الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أغرب السرقات الأثرية.. قصة سرقة شعر رمسيس الثاني في باريس

رمسيس الثاني
رمسيس الثاني

شهد السنوات الماضية العديد من قضايا السرقات الأثرية، ولكن أغرب هذه السرقات ما كشفه عالم الآثار الدكتور زاهي حواس في كتابه "الحارس.. أيام زاهي حواس"، الصادر عن دار نهضة مصر، والذي يكشف فيه عن سرقة شعر الملك رمسيس الثاني.


ويقول زاهي حواس في كتابه: "قصة سرقة شعر الملك رمسيس الثاني، وشعر من مومياوات أخرى تقودنا إلى التساؤل، كيف يكون الملك رمسيس الثاني، في فرنسا ومعـه أثـري من المتحف المصري «لا داعي لذكر اسمه»، وكيميائي من المعمل الكيماوي بالآثار، كانا مرافقين للمومياء وكيميائي آخر مـن المتحف المصري متخصص في ترميم المومياوات، ويسمح للباحث الفرنسي أن يسرق شـعر «الملك رمسيس الثاني» ولم أكن أتصور أن يحدث مثل ذلك".

 

باريس تسرق شعر رمسيس الثاني 

 

ويضيف زاهي حواس: "وتعود القصة عندما طلب الرئيس الفرنسي «جيسكار ديستان» من الرئيس «السادات» عام 1976، أن يتم استعارة مومياء الملك «رمسيس الثاني» لمدة ٦ شهور إلى باريس بحجة العلاج، ولكن كان الهدف الأساسي معرفة هل «رمسيس الثاني» فرعون موسى أم لا؟، وسافرت المومياء إلى باريس، واستقبلت مومياء الملك المصري استقبالا رسميا، وأعتقد أن المرافقين المصريين كانوا يتسوقون في شوارع باريس، بينما تركوا المومياء، في أيدي الباحث الفرنسي الذي سرق شعر «رمسيس الثاني»".

ويوضح زاهي حواس: "ثم فوجئت في نوفمبر عام 2006 وأنا المسئول عن الآثار، برجل بريد فرنسي مقيم في جرينوبل بفرنسا، يعلن على الإنترنت عن بيع خصلة من شعر الملك رمسيس الثاني، مقابل ألفي يورو، فتحركت على الفور وطلبت من السلطات الفرنسية ضرورة إعادة عينات الشعر إلى مصر فورا، بل واتهمت من قاموا بفحص المومياء بأنهم لصوص، وفعلا تحركت السلطات الفرنسية وقبضت على رجـل البريد، ولكنها لم تخبرنا بأي معلومات حول شخصيته، لأن ذلك يمثل إحراجا لفرنسا وللأثريين الفرنسيين، وأعتقد أنه كان ابن أحد المسئولين عن فحص المومياء، وقام البوليس الفرنسي بمصادرة العينات، وحكم النائب المدني العام الفرنسي «فونتـان» بتسليم العينات إلى مصر، حيث تم تسليمها إلى الملازم أول اليونيل لوريه،  الضابط بالمكتب المركزي لمكافحة تهريب المنتجات الثقافية بباريس، وكان سفيرنا في ذلك الوقت هو «ناصر كامل» الذي كلف د. صفوت زهران، المستشار الثقافي في باريس، باستلام العينات ونقلها إلى السفارة، وبعد ذلك اتصل بي وأرسلت الأثري «أحمد صالح» لاستلام خصلة الشعر والعينات الأخرى، وكان ذلك يوم 1 إبريل 2007 حيث تسلمنا ثمانية أحراز ضمن عينة الشعر".

وأكمل زاهي حواس: "وقد وجدنا بعد الفحص أن هناك سـت عينات شعر بالإضافة إلى خصلة شعر كبيرة من شعر «رمسيس»، وكذلك إحدى عشرة عينة «راتنج»، اثنتان منها تخصان الملك «مرنبتاح»، وللأسف الشديد هذه العينات أخذت من مصر لا من فرنسا، وقد أراد الفرنسي د. «بالو» أن يقنع الحكومة المصرية بأن مومياء «مرنبتاح» في خطر أكثر من مومياء «رمسيس»، وأن هناك ضرورة لترميمها، وأخذ عينات من الكتان دون أي موافقة، وسرق العينات بالتعاون مع الموظف المسئول في ذلك الوقت، وقد سرقت عينات المومياء من داخـل معمل الطب الشرعي ومعمـل الفيزياء بشركـة لـوريـال بباريس، وأعترف أن سـفر المومياء في 26/ 9/ 1976 من الأخطاء السياسية التي قامت بها مصر وشكلت خطورة على تاريخ مصر الحضاري لأن الهـدف - كـمـا قلـنـا- لم يكـن ترميم المومياء، بل للتأكد مـا إذا كان «رمسيس» هو فرعون خروج اليهود من مصر أم لا، لقد درس المومياء 105 باحثين فرنسيين قبل عودتها لمصر عام 1977".