعة.. مصرع مصطفى ميتسو مع أبنائه الثلاثة في غرق مركب بسوريا

مصطفي ميتسو وعائلته
مصطفي ميتسو وعائلته

حالة الصدمة تخيم على لبنان وسوريا بعد مصرع  77 مهاجرا بحسب بيانات وزارة الصحة السورية ، فقد تضمنت  الحادثة قصصا مؤلمة  لضحايا المأساة التي هزت الوطن العربي.

و مأساة مصطفى ميتسو الذي توفي مع أبنائه الثلاثة في عرض البحر أبرز مآسي ذلك الحادث الأليم .

يعمل مصطفي ميتشو سائق أجرة بلبنان حيث لم يتخيل أن الموت سيكون له بالمرصاد ولكن جل حلمه هو يطعم أطفاله ويعلمهم بعدما ضاقت بهم سبل العيش في لبنان بحسب رواية أقاربه.

وعثرت السلطات السورية الخميس علي مصطفى ضمن ضحايا قارب الموت ، بعد غرق مركبهم الذي انطلق من شمال لبنان وعلى متنه عشرات المهاجرين، غالبيتهم من اللبنانيين واللاجئين السوريين.

باب الرمل


وفي باب الرمل، أحد أفقر أحياء مدينة طرابلس في شمال لبنان، تعيش عائلة مصطفي التي تزرف عيونهم بالدموع ، بعدما تبلغت أن مصطفى قضى غرقاً مع أطفاله الثلاثة بينما نجت زوجته.

ويقول جهاد المانع، قريب مصطفى، لوكالة فرانس برس «لم يذهب في نزهة الى الخارج أو لقضاء إجازة نهاية الأسبوع. لم يكن حلمه الحصول على جنسية أخرى بل أن يسجل أولاده في مدرسة ويطعمهم».

ولم تتضح بعد ملابسات غرق المركب الذي تراوحت التقديرات بشأن عدد ركابه بين 100 و150 شخصاً، تم العثور على جثث 73 منهم على الأقل حتى الآن وإنقاذ عشرين آخرين، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.

وتعدّ حصيلة الضحايا الأعلى منذ أن نشطت ظاهرة الهجرة غير الشرعية من لبنان، التي بدأها لاجئون سوريون وفلسطينيون يبحثون عن بدايات جديدة، قبل أن ينضم اليهم لبنانيون، غالبيتهم من شمال لبنان، أنهكتهم الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يصنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

وغادر مصطفى مع عائلته، بعدما دفع مبلغاً يتراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار مقابل كل شخص لمهربين، كما يروي المانع. وجمع المبلغ المطلوب بعدما باع سيارته واستدان مالاً من إخوته وباعت والدته مصاغها.

ولم تتمكن العائلة من معرفة الوجهة التي كان سيسلكها القارب قبل غرقه.

ويسأل المانع بانفعال "أين المعنيين؟ لا نعلم ما إذا كان أولادنا موتى أم أحياء".

«إما أصل أو أموت» 

منذ شيوع نبأ غرق المركب، يتوافد الأقرباء والأصدقاء الى منزل العائلة المفجوعة، بينهم عمر ميستو، صديق مصطفى منذ الطفولة.

ويقول لفرانس برس «الفقر والوضع المعيشي جعلا مصطفى يغادر لبنان».

وينقل عنه قوله باستمرار «سأغادر حتى لو كنت سأموت. إما أن أصل أو أموت».

وبدأت عائلات في لبنان الجمعة تشييع قتلاها، بينهم عائلة التلاوي.